خبر أمريكا عندما تُبارك المخطط الاستيطاني في القدس!—هشام الهلالي

الساعة 05:45 م|24 أكتوبر 2010

أمريكا عندما تُبارك المخطط الاستيطاني في القدس!—هشام الهلالي

 

مازالت أمريكا بزعامة أوباما تُحاوِل بين الحِين والآخَر أن تَزِيدَ من كراهية شعوب العالَم لها؛ بسَبَب انْحِيازِها الواضِح للخيارات الصهيونية الْمُتَعَنِّتة في مواجهة شعوب وشرفاء العالم، مُتحدِّيَةً بذلك مشاعر مليار وثلاثِمائة مليون مسلم، وربَّمَا ضِعْف ذلك الرقم إذا ما عَلِمنا أنَّ العالم أجمع أصبح ينظر إلى الممارسات الصهيونية والصمت الأمريكي بحقّ الفلسطينيين بشيء من الرِّيبة، وهذا الأمر ظهر واضحًا في الصمت الأمريكي بعد الإعلان الصهيوني عن الإعلان عن مناقصة لبناء 238 وحدة استيطانية جديدة في القدس، وسط الإعلان عن ترحيب أمريكي غير مُعْلَن، بِمَا يَعنِي ضوءًا أخضر لزيادة مُعَاناة المَقْدِسِيِّين.

 

مباركة أمريكية

 

ومع الإعلان الصهيوني عن البدء في المناقصة، واكَبَ ذلك أيضًا الإعلان عن رضًى أمريكيٍّ للقرار الصهيوني، وهو ما أكَّدته مصادر الكيان عن ضوء أخضر أمريكي للمخطط الذي أعلنته رسميًا على شكل مناقصة لبناء 238 وحدة جديدة في حيي "راموت" و"بيسغات زئيف" الاستيطانيين في القدس المحتلة، متزامنةً مع مُخطَّط لِجَلْب عشر عائلات جديدة للمستوطنين إلى حَيّ الشيخ جراح لإسكانها في منازل فلسطينية بعد طَرْد أصحابها، واشتَبَك مُنْتَفِضو حيِّ سلوان المقدسي مع قوات الاحتلال التي جرحت منهم 15 فلسطينيًا، في وقت يشنُّ قطعان المستوطنين مَحْرَقة بحق الزيتون الفلسطيني في الضفة الغربية، بمناسبة موسم قطف الثمار.

 

وتعتبر المناقصة الاستيطانية المعلنة مؤخرًا الأُولَى من نوعها منذ انتهاء فترة "التجميد" المزعوم، رغم أن البناء الاستيطاني على الأرض لم يتوقّف، وأعلنت واشنطن عن خيبة أملها من القرار، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكّدت أنّ الحكومة الصهيونية أعطت الضوء الأخضر للمخطط بعد إبلاغ واشنطن التي طلبت فقط الحَدَّ من حَجْم أعمال البناء المقررة، وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أنّ إسحاق مولخو موفد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المفاوضات أجرى اتصالات مع المسئولين الأمريكيين بهذا الخصوص، وتَمّ في نهاية الأمر التوصل إلى تفاهُم ضِمْنِي.

 

حرب الزيتون

 

وفي مناطق أخرى في الضفة الغربية يشنّ قطعان المستوطنين حربًا شَعْواء على الزيتون الفلسطيني بمناسبة موسم قطف الثمار، وأحرق المستوطنون مئات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون في أراضي قُرَى عدة غرب محافظة نابلس، وامتدّت النيران التي أشعلها المستوطنون إلى أراضٍ مَزْرعة بالزيتون واللوز وطالت مراعي طبيعية لسكان قرى تل وصره وجيت وفرعتا.

 

وأكّد شهود عيان أن النيران كانت هائلة والسيطرة عليها صعبة، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن مُصوّرين صحفيين كانوا في المنطقة، أنّ جيش الاحتلال حاصر المنطقة. وقال مسئول العمليات الميدانية في منظمة "حاخامين لحقوق الإنسان" الصهيونية: إن المستوطنين يسعون إلى تصعيد الأمور، وإنهم استخدموا الأسلحة النارية ضد الفلسطينيين في عزموط، وأشار إلى أن جيش الاحتلال يساعد المستوطنين.

 

وأشار مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إلى أن المستوطنين يريدون إحراق حقول الزيتون في كل المنطقة، إلى جانب إصابة عدد من المشاركين في مسيرة نعلين الأسبوعية المنددة بجدار الفصل العنصري، بحالات اختناق بالغاز الذي أطلقته قوات الاحتلال لتفريقهم. وانطلق أهالي القرية والمتضامنين الأجانب في مسيرة للتنديد بالاحتلال الذي يَمْنَع مزارعي البلدة من الوصول لأرضهم لقطف زيتونهم خلف الجدار. وقابلهم جنود الاحتلال بوابلٍ من قنابل الغاز المسيل للدموع، ومنعوهم من الاقتراب تحت تهديد السلاح. وطارد جنود الاحتلال المشاركين، وأطلقوا صَوْبَهم الغازَ المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، لتندلع بعدها مواجهات مع جنود الاحتلال.

 

وفى النهاية.. فالواضح أن الصهاينة يقومون بتنفيذ خطة بجدول زمني بالتعاون مع قطعان المستوطنين، ويقومون بقطع كل الصلة بين الفلسطيني وبلدته، عن طريق هدم المنازل وحرق أشجار الزيتون في موسم الحصاد، أو في أضعَفِ الإيمان منع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم وحقولهم حتى يفسد المحصول، كما أن قيام قطعان المستوطنين بأدوار تكميلية للحكومة الصهيونية، وموافقة أمريكا على الخطة الاستيطانية الصهيونية الجديدة، يؤكّد بما لا يَدَع مجالًا للشك أن القدس والقضية الفلسطينية وقبلهما المسجد الأقصى يَمرُّون جميعًا بمنعطف خطير فهل يتحرك المسلمون؟