خبر غزة: عمال ورش البناء يشكون تدني الأجور وزيادة ساعات العمل

الساعة 12:25 م|23 أكتوبر 2010

غزة: عمال ورش البناء يشكون تدني الأجور وزيادة ساعات العمل

فلسطين اليوم-غزة

يعاني عمال قطاع البناء والإعمار في القطاع من تدني الأجور وزيادة ساعات العمل رغم ارتفاع وتيرة العمل في القطاع، فقد انخفضت الأجور عما كانت عليه قبل فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع قبل أربع سنوات، حيث أصبح العامل يعمل طوال اليوم بأجر يومي لا يتعدى 40 شيكلاً-وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الأيام المحلية اليوم.

العامل أيمن الذي يعمل مع مقاول محلي للبناء لم يتردد في طرح مشكلته بصوت مرتفع، وتتمثل في تدني أجره اليومي رغم عمله أكثر من عشر ساعات يوميا كحد أدنى.

وأضاف أيمن (38 عاماً) أنه اضطر إلى العمل في هذا القطاع لعدم وجود بديل آخر، لكن صبره بدأ ينفد لإجحاف المقاول بحقه.

واشتكى كثيراً من تعرضه للتعب والإرهاق لتواصل العمل دون أخذ حقه في الراحة الكافية، خصوصا أثناء وقت الغداء أو عند الإحساس بالإعياء والتعب.

وأكثر ما يزعج أيمن أن أجره اليومي لا يتجاوز 40 شيكلاً فقط، بينما كان هذا الأجر يصل قبل أربع سنوات إلى أكثر من 50 شيكلاً.

ويبرر صاحب العمل ذلك إلى انخفاض أجور العمل بشكل عام لارتفاع أعداد العاطلين عن العمل ومن هم على استعداد للعمل في قطاع البناء، مبيناً أنه إذا لم يتعامل مع عماله بهذه الصورة فإنه سيخسر.

أما خبير البناء عمر موسى فقد رفض العمل مع مالك أحد المنازل لبناء مئات الأمتار من الحجارة، بسبب تواضع الأجر بشكل غير معقول.

وقال موسى إنه غادر ورشة البناء بعد أن رفض مالك المنزل زيادة أجره وأجر ابنه عن 80 شيكلا، وهو ما يشكل تراجعا غير مسبوق في الأجور.

وأبدى انزعاجه الشديد لاستهتار أصحاب المنازل بأجور العمال المهرة "الصنايعية" والعمال، ولم يقتنع موسى بحجة أصحاب المنازل أو المقاولين الكبار، واتهمهم بالطمع والجشع.

وكان وقع الأمر على العامل زامل الفحام أكثر قسوة لعمله مع اثنين من عمال القصارة.

ورفض بشدة العودة إلى قطاع البناء الذي يعمل فيه منذ أكثر من 30 عاماً طالما لم تتحسن الأجور وظروف العمل، مؤكدا أنه لن يهين كرامته وسيعود إلى العمل كسائق على سيارة للأجرة.

وأشار إلى أنه كان يتوقع أن ترتفع الأجور بشكل يناسب تطور وتصاعد حركة البناء، خصوصاً مع وعود تلقاها من بعض أصحاب العمل.

ويواصل الفحام (32 عاماً) عمله لفشله في العثور على عمل آخر، ينقذ به نفسه من الهلاك والتعب.

وأضاف الفحام أن أجره الرسمي يجب ألا يقل عن 70 شيكلاً، لأنه يعمل بطاقة اثنين من العمال، لكن المقاول لا يقدر هذه الحقيقة.

واتهم الفحام المقاولين باستغلال تعب العمال وحاجتهم إلى العمل في ضوء تراجع فرص العمل، مشيراً إلى أن الاستغلال لا يتوقف على الأجر اليومي فقط بل كذلك في ساعات العمل التي تمتد إلى الليل، دون مراعاة لخصوصيات العامل.

ويستغل المقبلون على البناء انخفاض الأجور وكثرة الأيدي العاملة لاستئناف العمل في منازلهم أو منشآتهم، ويخشى هؤلاء أن ترتفع الأجور بشكل مفاجئ إذا ما نفذت خطة إعادة الإعمار، التي تحتاج إلى عدد كبير من العمال.

ويشهد قطاع غزة تصاعداً ملحوظاً في عمليات البناء ومشتقاته بعد تمكن التجار من إدخال الاسمنت ومستلزمات البناء من الجانب المصري عبر الأنفاق الحدودية، بالإضافة إلى إدخال مواد أخرى بطرق رسمية عبر المعابر، لكن نسبة المتعطلين عن العمل تبقى أكبر بكثير من قدرة السوق على استيعابهم.

وعلى الرغم من مطالبة العمال بوجود رقابة على أصحاب الشركات والمقاولين إلا أن الجهات المختصة في وزارة العمل بغزة لا ترى إمكانية كبيرة في تحقيق هذا البند من الرقابة، بسبب اتساع رقعة المقاولين والشركات الصغيرة وصعوبة السيطرة على قضية الأجور بسبب ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل وعدم تردد المقاول في تغيير العامل إذا ما اشتكى عليه.