خبر لماذا تستهدف قوات الاحتلال عمال الحصمة؟

الساعة 12:02 م|21 أكتوبر 2010

لماذا تستهدف قوات الاحتلال عمال الحصمة؟

غزة- فلسطين اليوم

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها المنظم لجامعي الحصى والعاملين في مهنة تكسير الحجارة وركام المباني المهدمة في قطاع غزة عامةً، وفي محافظة شمال غزة بشكل خاص، حيث فتحت نيران أسلحتها كالمعتاد صباح اليوم مصيبة ثلاثة منهم.

وبذلك يرتفع عدد الجرحى في صفوف عمال الحصى خلال العام الجاري 2010 إلى (41) عاملاً، من بينهم (12) طفلاً، ليرتفع عدد الجرحى من العاملين في هذه المهنة منذ انتشارها في مناطق مختلفة قرب حدود الفصل إلى (62) جريحاً، من بينهم (18) طفلاً. يذكر أن عدد القتلى من بين أولئك العمال هو (قتيل واحد) هو الطفل: سعيد عطا الحسومي (16 عاماً)،الذي قتل بتاريخ 24/8/2009.

وبحسب التحقيقات الميدانية التي أجراها باحثو المركز شمال غزة، فقد فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على حدود الفصل الشمالية، نيران أسلحتها الرشاشة، بشكل متقطع، عند حوالي الساعة 7:00 من صباح يوم الخميس الموافق 21/10/2010،  تجاه جامعي الحصى وعمال تكسير ركام المباني المهدمة، الذين تواجدوا على شاطئ بحر بيت لاهيا، غربي منطقة السيفا، في مكان يبعد عن تلك الحدود مسافة تقدر بـ900 متراً، ما أسفر عن إصابة العامل: محمود ابراهيم حسن الصوص، (32 عاماً)، بعيار ناري في ساقه اليسرى، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان جراحه بالمتوسطة.

كما فتحت القوات نفسها نيران أسلحتها الرشاشة، بشكل متقطع، عند حوالي الساعة 7:30 من صباح يوم الخميس نفسه،  تجاه جامعي الحصى الذين تواجدوا في مكان يبعد عن تلك الحدود مسافة تقدر بـ150 متراً، في محيط المنطقة الصناعية المهدمة (إيرز)، في محافظة شمال غزة، ما أسفر عن إصابة العاملين: باسم قاسم محمد قاسم (23 عاماً)، وعمر صبري عودة حمد (24 عاماً)، وأصيب كليهما بعيار ناري في ساقه اليمنى، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان جراحهما بالمتوسطة. وهو الأمر الذي دفع بعض العمال إلى ترك أماكن عملهم، والابتعاد عن المنطقة.

والجدير ذكره أن ظاهرة عمال جمع الحصى وتكسير ركام الأبنية المهدمة بدأت في الانتشار في ظل توسع ظاهرة البطالة وبهدف التغلب على نقص مادة الحصمة من الأسواق، التي تمنع قوات الاحتلال دخولها إلى قطاع غزة منذ فرضها حصاراً خانقاً على قطاع غزة في يوليو/2007، ولحاجة أولئك العاملين في هذا المجال إلى العمل وكسب الرزق.

وجدد مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد استهداف قوات الاحتلال للمدنيين، ولاسيما جامعي الحصى في المناطق القريبة من حدود القطاع، فإنه يرى فيها استمراراً لمحاولات تلك القوات المحمومة الهادفة إلى فرض منطقة أمنية عازلة على امتداد الشريط الحدودي شمال وشرق قطاع غزة.

وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني، ولاسيما استمرار استهداف المدنيين وخاصة العمال،  بالرغم من أن الهدوء عادة ما يسيطر على تلك المناطق، وعدم وجود أية أعمال عدائية تستهدف قوات الاحتلال، ودونما أدنى اعتبار لالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة ومبادئ التمييز والتناسب.

كما شدد المركز على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي للحيلولة دون فرض منطقة أمنية عازلة بالقوة، يتم بموجبها الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المواطنين وتهجير المئات منهم قسرياً عن منازلهم، والعمل على ضمان احترام قوات الاحتلال لقواعد القانون الدولي ذات العلاقة وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.