خبر إفتحوا أبواب غزة .. هآرتس

الساعة 09:29 ص|27 أكتوبر 2010

بقلم: عميره هاس

(المضمون: تعتقد الكاتبة أن فتح ابواب القطاع سيُضعف حكم حماس في غزة - المصدر).

أتريدون إضعاف حماس حقا؟ فاجئوها. عودوا وافتحوا قطاع غزة. لحركة الناس – لا للكرز وآلات الحلاقة وحفنة رومانسيين أو مسلمين متطرفين يجتازون البيروقراطية المصرية فقط. إفتحوا "إيرز". آنذاك سترون كم يرغب أناس القطاع في الحياة.

دعوا الشبان يعودون للدراسة خارج القطاع. برغم الوجود المُثقل للسلطة الاجنبية الاسرائيلية، سيتعرضون في الجيوب الفلسطينية في الضفة لنوع من التعددية أخذ يفنى عندهم. وسيتبيّن لهم أنها أفضل من الصبغة الواحدة التي فرضها الحصار الاسرائيلي والسياسة المسيحانية. دعوا الطالبات ومعلمات المدارس يتنزهن في بلدهن ويعلمن أن العالم أكثر تعقيدا من برامج تلفاز تغسل الأدمغة وتتنافس في رزم الاغاثة. ها هم هؤلاء الدبلوماسيون يُبلغون أن كثيرا من مخيمات حماس الصيفية في غزة قد أُغلقت هذا الصيف. فضّل أكثر الاولاد الذهاب الى مخيمات وكالة الغوث الصيفية.

كفوا عن خنق المنتجين الذين ساءت احوالهم في السنين الخمس الأخيرة. وتحدوا من يدعون الى القطيعة ودعوا المتعطلين قسرا يجدون عملا في اسرائيل. ولنرَ حكومة حماس تمنعهم ذلك. ستناضل "خط للعامل" باخلاص لمنع استغلالهم، وتحاول منظمات فلسطينية إقناعهم بسبل لطيفة أو بمضايقات أن هذا غير مناسب. لكن شعورهم بقيمتهم الذاتية، لانهم عادوا الى الانفاق على العائلة، سيندمج في جميع التناقضات الداخلية. أدخلوا الاسمنت والحديد، كي يعود المهندسون والبنّاءون والقصّارون والمُبيّضون الى العمل. فمع ترميم الأنقاض سيرممون علاقتهم بالحياة.

وعندما يسافر سكان الخليل والناصرة ومواطنو الخارج الى شاطيء خانيونس ويزورون مركزا ثقافيا وشبابيا شمالي مخيم اللاجئين الشاطيء – ستتلاشى أوهامهم عن عجائب الحكم الديني – الشمولي. كلما خرج الغزيون من الحصار الذي ضُرب عليهم قبل عشرين سنة سيضعف زمام حماس.

تقول الحكاية إن الحصار – نظام حظر التنقل – ضُرب على الفلسطينيين بسبب قوة الحركة الاسلامية وعملياتها المضادة للمدنيين في اسرائيل. ينبغي قراءة الأحداث على نحو معاكس فقد بدأت سياسة السجن الجماعي في كانون الثاني 1991، قبل العمليات الانتحارية في اسرائيل. في مجتمع أخذ يُسمح له أقل فأقل بالاتصال بالعالم حوله، ولم يُجرّب سوى سبل مطورة من القمع الاسرائيلي وعدم رد قيادة م.ت.ف – ما العجب أن أحسن مبعوثو الله على الارض شق طريقهم الى قلوب الناس؟.

اذا كانت سياسة الحكومة ترمي حقا الى إسقاط حكم حماس بمنع الانتاج والابداع وبرقابة بواسطة معادلات رياضية كي لا ينخفض غذاء الحيوانات، المعذرة، الناس، تحت خط احمر – فقد فشلت فشلا ذريعا. وكان هذا واضحا ايضا قبل أن تلغي القيود على دخول منتوجات استهلاكية في أعقاب الضغط الدولي. إن قدرة الغزيين الشهيرة على الصمود مكّنتهم من اجتياز السنين السوداء الثلاث الأخيرة. وهذا الصمود يُعزى الى حماس على غير حق.

إن حماس، التي أصبحت تُرى أكثر فأكثر ثقة بنفسها ورضى عن نفسها، تعزز سلطتها فقط. صحيح، هي مُحتاجة الى وسائل قمع، وإسكات وتخويف (مثل خصمها السلطة الفلسطينية). لكنها عرفت ايضا أن تخدم السكان وتزودهم بجزء من احتياجاتهم في ظروف معادية على نحو خاص بفضل قدرتها العالية على الارتجال.

هل الى هذا الحد تبلغ حماقة الساسة الذين ابتدعوا القيود الثعبانية، وظنوا أن منع الشوكولاتة واللعب وقتل القطاع الانتاجي ستثير تمردا على حماس أو تقنعها بطرح المقاليد الى محمود عباس؟.

لا ينبغي لنا أن نستخف بحكمة قادتنا. أربما يكون هذا بالضبط ما أرادوه – أي أن يُقوّوا حماس في القطاع من اجل تخليد القطيعة التي بادروا اليها عمدا بين القطاع والضفة، ولتشجيع وضع دائم من القتال الطفيف (الذي يزداد احيانا). ففي هذه الظروف فقط يعرفون تدبير الأمور وضمان تأييد شعبهم.