خبر ليهود امريكا، تحية كبيرة- هآرتس

الساعة 10:03 ص|07 نوفمبر 2010

 

ليهود امريكا، تحية كبيرة- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: أيها اليهود الامريكيون هذه هي فرصتكم للتأثير على رئيسكم المهزوم، كوطنيين امريكيين ويهود، بل وحتى كصهاينة، عليكم أن تُشجعوه الآن على أن يتجند لمهمة الضغط على اسرائيل لتُغير أنماطها - المصدر).

        ممثلوكم يفتتحون اليوم مؤتمركم السنوي الكبير، الجمعية العمومية (الـ GA). بين الماريوت والشيراتون في نيو اورليانز سيغمرونكم بالمحاضرات وبالمحاضرين، بالندوات وبمجموعات البحث، والتي ستعنى بعضها بكم وبعضها الآخر بنا، نحن الاسرائيليين. ومرة اخرى ستسمعون كل الكليشيهات بأسرها، جو بايدن، بنيامين نتنياهو وتسيبي لفني ايضا. ولكن هذه السنة تجتمعون في ظل انتخابات المنتصف التي انتهت – معظمكم لا بد فرحون الان في ضوء هزيمة الرئيس – وعشية القرارات الحاسمة المصيرية.

        يوجد في جدولكم الغذائي وجبة فطور اسرائيلية، كما قرأت، وعدة مداولات عن نزع الشرعية عن اسرائيل في العالم. وبالتأكيد سيقولون لكم ان هذا بسبب اللاسامية. لا تُصدقوا. توجد لاسامية في العالم، ولكن ليس كما يروونه لكم. كما انه يوجد "نزع للشرعية عن اسرائيل" – يوجد نزع للشرعية عن سياسة القوة والاحتلال لاسرائيل. ذات العالم "اللاسامي" عرف كيف يعانق اسرائيل عندما سارت هذه في الطريق المستقيم، في عهد اوسلو مثلا. العالم مل، في معظمه، فقط استمرار الاحتلال الاسرائيلي وسياسته العنيفة. المسؤولية (والذنب) عن وجودهما تقع على اسرائيل. وليس على العالم. وهو يتشدد مع اسرائيل؛ وهو ايضا يمنحها حقوقا زائدة، ليست لأي دولة اخرى.

        اذا كانت اسرائيل عزيزة عليكم، ولدى معظمكم هذا هو الوضع، فكونوا مستقيمين بما يكفي كي تنتقدوها انتقادا جديرا. فكّروا باصدقائكم الشخصيين. ماذا سيُقدّرون اكثر – تأييدا أعمى وتلقائي من جانبكم أم انتقادا مُحببا عندما تكون الحاجة. عزيزتكم، اسرائيل، مُدمنة. فهي مدمنة على الاحتلال وعلى نزعة القوة وعلى أحد ما أن يشفيها من إدمانها. وككل مُدمن فانها لا يمكنها أن تساعد نفسها، وهذا الدور ملقى على عاتقكم.

        بعضكم يعرف الحقيقة. أنتم تريدون اسرائيل قوية، ولكن تعرفون بأن المستوطنات تُضعفها فقط. أنتم تحلمون باسرائيل كبرى ولكن تعرفون بأن هذه لا يمكنها أن تكون اسرائيل عادلة. أنتم تريدون أن تتفاخروا باسرائيل، وأنتم تعرفون انه في السنوات الاخيرة أصبحت هذه مهمة شبه متعذرة. تذكروا ايام "الرصاص المصبوب". حتى في التلفزيون الامريكي عندكم بثوا صور الفظاعة من غزة. ماذا شعرتم في حينه؟ كيف بررتم ذلك على مسامع اصدقائكم؟ دفاع عن الذات؟ لم يقبلوا ذلك. حماس؟ هذا لم يبرر القتل والتدمير بالحجوم الرهيبة.

        أنتم تعيشون في دولة اسود – ابيض، غير أن اسرائيل ليست اسود وليست ابيض. ليست فظيعة كما تُعرض في العالم، وليست عادلة كما يعرضونها عليكم. وأكثر من أي شيء آخر فانها دولة بقيادتها المغرورة تجعل الناس يملّوها. وأنتم تدفعون الثمن: لا يوجد شيء زاد في السنوات الاخيرة الكراهية لاسرائيل واليهود أكثر من "الرصاص المصبوب". جنرال واحد سبق ان قال عندكم عدة أمور خطيرة عن الثمن الذي تدفعه امريكا لقاء بؤبؤ عيونكم.

        لديكم، أيها الاخوة الأعزاء، قوة سياسية هائلة. واحيانا أفكّر بأنها هائلة أكثر مما ينبغي: فذات يوم ستتفجر لكم في وجوهكم. ولكن يمكن استخدامها ليس فقط للمطاردة الحقيرة لكل منتخب يتجرأ على انتقاد اسرائيل. في وسعكم أن تؤثروا على الادارة لتغيير سبل اسرائيل. ادارة تفعل ذلك لن تكون ادارة معادية لاسرائيل.

        هذه هي فرصتكم للتأثير على رئيسكم المهزوم، الذي معظمكم صوتّم له بقلب منقسم، كي يضغط على اسرائيل لتُغير أنماطها. هذا هام لكم وهام لنا. هذا الرئيس أضاع سنتين في المنطقة الأكثر خطرا على مستقبل العالم. كوطنيين امريكيين ويهود، بل وحتى كصهاينة، عليكم أن تُشجعوه الآن على أن يتجند للمهمة.

البلدة تشتعل أيها اليهود. الديمقراطية الاسرائيلية تتمزق، وقريبا لن يعود ممكنا الحديث عن "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط"، كما يطيب لكم. الاحتلال ايضا يتثبّت ويغرق، يكاد لا يكون ممكنا الحديث عن حل الدولتين. وعليه، عن وجبة الفطور الاسرائيلية خاصتكم، أبدوا هذه المرة، على سبيل التغيير، قلقا حقيقيا على اسرائيل. إنتقدوها عندما تكون الحاجة الى ذلك.