خبر ليس صاحبا، بل أهبل..يديعوت

الساعة 12:34 م|04 نوفمبر 2010

بقلم: سيما كدمون

ماذا لم يقولوه عن باراك. قالوا انه مغلق الحس، انه متعالٍ، انه يحب المتع، انه غير جدير بأن يكون رئيس وزراء. شيء واحد آخر لم يقولوه عنه: أنه أهبل. هذا القصور عدله امس رئيس الهستدروت عوفر عيني. بهذه الكلمة عبر عيني عن كل السخرية، الاحتقار وعدم الاحترام الذي يكنه للرجل الذي حمله على ظهره وعلى ظهر الهستدروت لرئاسة الحزب، والى داخل الحكومة.

بتنسيق شبه كامل انهار أمس معقل آخر لباراك، العامود الاخير الذي استند اليه رئيس حزب العمل، آخر الداعمين المتبقين له، ممن لهم قوة سياسية ونفوذ حاسم في الميدان. في اجتماع كبير عقد في قرية المكابية حطم فؤاد بن اليعيزر الاواني وأعلن بانه انتهى عنده الامر. هكذا ببساطة. مل من قيادة الحزب، مل من المتمردين، مل من كل اولئك الذين يقفون في الطابور كي يحظون برئاسة الحزب. فؤاد، كما يتبين، لا يرى حوله أي شخص مناسب يمكنه أن يقود الحزب. لا في اوساط المتنافسين من قبل أنفسهم مثل هيرتسوغ او برفرمان ولا بالرجل الذي يجلس هناك على كرئيس الرئيس. ولا حتى هو نفسه، فؤاد، مثلما يسمى نفسه بتحبب. هو ايضا لا يعتزم الحلول محل الرئيس.

600 شخص على الاقل كانوا هناك، لا يدل اساسا على الجوع الكبير الذي لدى الحزب لاحداث كهذه. الكثيرون منهم دعوه الى التنافس. ان يأخذ الحزب على نحو مؤقت على الاقل. فؤاد رفض التوجهات. بين الحاضرين كان يمكن للمرء أن يرى ايضا الجهاز الحزبي. كان هناك حيليك بار، الذي وان كان صديقا لفؤاد الا انه يحمل لقب السكرتير العام الجديد وحتى فيتسمان شيري، السكرتير العام المنصرف ومقرب باراك كان هناك. ربما في محاولة لتقليص الضرر: الاظهار ان ليس فقط رجال فؤاد يملأون القاعة بل ورجال باراك ايضا.

من ناحية حزب العمل يدور الحديث عن هزة أرضية، دراما لا يمكن التقليل من شأنها. وليس فقط لان فؤاد يعتبر المؤيد الاخير لباراك.

فؤاد قرر امس القواعد في حزب العمل. وقد سرق كل الاوراق وأجرى ترتيبا جديدا: اذا بدأ هيرتسوغ وبرفرمان في تحريك عقارب ساعة الانتخابات التمهيدية الى الوراء، فقد قال لهما فؤاد أمس: توقفا. التمهيدية هي آخر أمر يحتاجه الحزب الان. بداية لنرممه. لنستثمر في التنظيم. لننعشه. لنفتح الصفوف. وماذا بعد ذلك؟ الله أكبر. المتنافسون لن يكونوا بالضرورة اولئك الذين صرحوا منذ الان عن ترشيحاتهم. قد يأتي هؤلاء على الاطلاق من الخارج. لديه، فؤاد، اثنان او ثلاثة كهؤلاء على الاقل. من هم؟ هذا ما لا يبدي الاستعداد لقوله.

كل واحد يعرف انه بدون فؤاد لن يتقرر موعد الانتخابات التمهيدية، وهناك حالة تكون فيها مبادرة هيرتسوغ للحصول على تواقيع من نشطاء العمل لعقد مؤتمر يصادق على انتخابات تمهيدية مبكرة – قد ضاعت هباءً. ويحتمل أن نتيجة لخطوة فؤاد سيكون باراك على الاطلاق كسب الوقت وستكون الانتخابات التمهيدية في موعدها، بالضبط كما يريد هو. ويمكن أن يكون المرء واثقا من أنه سيوجد ايضا من سيتحدث عن المؤامرة: أن فؤاد يواصل القيام بالعمل في صالح باراك، ينظف له الميدان من حالات الشغب والحرص على بقاء العمل في الحكومة قدر الامكان.

        ولكن حتى لو كسب باراك بضعة اشهر اخرى وحتى لو قول عيني لم يكن محترما تماما، فلا يمكن تجاهل الاحتقار الذي يبديه اليوم كبار رجالات حزب العمل تجاه رئيسهم. في حملة الانتخابات الاخيرة قالوا عنه: ليس صاحبا، بل زعيم. أما الان فهم يقولون: ليس صاحبا، بل أهبل.