خبر يُحتَضرون ويهتاجون -هآرتس

الساعة 09:41 ص|02 نوفمبر 2010

يُحتَضرون ويهتاجون -هآرتس

بقلم: نيفا لنير

(المضمون: ضعف اليسار الاسرائيلي وانهياره نتاج عدم وجود قيادة أهل للحزب وخسارة الحزب ما كان له من تأييد من النخب الاسرائيلية ومن الجمهور - المصدر).

نُشرت مبادرة تعيين بنيامين بن – اليعيزر رئيسا مؤقتا لحزب العمل، نتيجة فوران في الحزب، بالتوازي مع نبأ ان "عاملة باراك قد وُجِدت وأن بريئيل ستُتهم بتشغيلها".

يبدو أن النبأين لن يُحدثا زعزعة سياسية. في الحقيقة استقال اسحق رابين من رئاسة الحكومة عندما أبلغه المستشار القانوني عن محاكمة زوجته، لكن إمضِ وقارِن باراك برابين. ومن كان يتوقع من بن اليعيزر ان يساعد على اقصاء باراك عن منصب رئيس العمل فلينتظر.

في الماضي قُرنت نكتة سياسية بقادة الحزب الليبرالي في الليكود: ابراهام واسحق يقفزان عن برج سلام، من يصل اولا؟ وكان الجواب ليس مهما. هذه اول مرة، اذا لم أكن مخطئة، يوصف فيها حزب محتضر بأنه فوّار. هذا ساخر وبائس ومحزن لكنه حقيقي. ان اليسار الاسرائيلي في ازمة شديدة. ان باراك (باستقالته التي لن تأتي) وبن اليعيزر لن يُخلصاه من البئر التي حفراها له ولحزبهما. وسيصعب ذلك على هرتسوغ وبرفرمان ايضا. وماذا عن ميرتس؟ بربكم، ميرتس. أمر محزن.

        لم يبزغ "فجر يوم جديد" من وعد باراك ناخبيه في ايار 1999، بل سحب كثيفة. قطعت قوة اليسار بسكين الناخب: فمن 56 نائبا (العمل وميرتس في 1992) الى 36 نائبا في 1999 ثم الى 16 نائبا في الكنيست الحالية. اخذ حضوره الفكري – في الجدل في صورة دولة اسرائيل – يضعف ويصبح وهما تقريبا.

        في شتاء 2008، عشية الانتخابات، تمت محاولة سياسية لانشاء "الحركة الجديدة ميرتس". بقي من هذه المحاولة الفاشلة التسويغ الضروري للاجراء – وهو الدعوى المتحققة ان حزب العمل أنهى دوره التاريخي، وانهار كل ما سوى ذلك.

        في بعض النقاشات التي صاحبت انشاء الحركة التي لم تنشأ، لوحظ رضى عند فريق من المشاركين: فقد زعموا ان اليسار قام بما عليه في الشأن السياسي. تم قبول موقفه التقليدي في مسألة دولتين للشعبين، وعليه الان أن يتجه الى الشأن الاجتماعي.

        كشف هذا الموقف عن عدم فهم أساسي لضرورة اقامة خطة سياسية والنضال من اجل تطبيقها، ونقص في فهم الحراك السياسي. بل انهم في حزب العمل لم يجهدوا انفسهم في التطرق في المعركة الانتخابية الى "دولتين للشعبين" والاستمرار على مفاوضة الفلسطينيين. حاول باراك ان يسير بين قطرات المطر. ثم جاءت عملية "الرصاص المصبوب" وانهمر مطر النواب البرلمانيين على كديما والليكود. وتحول تحلل اليسار الى انهيار.

        وانكشف أمران اشكاليان آخران عشية انشاء الحركة التي لم تنشأ. فقد كانت قلة قليلة فقط من المشاركين في المسار مستعدة "لفعل هذا" – ان يستبدلوا باعمالهم حياة سياسية، في حين حاول اعضاء مركزيون في ميرتس تثبيط الاجراء واطلقوا النار على قدمي حاييم اورون محاولين تعويقه.

        لماذا أذكر الماضي؟ من اجل المستقبل في الاساس. فالحاضر واضح. يحتضرون ويفورون. ما الذي يجب ان يحدث كي يُعاد بناء اليسار، ويُنعش نفسه وينهض اذا استطاع؟ ما لم يحدث له في السنين الاخيرة. ففي الماضي أيدت النخب وجماهير كبيرة من المجتمع الاسرائيلي قيادته السياسية. كادت غولدا تقضي على تأييدهم. وأعادت اجراءات رابين السياسية أجزاءً منهم. ثم جاء باراك وقضى بقوله "لا يوجد من يُتحدث اليه" على التأييد من خارج الحزب لحزبه ولليسار. فبقي اليسار بلا قيادة، وبقيت قيادة ما كان يسارا بلا تأييد. القيادة والتأييد، هذان ما يحتاجهما اليسار. ولن يكون يسارا في اسرائيل دون أقل من ذلك.