خبر الحرب ضد الارهاب..يديعوت

الساعة 05:55 م|03 نوفمبر 2010

بقلم: يورام شفايتسر

رئيس مشروع الارهاب في معهد بحوث الامن القومي

العاصفة الاعلامية التي ترافق في اليومين الاخيرين اكتشاف العبوتين الناسفتين اللتين انطلقتا من اليمن الى الولايات المتحدة تسمح باستخلاص عدة دروس ايجابية وسلبية عن وضع المعركة ضد الارهاب الاسلامي المتطرف بقيادة القاعدة وحلفائها.

        البشرى الطيبة، التي تنبع من عملية الاحباط الناجحة، هي ان التعاون الدولي ضد الارهاب من جانب محافل استخبارية عربية وغربية يوجد في ميل تحسن مستمر. وبفضل هذه النشاطات، وغيرها من النشاطات التي تتخذها يوميا أجهزة الاستخبارات في دول العالم، يصان في اوساط الجمهور المدنيين في الغرب الاحساس بالامن وربما ايضا عدم الاكتراث، رغم التهديدات التي تنطق صبح مساء على لسان الناطقين باسم المنظمات الارهابية الاسلامية وعلى رأسها القاعدة، وتحذيرات السفر التي تنشرها وزارة الخارجية الامريكية، كالتحذير الاخير الذي حذر مواطني الولايات المتحدة من المخاطر التي تنطوي عليها الزيارة لاوروبا في الوقت الحالي. حقيقة هي أنه منذ بضع سنوات لم تنفذ على ارض اوروبا أي عملية دراماتيكية كثيرة الاصابات كتلك التي شهدتها شوارع اسطنبول، مدريد ولندن.

        النذر السيء هو ان العالم ليس محصنا أبدا. وان من المتوقع لمحافل الجهاد العالمي على ما يبدو نجاحات ايضا ستكلف ثمنا دمويا. مؤشر على ذلك يمكن ايجاده في حقيقة أنه في النصف الثاني من هذا العقد، وبقدر اكبر في السنتين الاخيرتين، تتواصل بلا انقطاع مساعي القاعدة وشركائها للمس بخصومهم في الغرب. هذا التصميم وجد تعبيره في عدد لا بأس به من محاولات المس من جانب نشطاء الارهاب بالاغلبية الاسلامية أو المتأسلمة ذات المواطنة الامريكية أو مواطنة احدى الدول الاوروبية، ممن دربوا واهلوا في معسكرات القاعدة وطالبان في الباكستان وافغانستان واطلقوا الى مهمات القتل في ارجاء الولايات المتحدة واوروبا.

 وهكذا، مثلا، احبط في الولايات المتحدة في السنة والنصف الاخيرتين عدد من العمليات الارهابية، بينها محاولات تنفيذ عمليات انتحارية في القطار السفلي، وكادت تسقط طائرة فوق ديترويت، وسيارة مفخخة وضعت في تايمز سكوير في منهاتن اشتعلت بدلا من أن تنفجر بسبب خلل فني فمنعت بذلك مصيبة كبيرة. كما أنه، في عدد من الدول الاوروبية مثل الدانمارك، النرويج، بلجيكيا، بريطانا وفرنسا احبط في السنوات الاخيرة عدد من العمليات الارهابية خططت لتنفيذها الشبكات الارهابية التي تشكلت من شبان محليين جندوا ودربوا ووجهوا من نشطاء أجهزة العمليات الخارجية في القاعدة. وهؤلاء يشكلون أغلب الظن جزءا فقط من مجموعة ما لا يقل عن بضع عشرات من النشطاء الاخرين، الذين ينتظرون المساهمة في مكان ما في منطقة الحدود بين الباكستان وافغانستان، فيما يقاتلون حاليا الى جانب طالبان ضد قوات الناتو والجيش الامريكي.

 الاستنتاج الذي ينشأ عن هذه المعطيات هو ان المعركة ضد الارهاب الاسلامي الراديكالي لم تنتهي وانها من غير المتوقع أن تنتهي بانتصار ساحق، سريع وقاطع مثلما يتوقع الكثيرون، ممن لا يفهمون او غير مزودين بالتصميم وطول النفس اللازمين للتصدي الناجع له. نظرة تبسيطية كهذه من شأنها أن تؤدي الى اليأس بل والى الاستعداد للتساوم مع منفذي الارهاب والخضوع لمطالبهم او كبديل تأييد خطوات مضادة متطرفة وغير ديمقراطية ظاهرا ضدهم.

منذ هجوم الارهاب في الولايات المتحدة تشكل تحالف واسع، يضم أيضا العديد من الدول العربية والاسلامية في العالم، ضد اولئك الذين يشوهون دينهم ويدعون تمثيله. وهو الذي يعطي الامل في أن في نهاية المطاف سينقضي، إن لم يكن تماما، الارهاب البشع من مدرسة بن لادن ومؤيديه.