خبر طريقة الخوف- يديعوت

الساعة 11:25 ص|31 أكتوبر 2010

طريقة الخوف- يديعوت

ليس المبايي الاخير

بقلم: أوري مسغاف

وزير التعليم جدعون ساعر اتخذ في الاسابيع الاخيرة فعلين قياديين صغيرين. بداية أقال العالم الرئيس للوزارة، غابي افيتال، بعد أن خرق الدكتور اتفاقا مسبقا وعاد الى اجراء المقابلات الصحفية بتوسع لطرح مذهبه الهاذي (رفض نظرية النشوء والارتقاء والاستخفاف بجودة البيئة). بعد وقت قليل من ذلك أعلن الوزير بانه يعارض مخصصات طلاب الدين، وتعهد بالتصويت ضدها في الحكومة.

ساعر يعتبر سياسيا حذرا يحسب خطواته. وهو ليس مرتجلا يسارع الى المعركة وليس ساعيا مواظبا لارساء المتاريس. ولكن هو أيضا يفهم بأن احيانا ينبغي للمرء أن يقوم بفعل ما. أن يتخذ موقفا.

الزعامة هي ميزة متملصة. على مدى مئات السنين تحاول البشرية فهم عناصرها، التساؤل ما الذي يجعل من الانسان زعيما. أحد السبل الدارجة لتناول التعريف المعقد لظاهرة معينة هو الوصف على سبل الاستبعاد. بنيامين نتنياهو هو وصف يسير على قدمين لانعدام الزعامة. فنظرة الى ولايته الحالية كفيلة بان تكون مشوقة، لو لم تقع هذه المهزلة على حسابنا.

قبل شهر استغل وزير خارجية نتنياهو منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة كي يجعل من سياسة حكومة اسرائيل الرسمية اضحوكة. رد فعل رئيس الوزراء تلخص في رسالة عاجلة صدرت عن مكتبه: "الخطاب لم ينسق معه". غير أن هذه لم تكن المسألة. المسألة كانت ماذا يفكر نتنياهو بخطاب ليبرمان، وماذا يعتزم عمله في هذا الشأن. هذه المسألة بقيت دون جواب.

عندما اندلعت فضيحة المخصصات لطلاب الدين قال نتنياهو: "هذا إرث تلقيته من أسلافي". وماذا في ذلك؟ غاية الزعيم هي تغيير الواقع عندما تكون لديه الفرصة لذلك. واذا بتنا نتحدث عن الارث، فنتنياهو بالذات تلقى هدية أي من أسلافه لم يحظَ بها – قرار قاطع المعنى من محكمة العدل العليا يرفض استمرار المخصصات. ولكن حله، في ضوء الاحتجاج الجماهيري والسياسي، كان تشكيل لجنة.

قبل عدة أسابيع شكل نتنياهو لجنة اخرى. وقد حصل هذا حين وصل الى مفترق طرق اقتصادي هام: الحاجة الى التصدي لتشديد المنافسة في الاقتصاد، في ضوء السيطرة المطلقة لخمس عائلات على الاقتصاد الاسرائيلي. ووضعت على الطاولة توصيات دراماتيكية من وزارة المالية وبنك اسرائيل، ولكن نتنياهو تملص. وحتى عندما ثارت العالم الماضي فضيحة القبور في منطقة مخصصة لبناء غرفة طوارىء جديدة في عسقلان، شكل رئيس الوزراء لجنة.

تشكيل اللجان يعتبر اختراع انتجه حزب مباي. فهل ربما نتنياهو هو المبايي الاخير؟

حقا لا. لدى المبايين، بناة الدولة، اعتبرت هذه الطريقة أداة عملية: يشكلون لجنة للجسر فوق اختلافات الرأي، والانطلاق الى العمل من واقع اتفاق واسع. اما لدى نتنياهو فتتشكل اللجان للهرب من المسؤولية. احد لا يعرف حقا ما هو موقفه بالنسبة للمسائل التي على جدول الاعمال، صغيرة كانت أم كبيرة. التفكير في أن مناهضا للزعامة على نوعيته سيكون قادرا على أن يقود اسرائيل الى قرارات حاسمة استراتيجية هو تفكير مثير للسخرية.

لقد بات واضحا اليوم بان ليفي اشكول، المبايي الكلاسيكي وخليفة دافيد بن غوريون، كان من رؤساء الوزراء الافضل الذين كانوا لاسرائيل. ولكن في الزمن الحقيقي درجوا على المزاح على التردد المنسوب له. احدى النكات الناجحة روت عن نادل تساءل اذا كان رئيس الوزراء سيشرب القهوة أو الشاي. فرد أشكول بسؤال اذا كان ممكنا نصف – نصف. لو سُئل اليوم نتنياهو اذا كان يريد قهوة أم شاي، فلا بد أنه سيشكل لجنة.

كمواطن، أنا مستعد لان اخفض رأسي أمام رئيس وزراء يدفع الى الامام بمواقف مناقضة لرأيي: هذا جزء من اللعبة الديمقراطية. ما يخرجني عن طوري هو رئيس وزراء جبان.