خبر حي بطن الهوى بسلوان..جمعية استيطانية تتحكم بالأرض والسكان

الساعة 10:33 ص|26 أكتوبر 2010

حي بطن الهوى بسلوان..جمعية استيطانية تتحكم بالأرض والسكان

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

يعتبر حي بطن الهوى بسلوان من أكثر الأحياء فقراً واكتظاظاُ بالسكان، وكما كل أحياء سلوان، هو أيضاَ يفتقر لأية مرافق عامة لخدمة السكان كمراكز جماهيرية أو ثقافية أو ساحات لعب للأطفال أو عيادات أو مقاهٍ أو غير ذلك.

 

إلا أن ما يزيد الحياة تعقيداً على سكان حي بطن الهوى، هو وجود البؤرتين الاستيطانيتين "بيت يوناتان" و "بيت العسل" في قلب الحي ووسط مساكن الفلسطينيين. تتلقى هاتان البؤرتان حراسة أمنية مشددة تؤمنها لها دولة الاحتلال من مخزون جباية الضرائب، ناهيك عن كون المستوطنين أنفسهم مسلحون، تحظى البؤر الاستيطانية في بطن الهوى وسلوان عامة فوق كل ذلك بحراسة قوات من الجيش الإسرائيلي.

 

وليس ثمة من شك بأن مجرد استيطان اليهود في قلب الحي الفلسطيني يشكل استفزازاً خطيراً تكون نتيجته المزيد من المشاكل والاشتباكات، إلا أن بيئة الفقر والإهمال التي أوجدتها السلطات الإسرائيلية في سلوان تفاقم حالة التوتر وتسرع نشوء الاشتباكات، فليس للأطفال في سلوان من مكان يقضون فيه أوقات فراغهم سوى شوارع القرية الضيقة والتي هي في معظمها غير مرصوفة ولا معبدة.

 

وفي بطن الهوى يقضي العشرات من الأطفال أوقات فراغهم في أزقة الحي وعلى بعد بضعة أمتار من مداخل البؤر الاستيطانية حيث يقف أفراد الحراسة والجيش الإسرائيليون بمعداتهم الحربية، كما يقول جواد صيام، مدير مركز معلومات وادي حلوة، والقائم على مشاريع تأهيلية للأطفال في سلوان: " نحن لم ولن ننتظر من بلدية القس أن تزود أطفالنا بالمرافق الترفيهية والثقافية، لقد بدأنا بإدارة مشاريع متواضعة بهدف إبعاد الأطفال عن الشارع ومشاهد العنف، نعمل جاهدين من أجل إيجاد متسع آمن للأطفال ليعبروا فيه عن أنفسهم من خلال الموسيقى والفنون والمسرح، وغيرها من النشاطات والتأكيد على هويتنا الراسخة بجذور قريتنا الغالية ولن نسلم مفاتيح بيوتنا للغرباء".

 

جمعية عطروت كوهنيم

وتتولى الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهنيم" إنشاء بؤر استيطانية وسط المجتمع الفلسطيني في بطن الهوى بسلوان، "إنه منزل عائلة عسيلة، ومن هنا جاؤوا بتسميته بـ "بيت العسل" بعد أن استولوا عليه" يقول زهير الرجبي، ويكمل: "في العام 2003 اشترى(م.م. )المنزل، البالغة مساحته 60 متراً مربعاً، من عائلة عسيلة وقال بأنه يرغب بإصلاحه وسكنه".

 

كان (م.م.) القادم من الولايات المتحدة حديثاً، قد بدأ ببناء عمارة تتكون من سبعة طوابق على بعد بضع أمتار من منزل عسيلة "بيت العسل" يقول الرجبي: "لقد اشترى ابن عمي، عوض الرجبي منزل عسيلة من م.م. في أيلول 2003 ولنا من الأوراق ما يثبت صحة ذلك".

 

إلا أن المفاجئة كانت في الثلاثين من آذار 2004 وقبل أن يتم تسليم المنزل لعوض الرجبي، يستولي المستوطنون اليهود على منزل عسيلة وكذلك على البناية ذات السبعة طوابق التي بناها (م.م.) والتي تعرف اليوم بما يسمى "بيت يوناتان." وقعت في الحي يومها مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي جاءت لحراسة المستوطنين، وأسفرت الاشتباكات في حينها عن ما يزيد على 20 جريحا و25 معتقلا في صفوف الفلسطينيين.

 

اتضح لاحقاً بأن الجمعية الاستيطانية المسمى "عطيرت كوهنيم" كانت هي المسؤولة عن شراء منزل عسيلة من (م.م.) وإسكان المستوطنين اليهود فيه، ما أنها أوكلت لنفس الشخص مهمة بناء البناية ذات السبعة طوابق لها.

 

عائلة الرجبي أثبتت ملكيتها...ولكن!

عائلة الرجبي تقدمت للمحكمة بالأوراق التي تثبت ملكيتهم للمنزل المذكور إلا أن الشرطة الاحتلال رفضت تنفيذ القرار بادعاء أن للمستوطنين أيضا ما يثبت ملكيتهم للمنزل. ثم أصدرت المحكمة قرارها بأن تبقى الأمور على ما هي عليه حتى موعد صدور الحكم النهائي، والذي لم يصدر حتى اليوم.

 

ومع ذلك تبقى كلتا البؤرتين مأهولة بالمستوطنين وحرسهم المسلحين، وكانت المحكمة الإسرائيلية أصدرت حكماً بإخلاء المستوطنين من "بيت يوناتان" حيث أنه يعتبر بناء غير قانوني بحسب "القانون الإسرائيلي" كونه يتعارض مع خطة البناء المخصصة للمنطقة.

 

وفي الخامس والعشرين من أبريل 2010 أقامت مجموعة من المستوطنين مسيرة استفزازية في شارع حي وادي حلوة بقيادة اليميني باروخ مرزيل، وذلك بعد أن وافقت شرطة الإحتلال على إجراء المسيرة وقامت بحماية المتظاهرين اليهود الذين طالبوا بتنفيذ أوامر بهدم أكثر من 200 منزل فلسطيني في سلوان.