خبر القدس على خطى التهويد..!! بقلم/ توفيق السيد سليم

الساعة 08:23 ص|28 أكتوبر 2010

القدس على خطى التهويد..!!

بقلم/ توفيق السيد سليم*

هو سباق مع الزمن إذن تخوضه "إسرائيل" من اجل إحكام مشروعها التهويدي على مدينة القدس المحتلة، في ظل انقسام فلسطيني مقيت، وتخاذل عربي وإسلامي مريب، وتآمر دولي مفضوح، وكأن شيئا لا يستحق الانفجار غضباً وشظايا في وجه "النمرود" الصهيوني الذي يعيث في الأرض فساداً وخراباً وتهويداً..!

فبعد عمليات تهجير المقدسيين وتدمير بيوتهم والاستيلاء عليها وخنق المدينة المقدسة بسوار من المستوطنات والحواجز والأسلاك الشائكة، دون أن يحرك أحد شيئا سوى ما بين "الفكّين" تنديداً وشجباً واستنكاراً... (الأسطوانة المشروخة ذاتها منذ زمن هزائم أنظمة الردة والعار) ها هي "إسرائيل" تتجرأ وتعلن على الملأ في وجه "المعتلّين العرب" و"المنبطحين الفلسطينيين" و"المتآمرين الغربيين"، مشروعاً لتهويد مدينة القدس المحتلة بمصادقة مما يسمى باللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين في كيان العدو، يقضي بإعلان القدس منطقة أولى بالرعاية الاجتماعية والتعليمية والبناء بما في ذلك الجزء الشرقي منها، حيث من المتوقع أن يتم طرح المشروع قريبا على كنيست الكيان للمصادقة عليه.

كما ينص المشروع على منح امتيازات لليهود في مجال السكن وإعفاء من الضرائب بنسب عالية، الأمر الذي سيساهم -بحسب التوقعات الصهيونية- إلى زيادة أعداد اليهود في المدينة المقدسة على حساب الفلسطينيين، ما يشكل تغييرا في خارطة المنطقة الديموغرافية لصالح الكيان على حساب أصحاب الأرض الأصليين...

هذا المشروع الصادر عن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وما سبقه من إجراءات وممارسات تهويدية على الأرض طالت الإنسان والبنيان، يؤكد سعي الكيان الحثيث إلى نزع الهوية العربية الإسلامية عن المدينة المقدسة، وإضفاء الطابع اليهودي عليها، وذلك بالتزامن مع إعلان "البعض" ممن ينتسبون زورا وبهتاناً إلى شعبنا قبولهم بـ"يهودية الدولة" خوفا على مصالحهم الاقتصادية وعروشهم الوهمية، ممن تناقلت وسائل الاعلام المختلفة تصريحاتهم مؤخراً، من أتباع وثيقة "جنيف" الشهيرة التي قدمت صك تنازل مجاني عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين المشردين في مشارق الأرض ومغاربها... لذلك ليس غريباً على الكيان هذه الجرأة والوقاحة في الإعلان عن نفسه كياناً يهودياً وقدس المسلمين قدساً يهودية!

سياسة التهويد التي يتبعها كيان الاحتلال بحق المدينة المقدسة ليست غريبة بالنسبة للفلسطينيين، حيث دأب الكيان الغاصب على ذلك منذ احتلاله للمدينة في العام 1967م، من خلال سلسلة طويلة من الممارسات والإجراءات ضد المدينة وسكانها، أبرزها اتباع سياسة الاستيطان والتهجير ومصادرة الأراضي وحرمان السكان المقدسيين من التوسع العمراني الطبيعي، لكن الغريب والمثير للاستهجان بالنسبة لهم هذا الصمت المطبق من الجميع دولاً وجماعات وشعوب إزاء ما يجري تجاه المدينة المقدسة التي كانت المحرك الأساس للجماهير للانتفاض حمماً من لهب وبراكين من غضب في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضدها، حيث كانت "القدس" الكلمة "اللغز" التي يفهمها الأحرار والثوار المجاهدين منذ سقوطها في يد الصليبيين...

إن ما تتعرض له المدينة المقدسة في هذه الأثناء، يستوجب من الأمة عودةً رشيدةً إلى صوابها والاصطلاح مع ربها والتمسك بدستورها رمز عزتها، للتحرر من تبعيتها وانقيادها إلى شهواتها ومصالحها وارتباطاتها مع قوى الهيمنة والاستكبار العالمي التي ما فتأت تخطط للقضاء على البقية الباقية من هذه الأمة...

كما يستوجب من الفلسطينيين التكاتف وردم هوّة الخلافات والتعالي على الجراح والقضايا الثانوية التي تفرّق ولا تجمّع، والالتفاف مجددا حول خيار الجهاد والمقاومة.. الذي أثبت نجاعته في استرداد الحقوق والحفاظ على الثوابت على مدى التاريخ، والتخلي عن خيارات المفاوضات السراب التي ما جلبت لنا سوى مزيداً من التشرذم والفرقة والهوان، عندها نكون أمة كريمة.. عزيزة.. تستحق الحياة...

صحفي فلسطيني مقيم في غزة