خبر لماذا غاب عمران؟- رياض خالد الأشقر

الساعة 08:39 ص|31 أكتوبر 2010

لماذا غاب عمران؟- رياض خالد الأشقر

مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى

رن جرس الطابور الصباحي في مدرسة الثوري بمدينة القدس المحتلة، واصطف الطلاب في طوابير منتظمة لأداء تمارين الصباح قبل الالتحاق بصفوف الدراسة ، وكعادتهم في مثل هذا الوقت يتفقد الطلاب بعضهم البعض ، وهنا تساءل احمد باستغراب أين عمران؟ نظر الطلاب حولهم ليتأكدوا من غيابه وقال احدهم لعله مريض، وقال أخر لعله تأخر في النوم ، وفى هذه اللحظات دق جرس المدرسة ليعلن انتهاء الطابور وبدء الحصة الأولى .

 

جلس الطلاب على مقاعدهم في الصف السادس ، وبقى كرسي عمران فارغاً ، وحينما دخل المدرس إلى الفصل وتفقد الغائبين عن الدوام سال عن سر تغييب عمران الغير معهود لأنه من المتميزين ولا يتغيب إلا للضرورة القصوى .

 

لم يجب احد من الطلاب ، ولاحظ المدرس أن  سليم صديقة المقرب يفكر في أمر ما ، فبادره بالحديث يبدو انك تعرف السبب يا سليم ، ولكنك تتردد في البوح به، ونحن نريد أن نطمئن على عمران .

 

قال سليم يا أستاذ إن عمران الآن في منزله ولكنه لا يستطيع الحضور إلى المدرسة لأنه يخضع للاعتقال البيتي، تساءل احد التلاميذ ماذا يعنى ذلك  فاستطرد سليم يعنى انه تحت" الإقامة الجبرية" ولن يستطيع أن يخرج من بيته لمدة أسبوعين ، وذلك بعد أن اختطفه الاحتلال وأخضعه للتحقيق في سجن المسكوبية لأكثر من 8 ساعات ولم يسمح لأحد من أهله بحضور التحقيق، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن دفع والده 500 دولار غرامة مالية،  تفاجأ زملائه الطلاب بهذا الخبر، وتساءل المدرس باستغراب اى دولة تلك التي تخضع طفل قاصر في سن عمران وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره ، للتحقيق القاسي، ثم تفرض عليه سجن بيتي ، فقال سليم ليس هذا بحسب يا أستاذ بل أن سيارة للمستوطنين قامت بدهسه بقوة بالأمس عندما كان عائداً من المدرسة ،  بحجة إلقاء الحجارة عليهم ، وهذا لم يشفع له عند الاحتلال لعدم اعتقاله وعقابه بالغرامة والحبس في البيت، وللعلم يا أستاذ فان المستوطن الذي قام بدهسه لم يتم التحقيق معه وأطلق سراحه دون حساب أو عقاب .

 

ساد الهرج والمرج داخل الفصل، والجميع يتساءل عن سبب اعتقال زميلهم عمران، وما هي الجريمة التي ارتكبها ، لكي يحرمه الاحتلال من الخروج من البيت ومواصلة تعليمه، ورؤية أصدقائه وأقربائه وكيف أمضى طفل في سنه ساعات التحقيق الطويلة دون رفيق، وخاصة أنهم يسمعون أن الاحتلال يعذب الأسرى الأطفال، ويضغط عليهم ويبتزهم للارتباط مع المخابرات ليصبحوا عملاء وخونة .

 

وهنا تدخل المدرس وقال بصوت عالٍ يا أولادي إن الله ابتلانا باحتلال لا يقيم وزناً للأعراف والمواثيق ولا يعترف بما يسمى حقوق الإنسان، ولا يتورع عن ارتكاب كل الجرائم المحرمة دولياً، بما فيها اختطاف الأطفال الصغار، فهذا قدرنا، وصديقكم الطفل عمران محمد منصور ليس الطفل الوحيد الذي يختطف على يد الاحتلال ، فجنوده ومستوطنيه ليس لهم عمل هذه الأيام سوى ملاحقة الأطفال القاصرين واعتقالهم وتعذيبهم، لكي يرهبوهم ، ويزرعوا الخوف والجبن في نفوسهم، فقد اختطفوا ما يزيد عن 400 طفل في سن عمران واصغر خلال الشهور الماضية ، بما فيهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 8 سنوات فقط .

 

فقام احد التلاميذ وقال يا أستاذ إن كان عمران لا يستطيع أن يأتي إلى المدرسة فلنذهب نحن إليه، ونشد على يديه ، حتى نغيظ الاحتلال، ونفشل مخططاته، ونقول له بأننا جميعاً خلف عمران ومهما فعلت لن تستطيع أن تغير كرهنا للاحتلال ورفضنا له، ولن تثنينا عن حب الوطن والسعي لتحريره صغار كنا أو كبار .

 

فأثنى المدرس على هذا الرأي، وقال من منكم يريد أن يذهب لزيارة عمران رفع الجميع أيديهم بلا استثناء ، فتبسم الأستاذ وعرف أن أطفال بهذه المعنويات القوية لن يستطيع الاحتلال أن ينتصر عليهم مهما فعل.