خبر توقيت اشكالي القدس على رأس فرحته .. هآرتس

الساعة 09:08 ص|27 أكتوبر 2010

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: توقيت قرار الحكومة بشأن منح مكانة خاصة للعاصمة يتخذ صورة الاستفزاز المقصود. من ناحية الفلسطينيين، وكذا الامريكيين فان كل قرار يغير الوضع الراهن في المدينة هو دوس على لغم  – المصدر).

بعد أن استنفد حتى النهاية ورقة "دولة الشعب اليهودي" يمتشق رئيس الورزاء بنيامين نتنياهو ورقة مظفرة اخرى – "القدس عاصمة اسرائيل الموحدة". في الايام العادية، قرار بمنح مكانة مفضلة للقدس يمكنه أن يمر دون عناوين رئيسة. ولكن في كل ما يتعلق بالمسيرة السليمة العرجاء، فان الايام ليست عادية. لا يوجد مكان مرشح للاضطرابات اكثر من القدس.

ومثلما في قضية الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، فان توقيت قرار الحكومة بشأن منح مكانة خاصة للعاصمة يتخذ صورة الاستفزاز المقصود. من ناحية الفلسطينيين، وكذا الامريكيين فان كل قرار يغير الوضع الراهن في المدينة هو دوس على لغم.

بالنسبة لهم، سلوان، الشيخ جراح وحتى بسغات زئيف وجيلو هي ارض محتلة، لا تقل عما هي رام الله ونابلس. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحرص على التشديد على أن تجميد البناء في المستوطنات يتضمن ايضا الاحياء اليهودية في شرقي القدس.

وتقلب الادارة الامريكية هذه الايام كل حجر كي تخلي السبيل للمفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. كل قرار يتعلق بالمسألة المتفجرة مثل قرار اللجنة الوزارية لشؤون التشريع بالنسبة لادراج المدينة ضمن منطقة الاولوية الاولى او أوامر الهدم التي وزعتها بلدية القدس في سلوان – هي عقبات كأداء من الدرجة الاولى.

التوقيت اشكالي أيضا من ناحية الجدول الزمني الامريكي؛ في الولايات المتحدة هناك انطباع بان نتنياهو لا يفوت فرصة كي يعرض الرئيس اوباما، في مثل هذه الايام الصعبة على الديمقراطيين، كشخص عاجز. فها هو لا ينجح في أن يفرض على مرعيته الصغيرة حتى ولو تجميدا مؤقتا للاستيطان. في واشنطن يعرفون ان بيبي يعرف جيدا غياهب السياسة الامريكية. وسيكون من الصعب اقناع ادارة اوباما بان خبيرا مثله في الشؤون الامريكية اختار دون وعي عشية الانتخابات للكونغرس كي يتخذ قرارا يحرج الحزب الحاكم. فأي مرشح للكونغرس سيتجرأ على الجدال مع الطائفة اليهودية في مسألة القدس؟

القدس هي ورقة مظفرة في اللعبة السياسية في اسرائيل أيضا. في ظل غياب التقدم في المفاوضات على التسوية الدائمة، فان كل الافكار الابداعية لتقسيم المدينة الشرقية والادارة المشتركة للبلدة القديمة قد أخلت مرة اخرى مكانها لشعارات روبي ريفلينية عن "صخرة وجودنا". وحسب أقواله، فان "الاحياء اليهودية في شرقي القدس بل والجيوب التي حول البلدة القديمة وداخل الاسوار، تموضعت في قلب الاجماع اليهودي".

ويعرف نتنياهو بان نوابا من كديما في المعارضة – ناهيك عن كتلة العمل – سيفضلون ان تتصلب يمينهم قبل أن يرفعوا يدهم ضد قرار لتهويد، عفوا، لتعزيز "القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الخالدة". وبالمناسبة، كم من القرارات المشابهة جدا لم توقف عشرات الاف اللاجئين العلمانيين الذين يندفعون نحو السهل الساحلي.