خبر الإصابة بنزلة البرد دليل قوة المناعة

الساعة 02:32 م|27 أكتوبر 2010

الإصابة بنزلة البرد دليل قوة المناعة

فلسطين اليوم – وكالات

أكد عالم الفيروسات الأمريكي جاك جوالتني أن ظهور علامات الإنهاك والتعب على المصابين بنزلات البرد دليل على سلامة جهاز المناعة لديهم وليس على ضعفه.

 

وأقر جوالتني، الأستاذ بجامعة فيرجينيا الأمريكية، بالتناقض الظاهري فيما ذهب إليه قائلا: "يبدو أن هناك مفارقة في الأمر، ولكن يبدو أن جميع من يصابون بنزلات البرد مرات أقل هم الذين يقل استعداد جهازهم المناعي للمقاومة أو تكون مناعتهم ضعيفة".

 

جاءت تصريحات جوالتني فيما نقلته عنه جينفر أكرمان، الصحفية الأمريكية المتخصصة في تحرير الأخبار العلمية، في كتابها بعنوان "آ شو!" الذي استعرضته مجلة "شبيجل الألمانية" والذي يعني تقريبا "وا عجباه!"

 

وشددت أكرمان في كتابها على أن أعراض الإنهاك والضعف التي تظهر على المصابين بنزلات البرد سببها قوة مناعة الجسم وليس ضعفها وذلك خلافا للاعتقاد السائد بين العلماء حتى الآن بأن إصابة الجسم بالفيروسات يؤدي إلى إنهاك خلايا الجسم مما يؤدي إلى سلسلة من الآلام والشكاوى لدى المرضى.

 

وقالت أكرمان إن الفيروس المسبب لنزلات البرد يدخل خلية الإنسان بشكل سلمي للغاية "عن طريق إيهام الخلية بأنه مفيد لها قبل أن ينتبه الجسم إلى خطورة هذا الفيروس ويدق نواقيس الخطر برد فعل شديد وقاس ضد الفيروس".

 

وتطرح هذه الرؤية الجديدة حسب محرر مجلة شبيجل، فرانك تادويش، تساؤلات بشأن جدوى تناول المرضى المضادات الحيوية والمكملات الغذائية.

 

وحذرت أكرمان من أن "اللجوء إلى هذه العقاقير والمكملات هو آخر ما يجب على المصاب بأعراض البرد التفكير فيه.. لأن تناول هذه المضادات سيزيد من هذه الأعراض غير المرغوب فيها من خلال زيادة المناعة".

 

بل إن أكرمان نقلت عن خبراء تحذيرهم من أن الإجراءات الفعالة التي يتخذونها ضد نزلات البرد والمكملات الغذائية التي يتناولونها للتقوي بها ضد أعراض الإنهاك "يمكن أن تفقد الجسم توازنه".

 

ورأت بيرجيت فينتر، طبيبة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة فيرجينيا أنه "من الأفضل ترك العمليات الملتهبة للجسم وعدم كبتها .. وذلك لأن كبتها ربما يؤدي إلى منع الجسم من تكوين الأجسام المضادة التي وإن كانت تؤدي إلى عدم شعور المرضى بالراحة إلا أنها تعتبر أحد المضاعفات المرغوبة للمرض".

 

وأكدت أكرمان أن الفيروس الذي ينجح الجسم في صده لا يعود للجسم أبدا حيث يتعرف عليه الجسم ويرفض دخوله خلاياه من خلال الأجسام المضادة التي يكونها ضد هذا الفيروس.

 

وأشارت أكرمان إلى أن هناك ما لا يقل عن 200 نوع من الفيروسات تتسبب في إصابة الإنسان بنزلات البرد وأن فترة إصابة الأشخاص فوق الخمسين بأعراض دور البرد تبلغ نصفها لدى المراهقين حيث يكون الجسم قد كون مع تقدم السن مناعة ضد العديد من أنواع الفيروسات "لذا فإن الأطفال يجتذبون نزلات البرد مثل المغناطيس" حسب أكرمان.

 

ونصحت أكرمان بعدم بذل الكثير من الجهد في التخلص من "المخاط المزعوم" الذي يظن المريض أنه سيسد أنفه "لأن ذلك لن يجدي شيئا وذلك لأن الشعور بانسداد الجيوب الأنفية ليس سببه المخاط ولكن سببه تورم الأوعية الدموية التي يمكن أن تنفجر بسبب شدة الضغط".

