خبر الانتخابات للكونغرس: ما هو خير لاسرائيل؟ -إسرائيل اليوم

الساعة 09:06 ص|21 أكتوبر 2010

الانتخابات للكونغرس: ما هو خير لاسرائيل؟ -إسرائيل اليوم

بقلم: دانييل بايبس

 (المضمون: في السياق الاسرائيلي يمكن القول انه اذا كان في الماضي اجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تأييد اسرائيل مبدئيا وتأييد العلاقات معها فاليوم تنشأ في اوساط بعض الديمقراطيين ميول متطرفة تفكك التأييد التلقائي - المصدر).

        كيف ينبغي لجمهور الناخبين الامريكيين، ممن يحركهم الحرص على اسرائيل، ان يتعاطوا مع انتخابات الكونغرس الامريكي في تشرين الثاني؟

        بعد نحو سنتين من السيطرة الديمقراطية على السلطة التنفيذية والتشريعية للادارة الامريكية، شيء واحد واضح: حتى لو تجاهلنا للحظة الرئيس اوباما، فان استعراض نشاطهم يشهد على أن الممثلين الديمقراطيين يؤيدون اسرائيل أقل من الجمهوريين.

        يمكن أن نشير في هذا السياق الى انه في كانون الثاني 2009، بعد حملة "رصاص مصبوب" رفع 60 نائبا ديمقراطيا من الكونغرس الى وزيرة الخارجية طلبا لمساعدة وكالة الغوث من ناحية مالية "لترميم غزة ومنحها المساعدات الانسانية". لم ينضم أي جمهوري الى هذا الطلب.

        في كانون الثاني 2010، بذات الروح، وقع 54 عضو كونغرس ديمقراطيين على رسالة الى اوباما طلبوا منه فيها ان يقترح "اعمال من أجل التحسين الفوري لغزة في مجالات عديدة"، يفهم منها حتى التأييد المباشر لحماس. لم ينضم الى هذا الطلب أي جمهوري.

        وفي خلاف دراماتيكي مع ذلك، بعد بضعة اشهر وقع 78 جمهوريا على رسالة "الى رئيس الوزراء العزيز نتنياهو" للاعراب عن "تأييد متين" لاسرائيل.

        بسبب الازمة الدبلوماسية التي  وقعت في اذار 2010 بين اسرائيل وادارة اوباما، في اعقاب زيارة جو بايدن الى اسرائيل وقع 333 عضوا في مجلس النواب على رسالة موجهة الى وزيرة الخارجية اكدوا فيها من جديد التحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل. 102 عضوا لم يوقعوا، منهم 94 ديمقراطيا و 8 جمهوريين.

        ولكن الفارق بالنسبة لاسرائيل لا يجد تعبيره فقط في موقف المندوبين الامريكيين بل وأيضا في الرأي العام لناخبي الحزب الجمهوري مقابل الديمقراطي. تحليل استطلاع شامل اجري في نيسان 2009 يشهد على ان 10 في المائة فقط من المصوتين لاوباما ايدوا توثيق العلاقة مع اسرائيل، مقابل 60 في المائة من المصوتين لماكين ممن أيدوا ذلك. بالمقابل، فان 80 في المائة من مصوتي اوباما ايدوا المحادثات مع حماس بينما 73 في المائة من مصوتي ماكين عارضوا. كما أن 61 في المائة من مصوتي اوباما يؤيدون "حق العودة" للفلسطينيين، مقابل 21 في المائة فقط من مصوتي ماكين ايدوا ذلك.

        استطلاع اجري قبل نصف سنة شهد على أن 73 في المائة من مصوتي الديمقراطيين يؤيدون تخفيف العلاقة مع اسرائيل، مقابل 24 في المائة فقط ايدوا ذلك من اوساط ناخبي الجمهوريين. وكي لا نثقل بالارقام نشير الى استطلاع أخير وذي صلة بالانتخابات القريبة للكونغرس، ويتضح منه أن 39 في المائة من اوساط المصوتين الديمقراطيين سيفضلون اختيار مندوب معروف بعطفه لاسرائيل وذلك مقابل 69 في المائة من اوساط المصوتين الجمهوريين.

        محللون سياسيون يشيرون الى انه في السنوات الاخيرة تحتدم الفوارق الايديولوجية بين الجمهوريين والديمقراطيين في مجالات مختلفة. في السياق الاسرائيلي يمكن القول انه اذا كان في الماضي اجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تأييد اسرائيل مبدئيا وتأييد العلاقات معها فاليوم تنشأ في اوساط بعض الديمقراطيين ميول متطرفة تفكك التأييد التلقائي. الباحث جيمز الزغبي، الذي يعمل في المعهد العربي الامريكي لخص مؤخرا الوضع بقوله انه "بفضل التغييرات في الحزب الديمقراطي، اصبحت اسرائيل موضوعا حزبيا في السياسة الامريكية وليس موضوعا يوجد حوله اجماع اساسي".

        في نهاية اذار 2010، في اثناء الدرك الاسفل في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل، كتب في "واشنطن بوست" ان "مسؤولين اسرائيليين كبار يقدرون بان رئيس الوزراء يبحث عن السبل لكسب الوقت حتى انتخابات الكونغرس على أمل أن يفقد اوباما التأييد له في الكونغرس وان ينتخب جمهوريون مؤيدون لاسرائيل بعدد أكبر". حتى لو كان هذا مجرد تقدير سياسي، يمكنه ان يكون مرشدا للناخب الامريكي الذي يسعى الى مساعدة اسرائيل عن طريق الانتخابات القريبة.