خبر في مسألة الدولة اليهودية .. معاريف

الساعة 08:54 ص|20 أكتوبر 2010

بقلم: ليمور سمميان دراش

(المضمون: معارضة دولة الشعب اليهودي تقوم على رفض شرعية الدين اليهودي. يشارك في هذا الرأي ممثلون عن اليسار الاسرائيلي ايضا - المصدر).

بدأت معارضة قانون المواطنة مع رواية ديمقراطية هي عدم فرض الولاء لنظام الحكم، لكننا اذا أصغينا جيدا لدعاوى معارضي القانون في اسرائيل، بانت لنا صورة مقلقة. أُدخل نقاش مباديء الديمقراطية، من الباب الخلفي مسألة يهودية الدولة. وبيّن النادبون أن الاعتراف بيهوديتها يبلغ حد محاولة جعلنا دولة يهودية وهذا خطر. وظهرت رسائل مشابهة في الاستعراض العالمي ايضا.

ظهرت في الصحيفة الاسبوعية الالمانية "دي تسايت" صورة حريدي في شرفة بيته ينظر الى جمهور حريدي تحته. وعلى هذه الخلفية تم تفسير تغيير القانون. في هذا السياق، يفترض القاريء من العامة أن دولة اسرائيل تحاول إلزام مواطنيها الاعتراف بدولة دينية – يهودية. وظهر ادراك مشابه ايضا في صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث تبّلوا استعراض القانون بكلام قاضي المحكمة العليا المتقاعد الزعبي، الذي قال: "ستكون دولتان أرى أنهما عنصريتان: ايران التي هي دولة اسلامية، واسرائيل التي هي دولة يهودية".

يُساوق هذا النقاش معارضة الفلسطينيين الاعتراف بدولة اسرائيل على أنها دولة يهودية. لا تُعرض يهودية اسرائيل على أنها مسألة قومية بل على أنها محاولة خلاصية لانشاء دولة دينية – يهودية تشبه الاسلامية أو النصرانية. قالت حنان عشراوي مثلا انها لا تفهم رغبتنا في انشاء دولة يهودية. فهي خلافا لنا، غير معنية بانشاء دولة اسلامية للفلسطينيين.

في تاريخ معاداة السامية تم بحث الانتقال من معاداة السامية التقليدية للدين اليهودي، الى معاداة السامية الحديثة للشعب اليهودي. يبدو اليوم أن طريق سلب التدين اليهودي شرعيته يؤسس لمعارضة دولة قومية يهودية. وهكذا فان ما كان بمنزلة معاداة اليهودية أصبح معاداة للصهيونية. فالعداء قبل للدين وبعد ذلك للشعب، كما في التاريخ.

يأوي الى جناحي الجهل والتحريض ممثلون من اليسار الاسرائيلي ايضا. فقد قال يورام كنيوك في معارضته لقانون المواطنة: "لا يستطيع الدين في أصله أن يكون ديمقراطيا.. اذا كانت يهودية فهي غير ديمقراطية بل دينية". وأضاف: "لم تعد اسرائيل المؤسسين موجودة. يجب علينا اليوم أن نولد لأم يهودية أو أن نتهود بحسب الشريعة لنصبح جزءا من الشعب". بعبارة اخرى، أصبحت دولة اليهود دولة شريعة يهودية.

وورد في المقالة الأخيرة للبروفيسور شتيرنهل في صحيفة "هآرتس": "من اجل تهيئة القلوب لسيطرة اليهود وحدهم على سكان البلاد جميعا يجب التمسك بالمبدأ التفريقي. وما هو أكثر تفريقا من التاريخ والدين؟.. الدولة اليهودية والديمقراطية هي يهودية قبل كل شيء، واذا ضُمن فقط ألا يكون صدام بين هويتها القبلية – الدينية وحاجات السلطة اليهودية وبين قيم الديمقراطية، فانها تستطيع أن تكون ديمقراطية ايضا".

زعم كثيرون في المدة الأخيرة بدء نضال جديد، لم يعد بين اليمين واليسار، بل بين الصهاينة ومعادي الصهيونية. ويتبيّن رويدا رويدا أن قضية أساسية جدا أصبحت في المركز ألا وهي الاعتراض على شرعية اليهودية كديانة وكقومية بناءا على ذلك ايضا. يوجد من يحاولون بواسطة رواية معادية للدين، إقناعنا وإقناع العالم بعدم شرعية الدولة اليهودية، وبهذا فانهم لا يقوضون شرعية الدين اليهودي فقط، بل يلغون وعلى نحو غير مباشر، حق الشعب اليهودي في دولة كما اعترف بها القانون الدولي. عندما تصدر هذه الدعاوى عن اليسار الاسرائيلي، فكيف نشكو الجهل أو التحريض في سائر العالم؟.