خبر كتب رشيد ثابت: دون (حافظ البرغوثي) دي لا مانشا

الساعة 07:12 م|03 نوفمبر 2010

كتب رشيد ثابت: دون (حافظ البرغوثي) دي لا مانشا

فلسطين اليوم- غزة

حافظ البرغوثي يعلن الحرب على الإنترت, على الانترنت أن تأخذ حذرها من الرجل غير الطيب وغير النبيل والذي سبق له أن حطم عدداً من طواحين الهواء في المعارك الحامية التي دارت في مسرح أوهامه, وسبب الحرب هو أن عدلي صادق قد حفل بمن سماها "دون كيشوت" كاتبة "إنترنتية" من حماس ، وكتب رداً على مقال للأخت الكاتبة المبدعة لمى خاطر.

 

يقول "دون كيشوت": إن "الإنترنت مشاع لمن وقع باسم مستعار أو مستأجر أو مدفوع الأجر"؛ وفي هذا الحديث عن استئجار الأقلام إسقاط ذاتي مريع بالنسبة لرئيس تحرير صحيفة هي صحيفة الحكومة شكلاً ومضمونًا وتمويلاً (هذا لو سلمنا جدلاً أن الذراع السياسي لعصابة عملاء دايتون ومقرها في رام الله يستحق أن يحمل اسم وصفة حكومة).

 

ويتابع القلم الدايتوني الخربشة بسجع متكلف وممجوج, فيضيف: "إن الردود والمقالات عبر الإنترنت ليست مرجعاً يعتد به، بل هو كرنفال مفتوح يختلط فيه العاقل بالجاهل والعاقر بالحامل والعميل بالمقاتل والمحترم بالسافل"؛ ناسياً أن يوضح لنا طبيعة المطعوم الذي حصن الصحافة الورقية من أن تكون منبراً للخنى والخيانة, هل يعتقد حافظ البرغوثي أن صحف الحكومات العربية وبالذات العميلة المأجورة منها – والتي يعرفها البرغوثي جيداً - هي منابر للسيف والقلم؟ أين "سانشو" عنك يا "دون" لينبهك من أحلام يقظتك وهلوساتك السمعية والبصرية؟ يبدو أنك لا تقرأ ما تنشره صحيفتك بل لا تقرأ ما تكتبه شخصياً!

 

ثم يزيد العارف الأوحد بأمر تحصيل المعلومات "أن الركون إلى الإنترنت لاستقاء المعلومات أو بث الآراء والأفكار ليس وسيلة دقيقة وسليمة دائماً لأن أغلب من يدلون بدلوهم على الانترنت ليسوا على قدر من المسؤولية", لا شك أن المسؤولية في عرف حافظ تتمثل في أن تتم الكتابة فقط في منابر "الدافع بأمر دايتون"؛ وبأقلام من يستحقون توقيعات "يصرف له"؛ ولا يجوز لأحد آخر أن يكون له رأي ولا يجوز لأي منبر مستقل أن يقوم بتعكير فضاء المعلومات بخبر أو تحليل لم يحقق صفات العدالة على أشراط الجنرال ولم يجتز رجاله – أو "أشباه رجاله –معاييره في جرح الرواة وفحص الأسانيد.

 

وما هو سر هذه الغربة بين الرجل والتكنولوجيا؟ أما من أطفال في العائلة يقدمون للرجل "بعبع" الإنترنت هذا ويبسطون له مفهومه بلغة تناسب المبتدئين وأصحاب "الآي كيو" الصفري وما دون الصفري؟ لو حصل هذا فسيعلم رئيس التحرير أن الإنترنت تشبه الصحافة المكتوبة وتماثل أي وسيط معلوماتي آخر: فيها من كتب وحي القلم مثل مصطفى صادق الرافعي وفيها من يلفق ساقط المعاني في ساقط الألفاظ مثل كل من ضيعوا شرف الكلمة واستوطنوا منابر الإعلام السلطوي؛ ولم يكونوا لشرف الكلمة "حافظين".

 

لكننا سننزل رئيس التحرير الجهبذ عند حججه وما ألزم به نفسه؛ فهو يزعم أنه "إذا أورد (كاتب ما في صحيفة مطبوعة( اتهامات كاذبة أو أنباء ملفقة فيمكن ملاحقته أو الرد عليه في المكان نفسه وحجم الحرف نفسه"؛ وعليه فنحن نتمنى على حافظ أن يكون "قد حاله" ويسمح للأخت لمى خاطر بنشر مقال في نفس الزاوية التي اتهمها فيها بأنها تكتب باسم مستعار وأنها مجهولة, فالأخت لمى تكتب باسمها الحقيقي ، وتنشر على الورق في صحيفة "فلسطين" ، وفي مجلة "فلسطين المسلمة"، ولم تكتف بالنشر في الإنترنت. وهي حقيقية لدرجة أن جهاز المخابرات العامة - وهو الذراع الأمني لنفس السلطة العميلة التي تعد أنت يا حافظ أحد قادة ذراعها الإعلامي – يطاردها في عين هذه الأيام؛ ويطارد أسرتها ويعتقل زوجها لإجبار قلمها على التوقف عن الكتابة! أي أن القضية التي أقامها الكاتب الألمعي ساقطة ليس فقط على مستوى المضمون بل أيضاً على مستوى الشكل! فإن لم يفعل فإن لي رجاء بأن يتوقف عن اجتراح بلاغة ليست منه وليس منها؛ فيمسك عن كتابة عبارات مثل "كلام النت يمحوه النهار"؛ ويقف عند حدود ما يتقن من الركاكة والضحالة.

 

فأنا أحسب أن دايتون يدفع على المضمون لا على الأسلوب؛ وإلا لكانت فلسطين قد فجعت بوفاة الكثير من الكتاب والمتكلمين في الإعلام من الجوع والفاقة؛ نظراً لانحدار مستوى أسلوبهم وثقافتهم العامة والخاصة!

 

ويا حسرة على البصرة والكوفة اللتين كانتا منارتين للعلم والفهم وصارتا رهينتين لجيش المهدي وجيوش المضللين الآخرين, ويا ضيعة الصحافة التي كانت منبراً لأرباب القلم والثقافة ثم صارت في عصور فتح الزاهرة سلماً لصعود أهل العي والغي.