خبر «اليونسكو» ترفض تصنيف الحرم الإبراهيمي وقبة راحيل « تراثاً يهودياً »

الساعة 06:22 ص|30 أكتوبر 2010

«اليونسكو» ترفض تصنيف الحرم الإبراهيمي وقبة راحيل "تراثاً يهودياً"

فلسطين اليوم-وكالات

في خطوة تتسم بأهمية فائقة في ظل التمادي التهويدي، رفضت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) قرار إسرائيل إعلان مواقع دينية في الضفة الغربية المحتلة مواقع تراث يهودي.

وأقرت اللجنة التنفيذية للمنظمة بأغلبية كبيرة، ومعارضة محدودة من جانب الولايات المتحدة فقط، أن الحرم الإبراهيمي في الخليل مسجد إسلامي، وكذلك حال مسجد بلال بن رباح (قبة راحيل) في بيت لحم. وأثار القرار الأممي غضب إسرائيل التي اعتبرته تزويرا للواقع. وكانت إسرائيل قد طالبت بالاعتراف بهذين الموقعين على أنهما مواقع تراث يهودي، بدعوى أن في الحرم الإبراهيمي «مغارة الماكفيلا» التي تحوي قبري إبراهيم الخليل وزوجته سارة وأن مسجد بلال ليس إلا قبر راحيل.

واعتبر قرار «اليونسكو» أن ما تفرضه إسرائيل من وقائع في هذين الموقعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكل انتهاكا للقانون الدولي. ولم تكتف «اليونسكو» بهذا القرار بل أتبعته بثلاثة قرارات أخرى، طالب أحدها الأمين العام للمنظمة بإرسال طاقم خاص إلى مدينة القدس المحتلة للاطلاع على

الحفريات التي تجري في شرقي القدس، وخصوصا في منطقة الحرم القدسي، وتقديم تقرير عن الانتهاكات الإسرائيلية. وأبدى القرار قلقا عميقا من الحفريات التي تجري قرب المسجد الأقصى.

ويأتي قرار المنظمة الدولية هذا ردا على قرار إسرائيلي أصدرته حكومة بنيامين نتنياهو قبل نصف عام بالشروع بتنفيذ خطة لترميم مواقع تاريخية، واعتبارها مواقع تراث يهودي. وكان القرار في البداية محصورا بمواقع داخل الخط الأخضر الأمر الذي لم يرق لليمين الإسرائيلي المتشدد الذي اعتبر عدم إدراج مواقع في الأراضي المحتلة جبنا. ولذلك اندفع نتنياهو ليعلن ضم كل من «مغارة هامكفيلا» في الخليل و«قبر راحيل» في بيت لحم إلى القائمة.

وأثار القرار غضب إسرائيل، التي لا تمتلك عضوية في اللجنة التنفيذية، والتي رأت أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها منظمة دولية قرارا تعتبر فيه «قبر راحيل» مسجدا. ورد السفير الإسرائيلي لدى المنظمة نمرود بركان على القرارات أثناء الاجتماع إلا أن رئيسة اللجنة، وهي مندوبة روسيا، قررت عدم إدراج كلامه في محضر الاجتماع لأنه «كان شديد العدائية». واعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن قرار «اليونسكو» مخجل، وتشتم منه رائحة سيئة للانحياز السياسي، الأمر الذي يعيب الأهداف التي نشأت «اليونسكو» من أجلها.

وأصر نتنياهو على اعتبار «قبر راحيل» و«مغارة الماكفيلا» على أنهما من التراث اليهودي. وقال في بيان، إن «محاولات فصل إسرائيل عن تراثها أمر سخيف». وأضاف «إذا كانت المواقع التي دُفن فيها آباء وأمهات الشعب اليهودي قبل 4 آلاف سنة، إبراهيم وإسحق وسارة وراحيل، ليست جزءاً من التراث اليهودي، فما هي إذن؟». وتابع «من غير الملائم أن منظمة وُجدت من أجل تشجيع الحفاظ على المواقع التراثية حول العالم تحاول، لأسباب سياسية، الفصل بين إسرائيل وتراثها».

واعتبر حاخام حائط البراق شموئيل رابينوفيتش القرار الأممي فضيحة. وقال إنه «لم يزعم أحد من قبل أن الأمر يتعلق بمكان مقدس للمسلمين. ولكن المنظمة المسؤولة عن التراث جعلت من التراث ألعوبة سياسية، وزورت التاريخ، ولذلك على إسرائيل أن تقرر بشأن استمرار التعاون معها».

تجدر الإشارة إلى أن مسجد بلال يقع في منطقة مدافن إسلامية، وأن أول بناء أقيم في المكان كان يستخدم لصلاة المسلمين وأسمي «قبة راحيل». ومنذ سنوات طويلة بعد احتلال إسرائيل للموقع وإنشاء كنيس فيه كثف الفلسطينيون من محاولات استرداده. وفي الانتفاضة الثانية دارت حول الموقع، الذي تحول إلى ما يشبه قلعة عسكرية، اشتباكات كثيرة.

وأدان قرار ثالث آثار جدار الفصل الذي أنشأته إسرائيل في الضفة الغربية على المؤسسات التعليمية الفلسطينية، وكذلك أدان الحصار المفروض على قطاع غزة وأضراره على المؤسسات التعليمية والنشاط الإنساني هناك. وقد اتخذت القرارات في اجتماع عقد قبل حوالى الأسبوع، لكن لم يعلن عنها سوى أمس الأول.