خبر إرث رابين- يديعوت

الساعة 09:05 ص|21 أكتوبر 2010

إرث رابين- يديعوت

جمعية محبي الليكود

بقلم: جدعون عيشت

اسحق رابين كان رئيس وزراء خرب. هكذا، على ما يبدو، تعتقد النائبة عينات فيلف (العمل) التي اقترحت هذا الاسبوع ازاحة صورته عن غرفة كتلة العمل في الكنيست الى مكان أكثر تواضعا، ووضع صورة دافيد بن غوريون محلها.

وقفز اعضاء كتلتها كالرفاص التلقائي. وحسب نهجهم فان تقليل مكانة رابين هو ما يفعله اليمين. ولكن ما العمل، حماسة نشطاء العمل لن تغير حقيقة ان ليس لرابين إرث، واذا كان له مثل هذا – فمعظمه سلبي.

باستثناء موضوع واحد، رابين غير جدير بان يدخل ذاكرتنا الوطنية اكثر مثلا من موشيه شاريت. الخطوة الايجابية الوحيدة التي اتخذها كانت قانون التأمين الصحي الوطني. كان هذا قانونا وضع اسرائيل في احد الاماكن الاولى في العالم في جودة الجهاز الصحي. لولا ايهود باراك وبنيامين نتنياهو اللذان اجتهدا، ويجتهدان لتخريب الدفعات التي تستند الى المرضى – لفازت اسرائيل بالمدالية.

في كل ما تبقى رابين افسد الامور. قبل بضعة اشهر من اغتياله اعترف رابين بانه اخطأ شديد الخطأ في اتفاق اوسلو. ليس بـ "التنازلات الزائدة" كما ادعى تجاهه معارضوه من اليمين، اخطأ بالمفهوم الذي بموجبه تعقد اتفاقات انتقالية حين لا يعرف احد الى أين تؤدي. رابين، بتوصية شمعون بيرس أخاف اغلاق كل اطراف النزاع، استغل ضعف م.ت.ف وانتج اتفاقا خضع فيه الفلسطينيون لعدم قدرة اسرائيل على الموافقة على حدودها الشرقية، على عدم المساواة في العلاقات الاقتصادية وعلى الرغبة الطيبة لاسرائيل – التي لم تكن ابدا – للوصول الى تسوية دائمة.

ولكن الضرر الاكبر الذي ألحقه كان في المجال الاجتماعي. رابين جاء الى السياسة من الجيش. ثقافته الاجتماعية – الاقتصادية تلقاها في واشنطن حين شغل هناك منصب السفير. هناك "تحمس" للنموذج الاجتماعي الامريكي، الذي التكافل المتبادل منبوذ فيه.كل واحد فيه يهتم بنفسه وبرفاهه الخاص. هناك صاحب المال، "المستثمر"، هو من يتصدر الابداع الاقتصادي. اما اتحادات العمال هناك فهي المزعج الذي ينبغي التخلص منه.

التعبير الابرز لرابين الاجتماعي كان في ضريبة الدخل. تحت ضغط وزير ماليته، وهذا لم يكن بسيطا، وافق رابين على الاخذ بذلك. حتى ذلك الحين كانت ارباح المال في البورصة معفية من الضريبة. وقد انضجت الخطوة في ظل المعارضة الشديدة من النخبة الاقتصادية التي تمتع رابين جدا من قضاء الوقت معها، الاحتفال معها، الشرب معها، وان يكون معها. عندما ذات يوم سافر لزيارة الى الصين أخذ معه ممثلي النخبة – اليوم يسمونهم كبار رجالات المال – وسمح لهم بعرقلة العرض.

رابين كان رئيس الوزراء الاول لحزب العمل الذي هجر خطاب اليسار. اليوم سهل جدا لهم أن يكونوا في حكومة يمينية وذلك لان العمل فقد كل ذكر حتى للكلمات. ايهود باراك سيحدث شبه فضيحة من تسريح الولاء للدولة اليهودية ولكن لا يوجد لديه، ولدى وزير الرفاه اسحق هيرتسوغ أي بارقة تردد بالنسبة لتوزيع الدخل الوطني الذي يصبح غير متساوٍ أكثر فأكثر مع تقدم السنين.

نحن نتذكر اسحق رابين ليس بسبب افعاله بل بسبب فعلة يغئال عمير. اذا كان لرابين إرث فانه النقيض التام لحزب العمل، الذي جعله يشبه تماما الليكود وكديما (الذي ليس سوى ليكود متخفٍ). ولكن رابين لم يخترع شيئا. كان ليكوديا في روحه حتى عندما ارتدى قميصا أزرق. ونجح في أن ينتخب من جديد في 1992 فقط لان مصوتيه شخصوا فيه رجلا يمينيا، يعرف كيف يحطم عظام العرب.

ثمة شيء رمزي في الاصرار على مكان صورة رابين في غرفة مكتظة في مبنى الكنيست. محبو "إرث رابين" هم محبو اليمين. ولكن ليس لطيفا لهم الاعتراف عندما تضرب فيلف بذلك وجوههم ضمنا. عندها فانهم يشوشون لنا العقل وكأن رابين كان شيئا مختلفا عن جمعية محبي الليكود، الذي هو اسم وجوهر حزب العمل