خبر حسبة نتنياهو البسيطة

الساعة 04:36 ص|31 أكتوبر 2010

حسبة نتنياهو البسيطة

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

قال مسئولون فلسطينيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى إلى إقناع الإدارة الأميركية بقبول مشروعه الخاص بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة، مع تأجيل ملفي القدس واللاجئين.

وكشف مسئول رفيع لـ «الحياة» أن نتانياهو قدم للفلسطينيين في اللقاءات الثلاثة التي أجريت في واشنطن وشرم الشيخ والقدس أفكاراً للحل المرحلي بهدف جعل الدولة ذات الحدود المؤقتة مخرجاً مناسباً.

وأوضح المسئول أن مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة يتيح لإسرائيل الاحتفاظ بسيطرتها على الحدود الشرقية لفلسطين مع الأردن، وعلى الحدود الغربية وهي الجدار، وعلى القدس، وعلى مصادر المياه.

وأضاف أن «نتانياهو عرض في اللقاءات الثلاثة رؤيته للحل المرحلي التي نرى أنها تمهد لمشروعه في شأن الدولة ذات الحدود المؤقتة التي يبحثها حالياً مع الجانب الأميركي وليس مع الجانب الفلسطيني».

وتابع: «ما طرحه نتانياهو علينا في اللقاءات الثلاثة هو حل مرحلي تدريجي يستغرق أكثر من عشر سنوات، ويقوم على إبقاء الكتل الاستيطانية ومناطق نفوذها والقدس تحت السيطرة الإسرائيلية، واستئجار غور الأردن لمدة أربعين سنة، وإبقاء مراكز عسكرية إسرائيلية على مداخل المدن».

وزاد المسئول أن حسبة بسيطة تظهر أن نتانياهو أراد بهذا الحل الاحتفاظ بأكثر من 40 في المائة من الضفة في الفترة الانتقالية التي تمتد إلى عشر سنوات وربما أكثر.

لكنه أوضح أن خلاصة اتصالات نتانياهو مع الأميركيين تظهر انه يسعى إلى تمرير مشروعه القائم على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة يكون الجدار حدودها، وتأجيل ملفي القدس واللاجئين إلى المفاوضات اللاحقة التي تعقب إقامة هذه الدولة.

ومضى يقول: «يتضمن مشروع نتانياهو أيضا إبقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غور الأردن وبعض النقاط في الضفة الغربية».

وأكد أن «نتانياهو عرض على الرئيس محمود عباس تأجيره غور الأردن لمدة أربعين سنة من اجل إبقاء قواعد عسكرية إسرائيلية فيه».

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ «الحياة» أن نتانياهو حاول تسويق فكرتين مختلفتين لدى الأردن والفلسطينيين في شأن أهمية بقاء الوجود الأمني الإسرائيلي في غور الأردن. وقالت: «طرح نتانياهو على الأردن فكرة إبقاء قواته في غور الأردن هو لمصلحة الطرفين الإسرائيلي والأردني من احتمالات سيطرة القوى المتطرفة على الدولة الفلسطينية مستقبلاً». وأضاف: «حاول نتانياهو تسويق الفكرة لدى الفلسطينيين بالقول ان وجود الجيش الإسرائيلي في غور الأردن يشكل ضمانة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من احتمالات سيطرة إيران على العراق ومن ثم المملكة الأردنية».

وأعرب أكثر من مسئول فلسطيني عن الخشية من تبني الجانب الأميركي وجهة نظر نتانياهو في شأن الدولة المؤقتة، ومحاولة تسويقها لدى الفلسطينيين تحت تبرير: خذوا ما هو متاح الآن وواصلوا التفاوض على الباقي».

ووصف مسئول فلسطيني الوضع التفاوضي الراهن بأنه «الأسوأ منذ اتفاق أوسلو عام 1993». ويجري مسئولون أميركيون اتصالات مع مسئولين إسرائيليين في تل أبيب وواشنطن بحثاً عن مخرج لاستئناف المفاوضات.

وبحسب مسئولين فلسطينيين، فإن نتانياهو يحاول إقناع الأميركيين في هذه الاتصالات بالقفز عن مطلب تجميد الاستيطان والبحث عن اتفاق قابل للتنفيذ.

وأوضح مسئول فلسطيني أن فكرة نتانياهو المقدمة للأميركيين للقفز عن تجميد الاستيطان تقوم على جانبين امني وجغرافي، فمن الناحية الجغرافية يتحدث عن انسحابات إسرائيلية من المدن، وبقاء الكتل الاستيطانية ومناطق نفوذها تحت السيطرة الإسرائيلية، ومن الناحية الأمنية يتحدث عن بقاء مراكز أمنية على مداخل المدن، وقواعد عسكرية في الأغوار.