خبر خبراء اسرائيليون يقرون بصدق رواية نصر الله

الساعة 08:04 ص|29 أكتوبر 2010

خبراء اسرائيليون يقرون بصدق رواية نصر الله

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

أقر خبراء إسرائيليون عبر فحص دقيق للتصوير الذي عرضه الأمين العام منظمة حزب الله "حسن نصر الله" في 9 أغسطس من هذا العام خلال خطاب جماهيري، بأنه بالفعل تصوير الطائرة (بدون طيار) الإسرائيلية، التي كانت توثق ميدان عمل وحدة الكوماندو البحري 13 في الناصرية عام 1997، مؤكدين أنه تصوير حقيقي لما جرى على أرض الواقع.

 

وأوضحت صحيفة يديعوت احرنوت بأنه في البداية جرى الاعتقاد بأن "نصر الله" كان يتفاخر ويتبجح، ولكن الآن اتضح بأن الصور التي عرضها تم التقاطها بالفعل من طائرات الاستطلاع العسكرية الإسرائيلية قبل وقت قصير من الكارثة، والتي صورت مسلك الحركة المخطط للجنود، وهذا التصوير أدى إلى كارثة وحدة الكوماندوا عام 1997، حيث نصب حزب الله كمين محكم قُتل فيه ثلاثة عشر جندي، بما فيهم قائد الوحدة العقيد "يوسف كروكيف"، وطبيب قوة الإنقاذ النقيب الدكتور "ماهر دقش".

 

وتوصل طاقم الخبراء الذي قام بتحليل التصوير الذي عرضه حزب الله بعد مقارنتها بتصوير الطائرة والتصوير الحقيقي وقت تنفيذ العملية، إلى نتيجة بأن "نصر الله" قال الحقيقة، وبأن الحديث يدور عن صور من طائرة بدون طيار كانت تصور المنطقة قبل العملية تسربت إلى أيدي حزب الله.

 

وذكرت الصحيفة، أن تحليل طاقم الخبراء هذا جاء مخالفاً لنتائج اللجنة الفحص التي شكلت بعد العملية برئاسة العميد بالاحتياط "جابي أوفير" التي قامت بالتحقيق بالموضوع، وأقرت بأن الحديث يدور عن كمين عشوائي يرجع إلى أحد الكمائن التي كان ينصبها حزب الله في مناطق مختلفة بالجنوب اللبناني.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد خطاب "نصر الله"،  كذب العميد أوفير خطاب نصر الله قائلاً،" لقد قمت بفحص الموضوع وتوصلت لنتيجة بأن لم يكن هناك تسرب لمعلومات مكنت حزب الله من الإعداد لكمين مسبق ضد جنود وحدة الكوماندوا".

 

كما تبين من فحص التصوير الذي عرضه "نصر الله" حسب طاقم الخبراء بأن جزء من البث التي قامت به طائرات بدون طيار التي كانت تحلق في تلك السنوات في سماء لبنان لم يكن مخفي، وبأنه كان ممكن بأي طريقة الحصول على تصويرها، وأضاف الخبراء يجب أن لا نسلم بأن ذلك الحدث الوحيد الذي وقع في تلك الفترة نتيجة  تسريب لمعلومات حول نشاط القوات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، بسب فشل تكنولوجي استخباري في الجانب الإسرائيلي.

 

كما توصل الفحص الإسرائيلي إلى نتيجة أخرى هي بأن الاستخبارات الإسرائيلية لم يكن لديها معلومات حقيقية حول القدرات التكنولوجية التي يمتلكها حزب الله، ولم يفهم الجانب الإسرائيلي مدى التداخل الإيراني داخل حزب الله الذي كان سرياً في تلك الفترة.

 

واتضح أيضاً بأن الوسائل التكنولوجية التي جلبها الإيرانيين وسط سنوات الـ 90 مكنت حزب الله ليس فقط من التقاط البث داخل طائرات بدون طيار الإسرائيلية، وإنما أيضاً تحليل الصور استخبارياً بطريقة سمحت لهم بتجهيز أنفسهم نحو عملية عسكرية إسرائيلية بالناصرية.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن التقدير الناقص لقدرة العدو تذكر بحادثة اغتيال احد قادة حماس العسكريين في دبي "محمود المبحوح" في يناير من هذا العام الذي أدى إلى كشف هوية رجال خلية الاغتيال، الذين صوروا عبر كاميرات المراقبة، والتي شكلت سابقة خطيرة للجهات الاستخبارية بالغرب الذين استهانوا بقدرات شرطة دبي في تحليل الصور والتوصل إلى نتائج كشفت تفاصيل عملية الاغتيال.

 

بالإضافة إلى ذلك ذكرت الصحيفة أن أحد اللجان التي أنشأت بعد كارثة وحدة الكوماندو كانت لجنة استخبارية برئاسة العميد "جادي زوهر" والتي فحصت إمكانية تسرب معلومات مساء عملية " إشعار شجر الحور " التي خرج فيها وحدة الكوماندو في ليلة ما بين 4 و 5 من أغسطس 1997، وانتهت بكارثة كبيرة.

 

حيث وضعت اللجنة احتمالية حدوث تسريب معلومات من بث طائرات بدون طيار إلا أنها لم تستطيع إقرار بشكل حازم بأن هذا  هو السبب في تمكن حزب الله من وضع كمين محكم من العبوات بالضبط على المسلك الذي حظي باسم شفرة "طريق العمل" وأدى إلى مقتل 13 جندي كوماندوا بحري.

 

ومن جهته أكد متحدث الجيش الإسرائيلي أمس بأنه عقب نشر التصوير من قبل حزب الله تم إنشاء طاقم فحص آخر في كارثة وحدة الكوماندوا عام 1997 الذي قتل نتيجتها 13 جندي إسرائيلي خلال كمين نصبته لهم منظمة حزب الله.

 

وأوضح المتحدث بأنه مع انتهاء العمل وبلورة التوصيات النهائية سيتم عرضها على رئيس هيئة الأركان، وفي حال تمت المصادقة عليها سيتم إرسالها إلى العائلات وبعد ذلك إلى وسائل الإعلام، مضيفاً "بأنه في هذه الفترة لا يجب التدخل بالتفاصيل المتعلقة بعمل اللجنة".