خبر بدء المعركة على زعامة حزب العمل وإشارات إلى تولي أشكنازي رئاسته

الساعة 09:18 ص|05 نوفمبر 2010

بدء المعركة على زعامة حزب العمل وإشارات إلى تولي أشكنازي رئاسته

فلسطين اليوم-وكالات

انضمام زعيم نقابات العمال فى دولة الاحتلال, عوفر عيني ووزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر إلى قائمة الشخصيات الرفيعة فى حزب «العمل» الصهيوني , التي تنادي بخلع وزير جيش الاحتلال ايهود باراك عن زعامة الحزب.

فيما قال الأمين العام السابق للحزب ايتان كابل "إن حزب العمل ضلّ طريقه منذ سنوات وباراك ليس سوى حفّار القبر".

ويعاني الحزب، منذ انتكاسته فى الانتخابات العامة عام 2001 وإطاحة باراك من رئاسة الحكومة لمصلحة أرييل شارون، أزمة تنظيمية وعقائدية حادة انعكست فى تغيير ستة زعماء للحزب فى غضون ثماني سنوات ومغادرة عدد من رموزه "زعيمه السابق شمعون بيريز وحاييم رامون ودالية ايتسيك" للانضمام إلى الحزب الجديد «كديما» واعتزال آخرين الحياة السياسية.

وفى تراجع متواصل للتمثيل البرلماني بلغ حضيضاً غير مسبوق فى انتخابات العام الماضي "بزعامة باراك مرة أخرى" بحصول الحزب على 13 مقعداً ليصبح الحزب الرابع فى "إسرائيل"، وهو الذي يعتبر أعرق الأحزاب الإسرائيلية ومؤسس الدولة العبرية حكمها لنحو أربعة قرون.

وساهم فى هذا التراجع الانزياح المتواصل للشارع الإسرائيلي المتأثر من الانتفاضة الثانية نحو اليمين المتشدد الذي بات ممثلوه يحظون بغالبية مطلقة فى الكنيست.

لكن التراجع فى شعبية الحزب لم يمنع باراك من الانضمام للائتلاف الحكومي الحالي برئاسة زعيم «ليكود» اليميني بنيامين نتانياهو، وبمشاركة غلاة المتطرفين من أحزاب اليمين المتشدد والمتدينين، ما أثار تمرداً ضده قاده خمسة من نواب الحزب الـ 13 الذين اتهموه بتفضيل كرسي وزير الحرب على حساب مصلحة الحزب التي تتطلب إعادة تنظيم الصفوف من مقاعد المعارضة وطرح بديل سياسي للناخب الإسرائيلي.

لكن باراك نجح فى إخماد لهيب التمرد من خلال توزير أربعة أعضاء آخرين، علماً بأن نتانياهو منح «العمل» حقائب وزارية أكثر مما يستحق بحسب التوزيعة لسائر الأحزاب لرغبته فى ضم «العمل» ليكون «ورقة التوت»، بحسب توصيف الأمين العام السابق للحزب ايتان كابل، وذلك بهدف تحسين صورة حكومته في الساحة الدولية ولدى واشنطن تحديداً التي ما زالت تعتبر باراك قائد «معسكر السلام» الإسرائيلي.

ومع تعثر العملية السياسية مع الفلسطينيين انسحب اثنان من النواب «المتمردين» من الحياة السياسية لقناعتهما بأن باراك لن ينسحب من الحكومة. لكن مع مرور الوقت أخذ الوزراء الموالون لباراك بالاحتجاج على نهجه داخل مؤسسات الحزب واتهامه بالدكتاتورية لكنهم لم يوسعوا رقعة الاحتجاج لتمسكهم هم أيضاً بالكراسي الأثيرة".

وانتقد ايتان كابل أمس الوزيرين اسحاق هرتسوغ وأفيشاي برافرمان اللذين أعلنا أخيراً ترشيح نفسيهما لزعامة الحزب على بقائهما فى الائتلاف الحكومي، مشيراً "إلى أنه «لا يمكن للحزب أن يرمم نفسه وهو داخل ائتلاف حكومي لا تأثير له فيه» وأنه كان حرياً بالمرشحيْن إعلان انسحابهما من الائتلاف الحكومي.

لكن يوم أول من أمس قد يُسجَّل فى تاريخ الحزب على أنه شهد «الضربة القاضية» لمسيرة باراك السياسية، مع إعلان الشخصيتين الأكثر نفوذاً فى الحزب الوزير بن اليعيزر وزعيم نقابة العمال عوفر عيني نزع ثقتهما عن باراك".

حيث عقد بن اليعيزر اجتماعاً للمئات من أنصاره أعلن فيه أن «القيادة الحالية للحزب ليست قادرة على انتشال الحزب من أزمته وإعادته إلى مجده السابق وموقعه فى الحلبة السياسية الإسرائيلية والرأي العام، وأنه فى أحسن الأحوال قد يحظى الحزب تحت هذه القيادة بخمسة مقاعد برلمانية"

ودعا "إلى استقدام شخصية رفيعة المستوى من خارج الحزب لتولي قيادته، وهو ما فهمه مراقبون دعوة لرئيس هيئة أركان الجيش خصم باراك الجنرال غابي أشكنازي الذي ينهي ولايته في شباط "فبراير" المقبل لتسلم دفة القيادة، لكن القانون يمنع الأخير دخول المعترك السياسي قبل مرور عامين على خلعه البزة العسكرية.

وتزامن الاجتماع الاحتجاجي لبن اليعيزر مع تصريحات أطلقها زعيم نقابات العمال عوفر عيني ضد باراك وصف فيها زعيم «العمل» بأنه «أهبل»

ورد باراك على اتهامات بن اليعيزر وعيني بالقول إنه يدرك أن عقيلته ارتكبت مخالفة بتشغيلها عاملة أجنبية، لكنه يلفت إلى أن «المسألة حظيت بتغطية إعلامية غير طبيعية، و «عناوين الصحف كانت أضخم من العناوين التي كتبت عند اندلاع حرب 1967»، ملمحاً إلى أن الإعلام العبري يستهدفه".

ودعا باراك النواب والوزراء المتذمرين من قيادته إلى المغادرة، مضيفاً أن مؤسسات الحزب وحدها هي التي تقرر مصيره وتنتخب زعيمه، مكرراً أنه باقٍ فى الحكومة من أجل تحقيق السلام والأمن لدولة الاحتلال

ومع انتقال بن اليعيزر إلى صفوف المعارضين لزعامة باراك بقي الأخير بلا دعم من أي من نواب الحزب الـ 12 الآخرين الذين أعلنوا فى مناسبات سابقة أنهم لا يثقون بباراك واتهمه البعض بأنه يقود الحزب نحو الهاوية بتفضيله منصب وزير الحرب فى حكومة يمينية متطرفة على حساب مصلحة الحزب التي تقتضي بأن يكون فى المعارضة بصفته قائداً لـ «معسكر السلام» ليقترح على الناخب الإسرائيلي بديلاً لحكم اليمين