خبر اوباما جيد لليهود..ديعوت

الساعة 05:52 م|03 نوفمبر 2010

بقلم: شمعون شيفر

هذا حصل بعد بضع ساعات من سقوط البرجين التوأمين في نيويورك في 11 أيلول 2001، على خلفية الصور المخيفة التي وصلت من مواقع العمليات الفتاكة للقاعدة.

        حين خرج المواطنون في قطاع غزة وفي الضفة في مظاهرات فرح، اتصل وزير كبير برئيس الوزراء ارئيل شارون وكان على لسانه اقتراح: "لدينا هنا نافذة فرص تاريخية لاقل من 48 ساعة لتثبيت نظام جديد في الشرق الاوسط"، قال. "نحن ملزمون بتصفية عرفات وضم الضفة الى السيادة الاسرائيلية".

        لم تكن هذه هي النهاية: المسؤول في حكومة شارون اقترح ايضا ارسال طائرات سلاح الجو لتفجير المفاعل النووي في ايران. شارون سمع الاقوال ولم يعقب عليها. ذات الوزير، الذي روى لي قبل بضعة ايام هذه القصة أجمل الامر باختصار: "شارون كان جبانا".

        بقدر ما تبدو الامور للسامعين بعيدة الاثر، لعلها تقترب من الجنون، منوط الامر بطبيعة الناظر – ففي السنوات التي شغل فيها شارون منصب رئيس الوزراء كان هناك ما لا يقل عن شخصيتان كبيرتان للغاية في الساحة السياسية – الامنية ممن فكروا بان على اسرائيل أن تستغل "نافذة الفرص" وان تقوم بفعل يغير الواقع في الشرق الاوسط. بنيامين نتنياهو أيضا، على مدى السنين التي لم يكن فيها جزءا من الحكومة، نقل عدة رسائل الى شارون – وعده فيها بكل التأييد اذا ما قرر العمل ضد المفاعل في ايران.

        شارون لم يعد معنا، واليوم ذات نتنياهو يتحمل المسؤولية العليا عن أمن ورفاه اسرائيل. نتائج الانتخابات لمنتصف الولاية للرئيس اوباما ستؤثر بلا ريب على الطبيعة التي سيتصدى بها نتنياهو للمعضلة الايرانية. في محادثات خاصة يقول مستشارو نتنياهو السياسيون ان شارون فوت الفرصة عندما امتنع عن معالجة مشكلة المفاعل النووي في ايران وترك لمن جاء بعده مشكلة عسيرة على الحل للغاية.

        شيء واحد واضح: لا يوجد أي احتمال في أن تتمكن اسرائيل من التصدي وحدها للمنشآت النووية الايرانية بل بالتعاون الكامل مع الولايات المتحدة. الرئيس اوباما، خيرا كان أم شرا – حتى لو كانوا في محيط نتنياهو شامتين اليوم قبيل الهزيمة التي من المتوقع أن يشهدها في الكونغرس الامريكي – فانه القائد الذي سيقرر كيفية العمل حيال الايرانيين.

        من يعتقد أنه سيكون ممكنا استخدام الكونغرس الكدي الذي سينتخب اليوم ضد اوباما، فانه يرتكب خطأ مميتا. نتنياهو يفهم هذا. ومنذ يوم أمس اتخذ مكتبه "خطوة وقائية" حين نقل الى وسائل الاعلام بان رئيس الوزراء يعتزم البحث في الاسبوع القادم، في اثناء زيارته الى الولايات المتحدة، في أفكار جديدة لتحريك المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. الفكرة التي قبعت خلف هذه الاحبولة الاعلامية هي ان نتنياهو لا حاجة الى دفعه الى الامام، وذلك لانه معني بتقدم المحادثات مع ابو مازن.

        في ادارة اوباما كفيلون بان يسألوا لماذا انتظر نتنياهو الى ما بعد الانتخابات للكونغرس. لماذا لم يستجب لمناشدات الرئيس الامريكي لتجميد من شهرين للبناء في المناطق. في مكتب رئيس الوزراء يلمحون بانه ستكون هناك مفاجآت: المتشائمون بالنسبة للعلاقات مع اوباما سيتبدد أملهم. نتنياهو، كما يقولون، سيعرب عن موافقته على مواصلة التجميد بشكل محدود، وذلك لانه يفهم بانه يحتاج على نحو يائس للمساعدات الامريكية حيال كل التهديدات ضد أمن اسرائيل.

        السياسيون يحبون استخدام تعبير "سنة الحسم". والان تجدهم يستخدمون هذا التعبير بالنسبة للسنة القادمة. هؤلاء السياسيون، بمن فيهم ايضا وزير الدفاع باراك، يفترضون بانه اذا لم يحصل أي شيء في السنة القريبة القادمة فاننا سننسى بانهم وعدونا بسنة حسم.

        في اليوم التالي للانتخابات في الكونغرس اوباما كفيل بان يركز على تثبيت الوضع الداخلي في امريكا وليس على معالجة جذرية لامراض النزاع الاسرائيلي – العربي. ونتنياهو من شأنه أن يكتشف بان التهديد الايراني ايضا لن يحظى بنوع المعالجة التي يتمناها. الرئيس الامريكي معني بان يكمل في السنة القريبة القادمة الخروج من العراق. كل شيء آخر – الهجوم على ايران، مثلا – من شأنه أن يبقي القوات الامريكية لسنوات طويلة اخرى في المنطقة.

        في الاشهر الاخيرة بذل اوباما جهدا هائلا كي يوفر لاسرائيل تقريبا كل ما ارادته في مجالات السلاح والاستخبارات. وهو لم يحظَ بالامتنان من الجانب الاسرائيلي: نتنياهو رد بالسلب على كل طلباته من أجل تقدم المفاوضات مع الفلسطينيين. اما اوباما كما يمكن القول، فكان جيدا لليهود. السؤال الحقيقي هو اذا كان نتنياهو جيدا للاسرائيليين.