خبر قضية أمير مخول: خطر على التعايش- اسرائيل اليوم

الساعة 10:19 ص|01 نوفمبر 2010

 

قضية أمير مخول: خطر على التعايش- اسرائيل اليوم

بقلم: حاييم شاين

(المضمون: التعاون مع عميل اجنبي هو الحالة الأكثر وضوحا لخرق الولاء للدولة. من المجدي جدا أن يعمل وزير الداخلية على تنفيذ صلاحياته كي ينقل الرسالة في أنه لا توجد حقوق مواطنة دون ولاء مدني - المصدر).

أمير مخول، كاتب مثقف ونشيط سياسي في الوسط العربي، أمل التعايش بين اليهود والعرب، أُدين بناءا على اعترافه بعقد اتصال مع عميل اجنبي. مخول، رئيس لجنة الدفاع عن الحريات في لجنة المتابعة لعرب اسرائيل، استغل حريته كمواطن في دولة يهودية وديمقراطية كي يتعاون مع منظمة ارهابية خطيرة، تشكل فرعا لايران على الحدود الشمالية لدولة اسرائيل.

على مدى اشهر ادعى مخول بأن لائحة الاتهام بحقه جاءت على خلفية اضطهاد سياسي، ولكن كلما اقترب موعد المحاكمة قرر الاعتراف وفي نفس الوقت الاعلان بأنه "سيتحدث لاحقا".

*  *  *

معظم عرب اسرائيل هم مواطنون طيبون، ولكن مخول ليس الاول أو الوحيد في اوساط عرب اسرائيل الذي يعمل بانعدام الولاء للدولة. ثمة غير قليل في اوساط عرب اسرائيل ممن يعملون، سواء علنا أم في الخفاء، ضد المصالح الأكثر حيوية للدولة. لا أنتظر من عرب اسرائيل أن ينشدوا "هتكفا" أو أن يؤدوا التحية للعلم الذي في وسطه نجمة داود. معقول أن من الصعب عليهم مع علم لونه ازرق – ابيض. وكذا الاحساس بالظلم، الذي برأيهم أُحيق بهم لدى اقامة دولة اسرائيل، أجدني مستعدا لأن أحترمه. ولكن ما أن اختاروا البقاء والسكن كمواطنين في دولة اسرائيل، والتي يُعترف بها كالدولة القومية للشعب اليهودي، فان عليهم أن يحترموا قواعد اللعب المتبعة في الديمقراطية. المواطنة تمنح الحقوق، ولكنها تفرض الواجبات ايضا. والواجب الأساس للمواطن هو الولاء للدولة.

        مؤخرا يبدو أن بعضا من قيادات عرب اسرائيل، الدينية والسياسية، بتأثير اليسار الاسرائيلي المتطرف، يعتقد أن اليهود في دولة اسرائيل هم صليبيون في صيغة حديثة. ضيوف للحظة، فقط اذا ما نُغص عليهم عيشهم في الدولة سينصرفون منها بجموعهم. القطيعة بين الكثير من اليهود في اسرائيل وبين تراثهم الديني، التاريخي، الصهيوني والوطني، قد يعزز هذا الانطباع.

        ومع ذلك، فاني أقترح على عرب اسرائيل الكفاحيين ألا يخطئوا. للاسرائيليين، بمن فيهم اولئك الذين يبدون في العادة منقطعين عن التجربة اليهودية، ليس لديهم الى أين يذهبون. لعل لأحد ما انطباع بأن قسما كبيرا من الاسرائيليين فقد الاهتمام في كل ما يتعلق بحقوقهم في البلاد، ولكن سر خُلد الوجود اليهودي حيّ يُرزق في اوساطهم ايضا. فهم يحبون الوطن، ينتمون اليه بجذر روحهم ويتطلعون الى أن يروه مزدهرا وآمنا. اذا كان لدى أحد ما من عرب اسرائيل المتطرفين أوهام، فيجمُل بهم أن يفهموا الآن بأن اليهود لن يتخلوا عن الوطن بعد ألفي سنة من المنفى وملايين اليهود الذين ضحّوا بأرواحهم في الطريق اليه وعليه.

        مسموح لعرب اسرائيل أن يستغلوا الديمقراطية الاسرائيلية حتى النهاية. اخوانهم في المحيط القريب لا يمكنهم أن يسمحوا لانفسهم بمثل هذا الترف. حرية التعبير، الحق في التظاهر، حرية التنظيم وباقي الحقوق الأساسية في الديمقراطية ممنوحة لهم بكاملها، وعن حق. كما أن المحكمة العليا في دولة اليهود تحمي حقوق الأقلية العربية في الدولة بتصميم.

        ولكن من المجدي جدا عدم السماح للمتطرفين في اوساط عرب اسرائيل بشد حبل الديمقراطية. يجمل بنا جميعا أن نعيش هنا بتعايش في ظل الاحترام المتبادل. الأوهام بشأن الحكم الذاتي العربي في الجليل وفي المثلث ستعزز فقط عداء اليهود.

*  *  *

        وترتبط الامور بمشروع القانون لسحب المواطنة في حالة مواطن تعاون في  فِعل ارهابي ضد الدولة وخرق ولاءها. ميثاق الامم المتحدة يتحدث عن حقوق الانسان، ويقضي بأن كل انسان يستحق المواطنة ولا يجب سحبها منه بتعسف.

        ومع ذلك، فان كل دولة، بقوة سيادتها، تُبقي لنفسها الحق بأن تقرر لمن تمنح المواطنة وفي أي ظروف تسحبها. قانون المواطنة في دولة اسرائيل أعطى الصلاحية لوزير الداخلية لالغاء المواطنة في حالة خرق الولاء لدولة اسرائيل. التعاون مع عميل اجنبي هو الحالة الأكثر وضوحا لخرق الولاء للدولة. من المجدي جدا أن يعمل وزير الداخلية على تنفيذ صلاحياته كي ينقل الرسالة في أنه لا توجد حقوق مواطنة دون ولاء مدني.