خبر المقاومة والدعاية المضادة ..مصطفى إبراهيم

الساعة 06:39 ص|20 أكتوبر 2010

المقاومة والدعاية المضادة  ..مصطفى إبراهيم

مع انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2008، 2009، دار حديث في إسرائيل حول ضرورة وقف تسلح حماس، وقبل حلول الذكرى السنوية للعدوان بدؤا التخطيط  لاستكمال مهمتهم التي لم تنته بالقضاء على حماس والمقاومة، ومنذ فترة غير قصيرة صعدت إسرائيل وقادتها من حدة تصريحاتها لن يكون آخرها رئيس الوزراء نتنياهو حول قوة حماس العسكرية وامتلاكها أسلحة متطورة وقدرتها على الوصول إلى المدن الإسرائيلية، وامتلاكها صواريخ مضادة للطائرات.

إسرائيل تتحدث يومياً عن مواصلة تسلح حماس، وامتلاكها أسلحة نوعية لمقاومة للدبابات وللطائرات، وهم يستعدون ويتدربون على وسائل القتال الحديثة ويعملون على حفر الأنفاق للتخفي وتخزين الأسلحة.

هدف الحكومة الإسرائيلية السابقة من العدوان على قطاع غزة كان سياسياً من أجل تقوية السلطة في رام الله، وفرض تسوية سياسية مهينة ومذلة، والتطبيع مع الدول العربية، أما حكومة نتانياهو اليمينية الحالية فلا يهمها السلام ولا يهمها سوى الأمن.

كما كان هدف إسرائيل المعلن من العدوان على قطاع غزة أمام المجتمع الدولي خاصة حلفائها الأوربيين، هو الدفاع عن أمنها ضد صواريخ حماس، وتوجيه ضربة لحكومتها، بحيث لا تتجرا هي وغيرها من فصائل المقاومة على التفكير في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

ولم تتمكن حماس ولا غيرها من فصائل المقاومة من إيقاع خسائر نوعية وحقيقة  في صفوف جنود جيش الاحتلال، جراء قوة النيران والأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً والتي استهدفت المدنيين بالأساس.

الحكومة الإسرائيلية لم تتوقف عن الحديث عن قدرات حماس العسكرية وتضخيمها، وذلك لأهداف سياسية تهدف من خلالها إلى تجهيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتهيئتها في حال شنت عدوان جديد على القطاع، و لحرف الأنظار في الساحة الإسرائيلية عن فشلها في تحرير الجندي المختطف جلعاد شاليت، وكذلك تعزيز موقفها من استمرار فرض الحصار السياسي على قطاع غزة، وكسب تأييد حلفائها الغربيين المؤيدين لها، والإعلان عن القطاع بأنه يمثل قاعدة إيرانية متقدمة على حدود إسرائيل، ما يشكل خطراً استراتيجياً يهدد أمنها، ويظهر الفلسطينيين على أنهم المعتدين من خلال امتلاكهم الأسلحة المتطورة.

كل ذلك يجري وطرفا الصراع  مختلفان، ولم  يتفقا على مكان لعقد جلسة الحوار التي كانت منتظرة ولم يعلق الفلسطينيين عليها الآمال، وبعض الفلسطينيين يتحدثون عن إمكانات المقاومة الخارقة وتصويرها على أنها دولة متقدمة ولديها جيش جرار متقدم ويمتلك المعدات والتكنولوجيا، ولديها من مصانع الأسلحة المتطورة بجميع أنواعها، وتخزينها استعدادا للمعركة الفاصلة من أجل القضاء على إسرائيل، وان المعركة لن تكون نزهة لجنود الاحتلال الذين سيكبدوا خسائر فادحة وغير مسبوقة.

الدعاية الإسرائيلية حول قوة المقاومة خاصة حركة حماس وتضخيم قدراتها العسكرية وامتلاكها أسلحة متطورة تأتي ضمن الدعاية الإسرائيلية لتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة وإملاء شروطها ضد الفلسطينيين.

في المقابل فالدعاية الفلسطينية خاصة من المقاومة أو أولئك الذين يتساوقوا مع الدعاية الإسرائيلية بقصد أو من دون قصد بتضخيم قدرات المقاومة وإظهارها بتلك القوة، وإظهار المقاومة والفلسطينيين هم المعتدين على المدنيين الآمنين في ودولة الاحتلال. هؤلاء عليهم أن يعملوا على فضح دولة الاحتلال الإسرائيلي ونواياها العدوانية، وجرائمها المستمرة المرتكبة بحق الفلسطينيين المدنيين، وفضح تصريحات المسؤولين في دولة الاحتلال حول تفادي أي تحقيق دولي على غرار تحقيق لجنة غولدستون، في العدوان القادم على القطاع، وفضح المتورطين في استمرار الانقسام والحصار.

المسؤولون الإسرائيليون يقولون أنهم جاهزون لكل الاحتمالات، وهم أجروا تقييماً واسعاً واخذوا العبر من أخطائهم، فهل نحن جاهزون لكل الاحتمالات؟ وهل لدينا القدرة على صد العدوان، ونحن بهذه الحالة الرثة من الانقسام والخلاف، والاعتداءات الخطيرة على حقوق الإنسان والحريات العامة والشخصية، وعدم اخذ العبر من العدوان الماضي وما رافقه من تأكل في الجبهة الداخلية المستمرة في التآكل؟ وهل نحن مستعدون للاستمرار في معركة غولدستون وملاحقة مجرمي الحرب من قادة دولة الاحتلال، والبدء بحملة دعاية مضادة توضح عدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال بوسائل النضال المشروعة.