خبر نتنياهو يُعِّد هدية لاوباما.. معاريف

الساعة 09:09 ص|27 أكتوبر 2010

بقلم: مناحيم بن

(المضمون: أخذ نتنياهو يخضع ويستسلم للرئيس الامريكي بدل أن يسحق الاكاذيب الفلسطينية - المصدر).

يتوقع "بن كسبيت" أن يعلن نتنياهو تجميد الاستيطان من جديد في الاسابيع القريبة، لكن عندي تخمينا مقلقا خاصا بي: سيحدث هذا قبل انتخابات مجلس النواب في الولايات المتحدة، المرتقبة في الثاني من تشرين الثاني – أي في مدى الاسبوع القريب – لأن الحديث عن هدية نفاق لاوباما. ويريد نتنياهو أن يتذكر رئيس الولايات المتحدة أن رئيس حكومة اسرائيل كان لطيفا معه وأخذ في حسابه وضعه في استطلاعات الرأي في امريكا التي تتنبأ بسقوط له.

لكن اذا حدث هذا ايضا فلن يتذكر اوباما أي فضل في لحظة الازمة التالية بيننا وبين الفلسطينيين: فاوباما، الذي ربّاه الكاهن المعادي للسامية جرميا رايت، مُنصب على هدف واحد، هو انشاء دولة فلسطينية في حدود 1967. وكل ما عدا ذلك عنده وعند جورج ميتشل، المخلص لأصله اللبناني، أمور تافهة، وفي ضمن ذلك الـ 350 ألف مستوطن الذين يريد اوباما إبعاد أكبر عدد منهم عن ارضهم وأن يدع الباقين تحت رعاية الدولة الفلسطينية. جلاء من جديد. داخل ارض اسرائيل هذه المرة.

اذا فعل نتنياهو هذا حقا، وتشير الدلائل كلها الى أنه سيفعل، فلن يخون ناخبيه من المخلصين لارض اسرائيل فقط، كما فعل بيغن وشارون اللذان ضربهما القدَر، ولن يخون وعوده الصريحة للأمة بعدم تجميد الاستيطان من جديد فقط، بل سيُقرب نهاية ولايته لرئاسة الحكومة. لانه لا حكومة لنتنياهو من غير "اسرائيل بيتنا"، وشاس والبيت الوطني. ولو كنت مكانه ما اتكّلت على لفني التي ما تزال تطالب بحصتها في رئاسة الحكومة، في تناوب على الأقل.

اذا تجاوزنا كل هذا، فان مجرد حديث نتنياهو الضعيف عن التجميد، ومجرد الصلة التي انشأها بين اعتراف الفلسطينيين باسرائيل "على انها دولة الشعب اليهودي" وبين وقف البناء، كل ذلك يشهد بأن نتنياهو ليس الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه في هذه الامور. لانه اذا كان الثمن ارض اسرائيل، فان الاعتراف الفلسطيني لا يساوي شيئا. ماذا يهمنا اعترفوا بنا أم لا؟ وماذا يساوي هذا الاعتراف، في حين أن نصف الشعب الفلسطيني على الأقل (حزب حماس) غير معني إلا بالقضاء على اسرائيل، والنصف الآخر معني بالأمر نفسه بالضبط لكن في مراحل؟.

لهذا بدل الاعتذار والبحث عن عوضٍ من ثمن التجميد، كان يجب على اسرائيل أن تحطم الدعاية العربية، ولا يوجد أسهل من هذا، اذا فهمنا عدالة اسرائيل. ويبدو أن نتنياهو لم يعد يفهم أو نسي. لا أساس مثلا للطلب الدولي للتجميد "الذي التزمت به اسرائيل بحسب خريطة الطريق". فقد كان الالتزام بالتجميد مشروطا بوقف الارهاب والتحريض على الارهاب في الجانب الفلسطيني، الذي اشتمل آنذاك على غزة ايضا، قبل أن تنشأ دولة حماس بالدم والنار. لهذا فان مجرد حقيقة أن الجزء الغزي على الأقل من الفلسطينيين مشغول بالارهاب على نحو واضح بل أرسل خلية قتل قتلت اربعة اسرائيليين من عائلة حجاي، يعفي اسرائيل من كل التزاماتها بحسب خريطة الطريق. سكِّنوا هياج غزة قبل ذلك.

كذلك يجب على اسرائيل أن تقول إن مصطلح "اتصال بين المناطق" كله سخافة سخيفة. فكما لا يوجد في اسرائيل، المنقطة ببلدات عربية، اتصال بين المناطق اليهودية، لا يجب أن يكون في يهودا والسامرة، المنقطة بمستوطنات اسرائيلية، اتصال بين المناطق العربية. لا أساس لهذا. ويستطيع جيش دولي (وافق عليه أبو مازن في ظاهر الأمر) أن يضمن حركة مفتوحة واسعة لكل الأطراف في أنحاء يهودا والسامرة.

ويجب بطبيعة الأمر أن نُبيّن مرة بعد اخرى حقيقة عدالة المستوطنات، وأن نُذكّر النصارى الاوروبيين والامريكيين مرة بعد اخرى ايضا وهم الذين يعرفون ماذا تعني الارض المقدسة، وكذلك أن نُذكّر المسلمين المعادين للسامية مثل احمدي نجاد واردوغان وسائر باغضي اسرائيل، حتى تمتعض قلوبهم، بأنه حتى محمد في القرآن يعلم ويعلن مرة بعد اخرى بأن ارض اسرائيل أُعطيت لشعب اسرائيل "الذي فضله الله على العالمين"، اجل هذا ما يقوله محمد مرة بعد اخرى في القرآن. ألا تصدقون؟ إفتحوا كل واحد من ترجمات القرآن الثلاث الى العبرية التي توجد في بيتي.