خبر 15 عاماً على استشهاد مؤسسه الشقاقي.. خيار الجهاد الإسلامي أصبح أصلب و أشد عوداً

الساعة 06:15 م|26 أكتوبر 2010

 15عاماً على استشهاد مؤسسه الشقاقي.. خيار الجهاد الإسلامي أصبح أصلب و أشد عوداً

فلسطين اليوم – (خاص) ميرفت الشريف

بعد مرور خمسة عشر عاماً على اغتيال المفكر و المعلم، الدكتور فتحي الشقاقي، بما حملته في حنباتها من تطورات و منعطفات تاريخية على صعيد القضية الفلسطينية، إلا أن فكر و منهج الشقاقي لا زال ماثل و حي و بمثابة صمام الأمان للقضية الفلسطينية بكل أبعادها الحقيقية.

 

و يجمع كل من عرف الشقاقي على انه الرجل الاستثنائي في الزمن الاستثنائي و كان مشروع امة استطاع المزاوجة بين الإسلام و البندقية لجعل فلسطين هي القضية المركزية للصراع مع العدو الصهيوني.

 

في هذا الإطار يقول الدكتور سمير زقوت، عضو القيادة السياسية بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن ذكرى استشهاد الشقاقي تحمل معاني كثيرة، أهمها أن من يختار طريق ذات الشوكة فهو يتحمل في سبيل هذه الطريق كل الصعاب، التي قد تصل إلى أن يقدم حياته فداءً لما يؤمن به، فداءً للإسلام و فلسطين و الجهاد.

 

و أشار الدكتور زقوت في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة فلسطين اليوم الإخبارية اليوم الثلاثاء، إلى المنهج الذي امن به الشقاقي و غير تاريخ المنطقة و فلسطين و الإسلام في المنطقة، و قدم حياته ثمناً لهذا المنهج و الخيار،مستشهداً بقول الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي حينما سئل من قبل احد الصحافيين" بأنه هو المطلوب الأول على القائمة الإسرائيلية"، فرد الشقاقي و قال: "إن حارس العمر الأجل، و قد عشت أكثر مما كنت أتوقع، فلم أكن أتوقع أن أعيش أكثر من أربعين عاماً".

 

و أكد زقوت أنه برغم الألم لفقدان هذا المفكر صاحب فكرة الجهاد في فلسطين، إلا أننا نؤمن بأن فكر و نهج الشقاقي لا زال حياً و مجدداًً، مشيراً إلى قول المؤرخين و الكتاب من أمثال محمد مورو، الذي قال أن د. فتحي الشقاقي هو مجدد لدين الأمة في القرن العشرين، ولم يأتي بتقليد لأحد، و جدد دين هذه الأمة لأنه الوحيد الذي فهم المعادلة و جعل فلسطين قضية مركزية، و نقل الصراع من الإطراف إلى قلب فلسطين.

 

و بين د. زقوت أن استشهاد الشقاقي و ذكرى الشقاقي تعني أن هذا العدو ما زال يؤمن بمفهوم القتل و الاغتيال و لا يؤمن بأي مفهوم آخر غير ذلك، و قد اثبت هذا العدو في جميع محطاته انه لا يؤمن إلا بالموت و القتل، مشيراً إلى قول رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق مناحيم بيغن، حين قال: "أنا اقتل إذن أنا موجود".

 

و أشار إلى أن العدو الصهيوني عندما اغتال الشقاقي ظن انه يستطيع القضاء على خياره الجهادي، و لكن خيار الجهاد الإسلامي اليوم أصبح اشد و اصلب عوداً بل امتد عبر الأمة الإسلامية و العربية و من طنجة إلى جاكرتا، و أصبحت فلسطين هي القضية المركزية لدى كل الشعوب الحرة، و صاحب الفضل في ذلك هو الدكتور فتحي الشقاقي.

 

و تابع زقوت حديثه بالقول، أن للشقاقي في ذكراه شعار، "إما نحن و إما هم على هذه الأرض المباركة"، أي أن المعركة اليوم لا تعني أنصاف الحلول و إنما تعني أن المعركة يمكن أن تكون بين خيارين ، خيار الحق و ذروته الإسلام و خيار الباطل و ذروته و هي إسرائيل"، و لذلك فإن إسهام الدكتور الشقاقي في نقل الإسلام من المسجد حيث التعبد، إلى الشارع و إلى ساحة المعركة يعني أن هذا المسلم لا و لن يقبل على نفسه الضين و لن يقبل أن تبقى فلسطين محتلة.

