خبر وثائق « ويكيليكس »: ينبغي تغيير قوانين محاربة الارهاب.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:08 ص|27 أكتوبر 2010

بقلم: رؤوبين باركو

(المضمون: أصبح الغرب مُحتاجا في محاربته الارهاب الى تغيير قواعد وقوانين محاربة الارهاب وألا يترك لمندوبين آخرين أن يقوموا بهذا العمل بدلا منهم - المصدر).

تُعبر اعمال القتل والتعذيب الغارقة فيها الولايات المتحدة حتى عنقها في العراق عن ذروة النفاق، وتُبرز نفاق الغرب كله في نظرته لمحاربة الارهاب. الحديث عن فظائع تعمل بها الامبراطورية التي تنهار على نحو بطيء – وتوابعها الاوروبيات في نطاق محاربتها الدائمة للارهاب، لكنه توجد مطالب اخرى من اسرائيل. إن غير المناسب كامن في تخويل فظائع التعذيب لـ "مقاولين ثانويين"، مع ادارة الوجه كأنه غير مشارك وغير عالم.

إن تسريب الصور والوثائق السرية في "ويكيليكس" ينجح في تحويل الحقائق القبيحة غير الممتنعة مباشرة من الميدان الى الرأي العام العالمي. وهكذا تدخل الوثائق والصور الصالون الدافيء لكل الغولدستونيين الذين يوجَّه ضميرهم المُعذب الى اسرائيل فقط، كما يتبين. هذه النماذج، التي تبادر الى احتضان القتلة من حماس والتنديد باسرائيل واتهامها بسبب كل قذيفة ضالة، يضطرون الى أن يواجهوا الآن الصور والوثائق الفظيعة التي توضع أمام وجوههم في البيت. لكنهم يرفضون النظر، مثل ذلك المُختل نفسيا الآثم الذي يلعب دورا في فيلم "البرتقالة الآلية".

لنرَ منافقي الاخلاق يهاجمون امريكا الآن. لكن لا ينبغي توقع تغيير – فلن يغير شيء نسيج كراهية "نشطاء السلام" لاسرائيل، لكن انتفاضة الوثائق والتوثيق المصور الذي يثيره موقع "ويكيليكس" يضع مرآة أمام وجوههم المنافقة على الأقل، وقد يُغير هذا في مسار طويل نظرة الأمم للارهاب.

* * *

أخذت تعلو منذ زمن بعيد الاصوات التي تطالب باجراء تغيير حاد لاسلوب محاربة الارهاب. الحديث في الأساس عن المعايير الأخلاقية والقانونية التي يُفترض أن تساعد على هذا النوع الآثم من قتل المدنيين من اجل تقديم أهداف دينية وسياسية. تشير شهادات من الحرب العالمية الثانية الى أنه لم تكن آنذاك صلة تقريبا بين المواثيق الدولية التي تم قبولها وبين الفظائع التي نُفذت بالفعل حتى على أيدي دول الحلفاء. يُبيّن موقع "ويكيليكس" في هذه الايام ايضا أنه لا يمكن محاربة الارهاب بالطرق والقيم الاخلاقية القديمة التي لم يحترمها الارهابيون.

كان من المعتاد في الماضي أن يُقال إن صولجان الجنرال في يد قائد الصف، ويمكن أن يُقال اليوم إن مستقبل الجنرال موجود في قرص "أون كي" وفي كاميرا الهاتف المحمول في يد كل ضابط صف. يتبين أن التقنية الحديثة تُمكّن كل جندي مُعذب من أن يوثق وينشر الواقع الذي يتشكل في ميدان القتال وغرف التحقيق، وأن يصدع بواسطة مواقع مثل "ويكيليكس"، حجاب السرية التلاعبي الذي تدثر به الغرب حتى الآن.

سيضطر هذا الواقع الجديد العالم الغربي، الغارق في الصراع الذي أخذ يتصاعد مع الارهاب، أن يتحرك نحو قرار لا لبس فيه وهو أن يُغير قوانين محاربة الارهاب. لن يكون من الممكن بعد غسل محاربة الارهاب. لا يحل الموافقة على التعذيب، لكنه إزاء صور قطع رؤوس المدنيين في سبيل الله سيضطر الجنود الى الحصول على إذن بمحاربة الاصوليين بطرق غير عادية ايضا. لن يكون من الممكن إخفاء هذه الحقائق في المستقبل، ولا يحل صنع ذلك.

لهذا سيضطر العالم الغربي الى "الخروج من الخزانة" وألا يترك لمندوبي المخالفة العمل القذر غير الممتنع المشتق من محاربة الارهاب. لا ينبغي تسويغ التسريبات، ولا حتى الفظائع الانتقامية، لكن ينبغي أن يُحدد من جديد الحدود الاخلاقية والقانونية لمحاربة الارهاب القاسية. نحن نحتاج ذلك لدعم النشاط المضاد للارهاب وللنجاح في تثبيطه.