خبر هي كفارتهم.. يديعوت أحرونوت

الساعة 08:53 ص|20 أكتوبر 2010

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: يجب التمييز بين الجمهور الديني – اليميني الذي أراد ان يدير صراعا مشروعا تماما ضد اتفاق اوسلو وضد حكومة رابين، وبين الحاخامين والسياسيين الذين جعلوا هذا الصراع عنيفا، منفلت العقال وسائبا، وادخلوا الدولة في حالة من الفوضى. هم لم يخططوا للقتل ولكنهم خلقوا الاجواء التي سوغته - المصدر).

النبأ (الممتاز) الذي نشره مراسل "يديعوت احرونوت" عكيفا نوفيك" يوم الجمعة عن طلب شخصيات من الجمهور الديني – اليميني السماح لمرغليت هار شيفي باعادة المحاكمة، فتح شقا نحو حوار جماهيري كبت على مدى 15 سنة. معظم الاسرائيليين عقبوا على النبأ بعدم ارتياح: من السهل تفهمهم. رغم ذلك، يمكن أن نرى في هذا الطلب فرصة ايضا.

أبوا هار شيفي، اللذان تحدثا باسمها، ادعيا بان ليس لها أي مصلحة في اعادة الانشغال في القضية. فهي لا تؤمن بالجهاز القضائي، وهي تمقت وسائل الاعلام. وكل رغبتها هي يدعوها وشأنها. وقالت أمها: "هي غير مستعدة لان تجتاز هذا مرة اخرى، حتى بثمن احتمال تبرئتها".

اذا كانت المدانة لا تريد، وأبواها لا يريدان، فكيف برزت فجأة المبادرة لاعادة فتح ملف اغتيال رابين؟ الجواب غير معقد على نحو خاص، وهو يوجد على مسافة خطوة من منزل عائلة هار شيفي في مستوطنة بيت ايل، في بيوت حاخامي ومتفرغي عصبة متطرفة، متعالية، اصولية – قومية، نفوذها على جمهور المستوطنين لا بأس به.

وضمن عصبة بيت ايل تعد الحاخامة شولميت ميلميد، زوجة الحاخام زلمان ميلميد، وابناؤهما واصهارهما، والفاعلون باسميهما في الكنيست اوري ارئيل، والكاتبة امونة الون وزوجها، النائب السابق بيني الون وآخرون. بعضهم اقرباء لهار شيفي. الذخر البارز لهذه العصبة هو موقع الانترنت (اذاعة القرصنة السابقة) القناة 7، وكذا السيطرة على مؤسسات دينية في المستوطنات، بينها مدرسة التسوية الدائمة في هار براخا، التي حاخامها اليعيزر ميلميد، ابن الذوات، دعا طلابه الى رفض الخدمة.

القناة 7، قناتهم، اختارت إحياء يوم الذكرى لاغتيال رابين بدعوة مستمعيها الى طرح نظرياتهم عن هوية القاتل الحقيقي او مرسليه. المؤامرة، هي الكلمة التي يحبونها. "مكور ريشون" الصحيفة التي تخضع لنفوذهم، نشرت يوم الجمعة تقريرا يمدح عبادة الظلم الذي احيق زعما بمرغليت هار شيفي. وكل ذلك يدخل في نطاق حملة واحدة هدفها واضح: جعل اغتيال رئيس الوزراء طبيعيا. تحويله الى أمر تافه، بسيط، هامشي. ليس المغدور هو الضحية بل امرأة سر القاتل، هي درايفوس وهما اميل زولا.

أمس أجرى يرون ديكل مقابلة في الشبكة ب مع بنينا غاي، التي كانت المدعية العامة في المحكمة. وقد طرحت سلسلة من الحقائق ثقيلة الوزن، التي أشارت الى ذنب هار شيفي. ومع ذلك، فكل انسان معقول يفهم بان المادة التي ادينت عليها هار شيفي عدم منع الجريمة، اشكالية. مشكوك فيه اذا كان في توقيت آخر، أو في أعقاب قتل آخر، كانت ستقدم الى المحاكمة، مشكوك اذا كانوا سيحكمونها بالسجن. هذا الشك قائم في حالات عديدة.

الحقيقة هي، مثلما يعترف اولئك الذين شاركوا في التحقيق أن الحاخامين مذنبون أكثر منها بكثير. فقد كانت هي كفارتهم.

وأنا أقول، بالعكس. فلتكن اعادة للمحاكمة. ليس فقط لمرغليت هار شيفي بل لكل من كان مشاركا في التحريض الذي سبق الاغتيال. صحيح أن يغئال عمير قتل وحده ولكن فقط الغبي يعتقد بانه عمل من فراغ. وليصعد الى منصة الشهود الحاخامون، الحاخام ليئور والحاخام لفينغر من كريات أربع وزملائهما، بينهم العصبة كثيرة النشاط من بيت ايل. وليرووا ما قاله، وما روجوا له. وليصعد الى المنصة السياسيون من ميدان صهيون، بينهم اوري ارئيل اياه، منظم المظاهرة الفظيعة تلك.

يجب التمييز بين الجمهور الديني – اليميني الذي أراد ان يدير صراعا مشروعا تماما ضد اتفاق اوسلو وضد حكومة رابين، وبين الحاخامين والسياسيين الذين جعلوا هذا الصراع عنيفا، منفلت العقال وسائبا، وادخلوا الدولة في حالة من الفوضى. هم لم يخططوا للقتل ولكنهم خلقوا الاجواء التي سوغته.

في 1995 خاف شمعون بيرس من اليمين. أراد أن يصالح، أن يعجب، أن يضع قضية الاغتيال خلفه. روح القائد هي التي دفعت كل المنظومة، من المخابرات والشرطة وحتى لجنة التحقيق برئاسة القاضي شمغر الى تخفيض النار. لعله لم يكن مفر من ذلك في تلك الفترة، أما الان، عندما يطلب أُناس محترمون جدا هذا، ويطلبونه بشكل لطيف جدا، فلماذا لا؟