خبر انطلاقة الجهاد الإسلامي ولادة جديدة لحركة واعدة .. كتب/ حسن عبدو

الساعة 08:14 ص|31 أكتوبر 2010

انطلاقة الجهاد الإسلامي ولادة جديدة لحركة واعدة .. كتب/ حسن عبدو

بقلم: حسن عبدو

أجمع غالبية المتابعين أن النجاح اللافت لمهرجان الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يعكس بنية تنظيمية وإدارية أفضل، جاءت على خلفية المراجعة الشاملة التي قامت بها الحركة بعد الحرب على غزة واستمرت خلال النصف الأول من العام المنصرم، تناولت كل الجوانب، حيث تبلورت عنها جملة من العبر قام الجهاد الإسلامي في ضوئها بتحسين أدائه التنظيمي والإداري والحركي على أكثر من صعيد.

 

ولا شك أن الحضور الجماهيري غير المسبوق لعناصر وأنصار الحركة بهذه الجماهيرية اللافتة يعكس حالة تنظيمية وإدارية جيدة ترجمت بشكل واضح من خلال المهرجان الذي حضره عشرات الآلاف بانسيابية وهدوء.

 كما يعكس أيضاً اهتماماً واضحاً بجماهيرية الحركة وامتدادها الشعبي بينما كانت في السابق تهتم ببنيتها التنظيمية ولا تعطي هذا البعد الاهتمام الكافي حيث كانت تعرف نفسها بوصفها حركةً مقاتلة.

 

ومن المحتمل إذا ما واصل الجهاد الإسلامي طريقه على هذا الصعيد أن يكون بمقدوره تغيير الخارطة السياسية الفلسطينية باتجاهات ايجابية تنهي حالة الاستقطاب الثنائية المقيتة التي عانى منها الشعب الفلسطيني كثيراً، لصالح رؤية وحدودية تؤمن بالشراكة الوطنية والعمل الوطني المشترك كطريق لاستعادة الحق الفلسطيني, ولبناء إستراتيجية مواجهة تتصدى للعدوان الصهيوني على الأرض والمقدسات وتحقق الإجماع والوحدة كشرط للانجاز الوطني.

 

كما جسدت الحركة نفسها من خلال المهرجان بوصفها ( بيت ملم) للشعب الفلسطيني وقواه السياسية والاجتماعية فقد كان حجم التمثيل القيادي لفصائل العمل الوطني والإسلامي لافتاً سواء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أو الجبهة الشعبية وكل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية لأخرى إضافةً إلى رجال الإصلاح والمخاتير والوجهاء.

 

وقد أشار المراقبون إلى أن ذلك ليس رسالة من الجهاد الإسلامي كدلالة على انفتاحه على الكل الوطني بل رسالة إليه تحمل مضمون ضرورة التحرك للاستفادة من المساحة الممنوحة لديه داخل الحركة الوطنية لجسر الكثير من القضايا الحيوية وعلى رأسها المصالحة الوطنية بوصفها إشكالاً داخلياً جرى بين طرفين وطنيين لا يجوز تحميله مضامين سياسية تتعارض مع ثوابت الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال.

 

إن المهرجان الجماهيري الحاشد للجهاد الإسلامي لا يعبر عن حالة شعبوية، بل هو تعبير عن حالة وعي حقيقة، ورد على من يعتقد أن التاريخ قاعة انتظار.

 من هنا كانت انطلاقة جديدة لحركة واعدة.