 

وأشارت الصحفية الأمريكية إلى أن الكثير من الناس لا يعلمون السبب الحقيقي وراء إصابتهم بأعراض نزلات البرد وأن علماء الفيروسات متفقون منذ زمن بعيد على أن البرد أو البلل ليسا السبب وراء الإصابة بهذه النزلات.

 

ولتأكيد هذه الحقيقة ذكرت أكرمان أن متطوعين قاموا خلال العديد من الدراسات بوضع أرجلهم العارية في ماء مثلج أو الجلوس في العراء بملابس مبللة حتى شعروا بالبرد الشديد فوجدوا أن خطر الفيروسات لا يكمن في العراء بل داخل الغرف حيث تتوفر للفيروسات الكثير من فرص الانتشار.

 

ورغم أن العلماء اعتقدوا لوقت طويل أن الفيروسات تنتقل مع سعال المريض وعطسه إلا أنهم أصبحوا يرجحون أن هذه الفيروسات تكمن لساعات فوق الأيدي و أشياء مثل لوحة مفاتيح الكمبيوتر ومقابض الأبواب وتستطيع العيش طوال هذه الفترة حتى تنتقل إلى عائل.

 

كما أن الفيروسات الممرضة لا تنتقل للمريض عبر الفم خلافا لما كان معتقدا منذ وقت طويل بل عبر الأنف والأعين، لذا فباستطاعة شخص سليم أن يقبل شريكه المريض بدون خوف من انتقال العدوى إليه، وباستطاعته كذلك الشرب من نفس فنجانه.

 

أما المصافحة التي تبدو أقل خطرا فإنها قد تكون أخطر من التقبيل حسبما ذهبت أكرمان وكذلك لمس مقبض ملوث لباب.

 

وأصبح باستطاعة العلماء الآن معرفة مصدر الإصابة بالعدوى الفيروسية وهي على سبيل المثال:مساند الأيدي في القطارات ومترو الأنفاق، سلات المهملات في مترو الأنفاق أو الأثقال المختلفة في صالات اللياقة البدنية، وكلها أماكن يؤكد العلماء على تراكم الفيروسات عليها بكميات كبيرة.

 

ويشدد العلماء على أن ميكروبا واحدا يكفي لنقل العدوى.

 

والحقيقة المذهلة الأخرى: إن أي غطاء للمرحاض أنظف مئة مرة من المكتب، بل إنه قد تبين حسب الباحثين أن الفيروسات استطاعت البقاء حية لمدة أسابيع على العملات الورقية وأن "مفتاح الإرسال" الخاص بجهاز الفاكس على سبيل المثال يمكن أن يكون مصدرا للعدوى.

 

ومن الممكن أن تكون غرف الفنادق رغم نظافتها الظاهرية مأوى على مدى أيام للفيروسات التي خلفها الساكن السابق، وربما كمنت هذه الفيروسات على جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز أو على مفتاح الضوء.

 

ويؤكد العلماء على خطورة تعود الإنسان مسح وجهه بيده وفرك عينيه حيث أظهرت دراسة لجامعة كاليفورنيا مؤخرا أن متطوعين لمسوا أنوفهم ثلاثين مرة خلال فترة انتظار للفحص استمرت ثلاث ساعات مما يعني وصول الفيروسات المعدية لأماكن الإصابة بالعدوى بشكل مضمون.

 

وتوقعت أكرمان في كتابها الذي شمل العديد من المستغربات ألا يجدي البحث عن تطعيم مضاد لنزلات البرد متسائلة:"كيف يمكن العثور على مثل هذا التطعيم ضد 200 نوع من الفيروسات وفي الوقت نفسه يكون هذا التطعيم رخيص الثمن وفعال؟ وهل يكون هذا التطعيم خاليا تماما من أية مخاطر؟ لأن المريض لن يرضى بأية أعراض جانبية في علاج مثل هذا المرض الذي لا يمثل خطرا أصلا".

 

وأوصت الصحفية الأمريكية باللجوء في ذلك إلى احتساء شربة الدجاج التي رأت أنها وصفة قديمة وناجعة ضد آلام نزلات البرد.