خبر خمس ضربات لمسيرة السلام -هآرتس

الساعة 11:26 ص|26 أكتوبر 2010

خمس ضربات لمسيرة السلام -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: بيان الاسباب التي دعت الجمهور في اسرائيل الى الانزياح يمينا في مواقفه - المصدر).

رئيس الولايات المتحدة السابق، بيل كلينتون، على حق جزئيا فقط عندما قال أخيرا على نحو غير دبلوماسي، إن الشكّاكين في المسيرة السلمية في المجتمع الاسرائيلي هم مهاجرون جُدد من الاتحاد السوفييتي السابق واولئك الذين جاءت عائلاتهم من الدول العربية.

        اجل، ما يزال أكثر المهاجرين من رابطة الدول لم يستوعبوا حتى الآن التصورات "الليبرالية" التي تسود العالم الغربي، ويميلون الى رؤية جيران اسرائيل العرب أعداء للدولة، وهو تصور نشأ من التجربة السوفييتية. من الصحيح ايضا أن كثيرا من الاسرائيليين ممن أصلهم من الدول العربية يعتقدون أنهم يفهمون العرب أفضل من الليبراليين الغربيين الذين يؤمنون بما يُقدّر اسرائيليون شرقيون أنه أوهام. مع ذلك، الشك في مسيرة السلام ليس مقصورا عليهم فقط، وعلى السنين تغلغل الى أجزاء أكبر من المجتمع الاسرائيلي. ونتائج الانتخابات في السنين الأخيرة برهان ساطع على ذلك. فالساحة الاسرائيلية السياسية تميل الى اليمين.

        تلقت مسيرة السلام خمس ضربات، واحدة بعد اخرى، وأفضت الى ابتعاد كثيرين، كانوا يرون انفسهم في زمن ما جزءا من معسكر السلام. فليس "اليسار المتقلص" في السياسة الاسرائيلية أمرا عرضيا.

        أولا، أكثر الحماسة التي صاحبت اتفاقات اوسلو تلاشت مع معرفة أن الاتفاقات، برغم فوز اسحق رابين، وشمعون بيرس وياسر عرفات بجائزة نوبل للسلام – كانت إخفاقا. وثانيا، الانسحاب الاحادي الجانب من الشريط الأمني في لبنان، الذي كان في زمانه اجراء شعبيا جدا، شجع العنف الفلسطيني، وأفضى الى تعزز حزب الله في لبنان والى حرب لبنان الثانية في نهاية الامر.

        وثالثا، سببّت موجة الارهاب الفلسطينية في فترة الانتفاضة الثانية موت ألف اسرائيلي، وانتهت الى دخول قوات الجيش الاسرائيلي الى يهودا والسامرة. ورابعا، الانسحاب من غوش قطيف الذي كان شعبيا جدا لحينه، يراه كثيرون الآن خطأ مأساويا. وخامسا، انتهت حرب لبنان الثانية في واقع الأمر الى سيطرة حزب الله على لبنان. كان حضور محمود احمدي نجاد الى حدودنا الشمالية تذكيرا بالخطر الذي يهدد اسرائيل من الشمال، زيادة على الخطر الذي تتعرض له من غزة. فمن ذا يريد التفكير في خطر مشابه ينشأ من الشرق؟.

        ربما يكون لخراب حزب العمل عدة أسباب، لكن الرئيس فيها ميله عن التيار المركزي للرأي العام في الدولة. عرّف الحزب نفسه زمن اتفاقات اوسلو بأنه حزب السلام، ولم ينجح في اعادة بناء منزلته على أنه حزب مركز. لم يكن من الممكن على الزمن التفريق بينه وبين ميرتس في اليسار المتطرف تقريبا – وهذان الحزبان هما كل ما بقي من اليسار. استغل كديما الوضع، وأقام نفسه عن يسار المركز قليلا – وهو مكان كان للعمل على نحو تقليدي – وافترس العمل في الانتخابات الأخيرة.

        الآن، وقد زاد الشك في مسيرة السلام، غدت المنافسة السياسية الرئيسة بين الليكود و"اسرائيل بيتنا"، وهما الحزبان اليمينيان الأكبران.

        عندما يدفع بنيامين نتنياهو قُدما بالتفاوض مع محمود عباس، ويُعد اسرائيل لـ "مصالحات مؤلمة"، ويتبنى الاصطلاح الفلسطيني ويُسمي يهودا والسامرة "الضفة الغربية"، ويزعم أنه يستطيع التوصل الى اتفاق في غضون سنة، فانه يُعرض نفسه لخطر خسارة أصوات لافيغدور ليبرمان. إن ليبرمان بعيد من أن يكون اختيارا مثاليا لناخبين كثيرين من الليكود، لكنهم قد يشعرون بأن نتنياهو يميل يسارا ويتركهم بلا خيار. ومن الواضح أن ليبرمان سيستغل الفرصة.

        يبدو أن ليس الاسرائيليون فقط أصبحوا شكّاكين في المسيرة السلمية. فقد بيّن استطلاع للرأي أجرته في المدة الاخيرة اللجنة اليهودية الامريكية أن 76 في المائة من يهود الولايات المتحدة يوافقون على قول إن هدف العرب ليس اعادة المناطق المحتلة، بل القضاء على دولة اسرائيل. اذا كان هذا موقف الجمهور في اسرائيل ايضا، ففيه ما يُبيّن عدة اشياء تقع في الساحة السياسية في اسرائيل اليوم.