خبر زيت الزيتون والحصمة والمواشي سلاح المهربين الجديد عبر الأنفاق

الساعة 06:43 ص|20 أكتوبر 2010

زيت الزيتون والحصمة والمواشي سلاح المهربين الجديد عبر الأنفاق

فلسطين اليوم-غزة

بات الزيتون وزيته والحصمة والمواشي سلاح المهربين الجديد في مواجهة تراجع عمليات التهريب وانحسارها، بحيث أعادت السلع المذكورة والتي يعاني قطاع غزة شحاً كبيراً فيها النشاط جزئياً لعدد من الأنفاق المتوقفة وزادت من عمليات التهريب عبر المنطقة الحدودية.

الأنفاق التي تعرضت لسلسلة من الضربات كان آخرها التسهيلات الإسرائيلية على المعابر والسماح لعدد كبير من السلع بالدخول للقطاع، بات مالكوها يبحثون عن سلع وأصناف جديدة من البضائع يعاني القطاع شحاً فيها لتهريبها بهدف كسب المال.

تهريب الزيتون وزيته

تحول الزيتون وزيته اللذان يعاني القطاع شحا كبيرا فيهما بسبب ضعف الإنتاج هذا العام والعراقيل الإسرائيلية التي توضع أمام نقل الزيتون من الضفة الغربية إلى قطاع غزة إلى سلعتين تحظيان بطلب متزايد، ما دفع مالكي الأنفاق لتهريبهما بكثرة.

يقول الشاب سامي جبر وكان ينقل كمية من الزيتون عبر مركبة نقل صغيرة إن النفق الذي يعمل فيه يهرب الزيتون والزيت منذ أكثر من أسبوعين، موضحاً أنه وزملاءه يقومون بنقل كميات من الزيتون وجالونات الزيت من الجانب المصري إلى القطاع.

وأوضح أن مالك النفق استدعى عدداً من العمال للعمل مجدداً بعد أن كان قلص العمل، لافتاً إلى أن العديد من الأنفاق بدأت تهريب الزيتون والزيت خلال الفترة الماضية.

أما سائق الشاحنة محمود ماضي فأكد أن معظم الزيتون الذي يتم تهريبه عبر الأنفاق ينقل مباشرة إلى معاصر الزيت بغية عصره، لافتاً إلى أن القليل منه يورد إلى السوق لبيعه نظراً لأن الزيتون المصري أقل جودة من المتواجد في القطاع.

المواشي سلعة موسمية

وسعى مالكو بعض الأنفاق إلى إنعاش أنفاقهم بسلع غير الزيتون وزيته، فتنبهوا لاقتراب عيد الأضحى وشح المواشي في القطاع خاصة الخراف والماعز التي يواصل الاحتلال منع إدخالها للقطاع، وبدأوا بتهريبها بكثرة.

ويشير “أبو أحمد” أحد العاملين في الأنفاق ومجال التهريب إلى أن تهريب الماعز والخراف يعتبر من التهريب الموسمي الذي يتزايد مع اقتراب عيد الأضحى، لافتاً إلى أن العديد من مالكي الأنفاق جهزوا أنفاقهم وأجروا عليها بعض التعديلات لتسهيل تهريب المواشي.

ونوه إلى أن تجاراً ومالكي أنفاق عقدوا صفقات كبيرة لشراء الماعز والخراف مع تجار مصريين ويواصلون نقلها عبر الأنفاق إلى القطاع، موضحاً أن بعض الأنواع من المواشي تم جلبها من السودان وليبيا خصيصاً للقطاع.

ورغم تزايد تهريب المواشي مؤخراً، إلا أن “أبو أحمد” أكد أنه أقل مما كان عليه العام الماضي، مرجعاً ذلك إلى سماح إسرائيل بإدخال كميات أكبر من الأبقار، وكذلك الحملات المصرية المشددة في الجانب الآخر التي تجعل التجار أكثر تردداً في شراء الماشية خشية ضبطها ومصادرتها.

الحصمة بديل قسري

ولم تكن الحصمة رغم ثقل وزنها وتجنب مالكي الأنفاق تهريبها لفترات طويلة بعيدة عن نشاط الأنفاق في الآونة الأخيرة، فقد لجأ العديد من المهربين إلى تهريبها ونقلها بواسطة شوالات بعد العجز الكبير الذي بدأ يعاني منه القطاع في تلك السلعة وارتفاع أسعارها على نحو غير مسبوق.

يشير بعض الشبان العاملين في الأنفاق إلى أن معظم الأنفاق المتخصصة في نقل وتهريب الاسمنت أدخلت الحصمة بعد تراجع تهريب الاسمنت وانخفاض ثمنه.

وأوضح أحد عمال الأنفاق أن نقل الحصمة أمر بالغ الصعوبة نظراً لثقل وزنها وتمزق الشوالات التي توضع بها بسبب بروزها إلى الخارج، موضحا أن ثمة طرقاً مستحدثة لتهريبها أبرزها وضعها في حاويات بلاستيكية مصنعة تجرها ماكينات سحب “بايلات”.

وبين أن ثمة تفكيراً وبحثاً عن طرق مبتكرة تسرع عمليات التهريب وتزيد كمياتها.

يذكر أن منطقة الشريط الحدودي الواقعة إلى الجنوب من محافظة رفح والبالغ طولها حوالي 13 كيلومتراً تعد مسرحاً لأنفاق التهريب التي تربط قطاع غزة بالأراضي المصرية.

ومر العمل في الأنفاق خلال السنوات الماضية بفترات مد وجزر، فكانت فترات ذهبية للأنفاق خاصة الفترة التي سبقت الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية حيث كانت الأنفاق تدخل معظم السلع والحاجيات الأساسية، غير أن هذا الدور بدأ بتراجع تدريجياً بعد الضغوط الدولية التي مورست على إسرائيل عقب مهاجمتها قافلة سفن لمتضامنين أجانب وأتراك وقتل عدد منهم، ما اضطرها لتخفيف الحصار وإدخال أنواع جديدة من السلع القطاع.