 

كما أشار إلى قول الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي حين قال أن المعركة اليوم هي امتداد إما نحن أم هم على هذه الأرض المباركة، أي انه لا يمكن لهذه الأمة أن تنجح في أي مشروع نهضوي ما دام هذا السرطان المستشري (إسرائيل)، قائم على الأرض، و لن تقوم للأمة حضارة إلا بالقضاء على هذا الكيان الغاصب.

 

و قال أن المعادلة واضحة في مسألة الشقاقي و الإسلام و مركزية القضية الفلسطينية، و هي أن هناك حقيقة و شيء ثابت و لا يتغير لان فلسطين آية من القران، و أن فلسطين ستتحرر و نرى ذلك رؤية العين، حتى لو أدى ذلك إلى استشهاد الصف الأول و الثاني، و لكن المهم من ذلك هو أن فلسطين يجب أن تحرر من دنس هذا الاحتلال.

 

و تطرق الدكتور إلى التطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية قالاً: "على الرغم من المحطات المريرة التي مرت و تمر بها الساحة الفلسطينية، إلا أن فكر الشقاقي و بوصلة الصراع التي و جهها لم تنحرف عن مسارها الحقيقي، لان الانحراف هنا يعني أن هناك عدد كبير يؤمن بالمفاوضات، و أن هناك قوة لإسرائيل أكثر مما كانت عليه قبل الانقسام ،مضيفاً أن إسرائيل كانت تخرج لتحسم المعارك في ست أيام أو ست ساعات في معاركها مع جيوش و مع الشعوب و مع الدول، و لكن إسرائيل التي كانت في عنفوان شبابها، ها هي اليوم بعد أن بين الشقاقي و وجه البوصلة أصبحت اضعف و اقل قدرة، و رأينا ذلك واضحاً في لبنان حين عجزت عن حسم المعركة مع حزب و ليس مع جيش منظم، و لم تستطع حسم معركة استمرت 22 يوما في غزة، في اكبر حملة جوية و برية عام 2008، مع أحزاب ضعيفة و شعب ضعيف و محاصر من جميع الجهات.

 

و أوضح أن إسرائيل ليست كما كانت عليه سابقا،ً و المقاومة التي أعلنها الشقاقي و وجه بوصلتها هي الآن في الجزائر و المغرب و ليبيا و تركيا و إيران و لبنان و مصر، و في كل مكن نجد من يقول أن فلسطين هي القضية المركزية، أي أن بوصلة الشقاقي وصلت إلى كل مكان في العالم، و هناك الكثيرون في العالم من يدعمون الشعب الفلسطيني و مقاومته

 

و في ختما حديثه، وجه الدكتور زقوت عدة رسائل كانت أولها إلى أنصار حركة الجهاد الإسلامي، حيث قال أن الشقاقي قال في ندوة له عام1982: "انتم أبناء حركة الجهاد تملكون الحقيقة و الحق لأنكم تتبعون كتاب الله تعالى"، داعياً شباب و شابات الجهاد الإسلامي أن يثبتوا و يرابطوا لأنهم يملكون الحق.

 

و دعا زقوت الشعب الفلسطيني أن يتوحد خلف خيار المقاومة لا سيما و أن كل الخيارات الأخرى أثبتت فشلها و لم يبقى أمامه إلا خيار المقاومة و يتمسك به و يدعمه بكل ما أوتي من قوة في غزة و الضفة و في الأراضي المحتلة و الشتات، و بالتمسك بوحدة الشعب الفلسطيني التي آمن بها الشقاقي.

 

و في رسالته إلى العدو الصهيوني قال د. زقوت: " أقول للذين احتلوا أرضنا و قتلوا و شردوا أهلنا و أجدادنا و جعلونا نعيش في مخيمات اللجوء منذ اثنين و ستين عاماً أن القوة لا تبقى و أن الشعوب كالطفل الذي يبدأ ضعيفاً ثم يقوى، و بما أن إسرائيل في مرحلة ضعف و ان إرهاصات سقوطها قد بدأت، فعليهم ينتبهوا لعبر التاريخ، فإنهم سيدفعون ثمن قتلهم بحق شعبنا و شعوب المنطقة كلها مروراً بشهداء أسطول الحرية الأتراك الذين جاؤوا لينصروا غزة  أهلها المحاصرين".