خبر المستوطنون اليهود يرهبون الأطفال الفلسطينيين جسدياً ونفسياً

الساعة 08:10 ص|02 نوفمبر 2010

المستوطنون اليهود يرهبون الأطفال الفلسطينيين جسدياً ونفسياً

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

أظهرت دراسة نشرتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ـ فرع فلسطين، اليوم، عن الكلفة الإنسانية للتوسع الاستيطاني، أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون لمزيد من الهجمات على أيدي مجموعات من المستوطنين اليهود العنيفين المتطرفين.

 

وحققت الدراسة، التي أُجريت على مدى أكثر من عامين، في 38 حادثة منفصلة لأعمال عنف مارسها مستوطنون ضدّ فلسطينيين قاصرين نتج منها وفاة ثلاثة أطفال وإصابة 42 آخرين.

وكشفت تفاصيل الاعتداءات في شهادات أُخذت بعد تأدية قسم اليمين، وجمعتها الحركة في تقرير حمل عنوان «تحت الهجوم: عنف المستوطنين ضد الأطفال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة».

وأظهرت الدراسة أن هذه الهجمات تنفّذها مجموعات من المستوطنين وتتسم عادة بالمضايقات الكلامية والترهيب والهجمات الجسدية وتخريب الممتلكات.

وفي 13 من الحالات، فتح المستوطنون النار على الأطفال، مما أدى الى مقتل ثلاثة منهم وإصابة عشرة آخرين. كما تحدثت الدراسة عن 15 حالة من الترهيب والاعتداء الجسدي، إضافة الى تعرض الأطفال للرشق بالحجارة في تسع حوادث أخرى. وتحدث الشهود عن إطلاق المستوطنين الإهانات الكلامية في كل حالة من تلك الحالات تقريباً.

وقالت الدراسة إن «مواصلة توسيع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين في الأراضي المحتلة أثّرتا كثيراً على أمن السكان الفلسطينيين وخصوصاً الأطفال الذين تتعرض حياتهم للخطر بازدياد جرّاء الهجمات المتعمدة التي يشنها المستوطنون المتطرفون».

وجاء في الدراسة أنه في 8 من الحالات تواطأ الجنود في الهجوم، إما عن طريق المشاركة فيه وإما بغضّهم النظر عما يحدث أو بمعاقبة الضحايا بدلاً من معاقبة المعتدين.

ويبدو أن حوادث العنف تتركز في مناطق معينة، حيث وقع 21 حادثاً في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أو المناطق المحيطة بها، كما وقعت سبعة حوادث أخرى قرب نابلس شمال الضفة الغربية بالقرب من مستوطنتي يتسهار وبراخا «وهي المناطق التي يتصف المستوطنون فيها بالتمسك بالإيدلوجيات المتطرفة والعنيفة»، بحسب الدراسة.

وأظهرت الدراسة كذلك أن دولة الاحتلال لا تطبق القانون ولا تعاقب المستوطنين على أفعالهم «مما خلق جواً يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة ويجعل الخوف يسيطر على حياة الفلسطينيين».

وقالت إحدى الباحثات في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فيرونيكا نارانجو، التي شاركت في إعداد التقرير، إنه لم يتعرض أي من المستوطنين المتورطين في الحوادث الـ38 للملاحقة القضائية.

وقالت نارانجو «لم تجر مقاضاة أي مستوطن في أي من هذه القضايا»، مشيرة الى أن بعض العائلات الفلسطينيين رفضت التقدم بشكوى «خشية تعرضها للانتقام».

وقالت إن «هذه الهجمات تُرتكب من دون عقاب. الأطفال يحتاجون الى الحماية من هذه الهجمات، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث من دون محاسبة».

وأظهرت الأرقام السنوية التي جمعتها مجموعة «ييش دين» الحقوقية الاسرائيلية حول شكاوى مخالفات المستوطنين بحق الفلسطينيين مراراً، أن تسعة من عشرة من تحقيقات أجرتها الشرطة لم تؤدّ إلى مقاضاة.

وقال مجلس «ييشا» الذي يمثل المستوطنين في الضفة الغربية، إنه يدرس تقرير الحركة قبل صدور رد، كما قال الجيش إنه يفكر في الرد على المزاعم بأن قواته تواطأت مع عنف المستوطنين. ولم يصدر ردّ فوري على التقرير من الشرطة الاسرائيلية المسؤولة عن جميع المسائل المرتبطة بالمستوطنين.