خبر حقيقة علمية: عقب السيجارة لا يضرم نارا

الساعة 07:45 م|19 أكتوبر 2010

حقيقة علمية: عقب السيجارة لا يضرم نارا

فلسطين اليوم – وكالات

شاعت بين الناس في عالم الفيزياء حتى أصبحت شبه بديهيات رغم أنها لا أساس لها من الصحة حسب توضيحاته في كتابه "سحر الفيزياء" الذي نشرته مؤخرا دار "رورورو" الألمانية للنشر.

 

ومما ذكره دروسر في محاولته تصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة الشائعة بين الناس عدم حدوث أصوات مدوية عند انفجار السفن الفضائية وعدم ارتماء الضحايا لمسافة عدة أمتار بسبب تعرضهم لطلقات رصاص وعدم حدوث حريق مروع بسبب رمي عقب سيجارة في بقعة نفطية لزجة.

 

وبذلك فإن دروسر الذي يرأس القسم العلمي بصحيفة "دي تسايت" الأسبوعية سلب الكثير من مشاهد الإثارة السينمائية متعتها بعد أن كشف أن المعلومات التي تتضمنها هذه المشاهد لا تتماشى مع الحقيقة.

 

فعلى سبيل المثال ليس هناك حسب دروسر وسط لانتقال الصوت في الفضاء مما يعني عدم وجود أصوات أو هزات في الفضاء.

 

وقال دروسر إنه وحسب مبدأ نيوتن الخاص بالفعل ورد الفعل فإنه لا يمكن أن تحدث طلقة ارتجاجا أكبر من ردة الفعل التي يشعر بها القناص الذي يطلق هذه الطلقة والذي يبدو غالبا هادئا عقب تصويب الطلقة على ضحيته في أفلام الإثارة السينمائية، فإذا لم ترم الطلقة بالقناص إلى الخلف لدى إطلاقه إياها فإن ذلك يعني أنها غير قادرة على حمل الضحية عدة أمتار.

 

كما أكد الصحفي الألماني أن وهج عقب السيجارة لا يكفي لإضرام النار في بقعة صغيرة من البنزين.

 

ورأى دروسر الذي يكتب عمودا منتظما بعنوان "هل صحيح أن؟" في صحيفة "دي تسايت" وفي الإذاعة ويجيب من خلاله على العديد من القضايا اليومية التي تشغل بال القراء أن مثل هذه الأخطاء التي ترتكب في تصوير الأعمال الفنية واسعة الانتشار وأن من بينها ما يؤدي إلى وقوع ضحايا بشرية مثل خطأ الاعتقاد بأن السيارة التي اشتعلت فيها النيران أو سقطت من منحدر سرعان ما تنفجر "مما يدفع بأصحاب المعلومات الخاطئة التي استقوها من الأفلام إلى التخلي عن محاولة تخليص المصابين داخل السيارات خوفا من أن تنفجر السيارة أثناء هذه المحاولة".

 

وقال دروسر إن عددا قليلا جدا من السيارات هي التي تنفجر بعد اندلاع النيران بها "وثانيا فإن السيارات المحترقة لا تنفجر".

 

وحاول دروسر في كتابه الذي يتضمن 14 فصلا ويعتبر حلقة أخرى من كتابه السابق "سحر الرياضيات" الكشف عن عدد من الألغاز التي تحيط بالإنسان في حياته اليومية.

 

فهل من الصحيح مثلا أن اتجاه دوامة المياه في أحد أحواض الاستحمام يختلف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية عنه في النصف الجنوبي؟ ومن الأسرع عندما ينحدر من أعلى الجبل بزلاجته بشكل مستقيم وفي ظل نفس الشروط، الأب أم ابنه الفتى؟

 

ويوضح دروسر الذي توجته مجلة "ميديوم" الألمانية عام 2005 أفضل صحفي علمي في ألمانيا سبب تفوق الأب في السرعة في هذا الموقف ويوضح العديد من ألغاز حياتنا اليومية مستخدما الكثير من المقارنات البسيطة والمنطقية.

 

ويطرح دروسر في نهاية كل فصل على قرائه أسئلة محيرة ومفاجئة في الوقت ذاته.

 

ومن بين المعلومات الغريبة التي يسوقها دورسر في نهاية كل فصل من فصول كتابه أنه من بين ألف طفل يعيشون حاليا في العالم فإن 50% فقط هم الذي سيظلون على قيد الحياة خلال 80 عاما من الناحية الإحصائية وهي نفس الفترة التي تحتاجها نصف مادة مشعة للتحلل من الناحية الفرضية.

 

وكيف يبدو شكل النسبة المتبقية في أوقات مختلفة؟ هنا يحتاج قارئ كتاب دروسر الذي يشمل معلومات فيزيائية قيمة للمهتمين بالعلوم إلى قدر مناسب من فهم الفيزياء ليستطيع استيعاب التوضيحات التي يسوقها مؤلفه.