خبر حان وقت المواجهة- معاريف

الساعة 10:59 ص|19 أكتوبر 2010

 

حان وقت المواجهة- معاريف

بقلم: بن درور - يميني

نُشر في المدة الاخيرة خبران منفصلان، غير أنهما يتصل بعضهما ببعض. اسرائيل هي الدولة ذات أكبر الفروق بين دول الاتحاد الاوروبي. ومدخولات الخمسية العليا أعلى بـ 7.5 ضعف من مدخولات الخمسية السفلى، قياسا بـ 4.9 ضعف في دول الاتحاد. ليس هذا شرفا كبيرا. بحسب بحث قام به معهد طؤوف، نسبة بطالة الرجال في الوسط الحريدي 65 في المائة، قياسا بـ 8 في المائة عند سائر الرجال. والمعطى الأعظم معنى هو أن بطالة الرجال في الوسط الحريدي قد زادت في غضون ثلاثة عقود من 21 في المائة الى 65 في المائة.

ماذا حدث في هذه العقود الثلاثة؟ زاد الحريديون قوتهم السياسية. وأخذت اجهزة التربية الحريدية في الاتساع. وفازوا بميزانيات اخرى من الدولة. وكلما كبر جهاز التربية الحريدي زاد عدد الطفيليين في اسرائيل. وزادت كذلك الميزانية لـ "الرجال المتدينين المتعلمين"، ولم يساعد قانون طال ايضا. فقد أخذت أنماط البطالة تستقر فقط، ومع الطعام تأتي الشهوة. نضيف الى هذا حقيقة أن جميع محاولات تطبيق دراسات جوهرية على جهاز التربية الحريدي تلقى جدرانا صماء. في بداية هذا الاسبوع فقط اجتمع كبار الوسط الحريدي ليُبيّنوا أن دراسة الموضوعات الجوهرية هي بمنزلة "حكم ظالم". لن يوافقوا. ونعلم سلفا ايضا انهم سينتصرون في هذا النضال. فلن يدرسوا الموضوعات الجوهرية، وسيجندون عددا أكبر من الطلاب من عائلات غير حريدية ويحصلون على ميزانيات أكبر ايضا. هذا ما حدث في العقود الثلاثة الأخيرة. حلقة مغلقة.

إن الحريديين اليوم نحو من 10 في المائة من السكان، لكن قوتهم في الكنيست أكبر لأن أكثر مصوتي شاس ليسوا حريديين، لكن جميع نواب الكنيست من شاس من الحريديين. وسيزداد هذا فقط لأنه يوجد في الفصول الدراسية الاولى 78 ألف طالب في التربية الرسمية و26 ألفا في الوسط الحريدي – أي 25 في المائة. وعلى هذا يوجد شيء واحد مضمون وهو أنه بغير تغيير مفرط للاتجاه، ستأخذ نسب الفقر في الازدياد فقط. إن اسرائيل اليوم قد أصبحت بحسب مقاييس الفقر والعمل بين العالم الحر والعالم الثالث. والقوة الحريدية التي أخذت تزداد تضمن تدهورها الى العالم الثالث. إن جميع المعطيات عن الاقتصاد الاسرائيلي القوي والزاهي والمتجاوز للأزمات لن تصمد لمسارات بعيدة الأمد.

صحيح، ليس الوسط الحريدي وحده الذي يُسهم في الوضع المعوج. ففي الوسط العربي عامة، وبين النساء خاصة، نسب عالية من عدم العمل بسبب التأليف بين التمييز والثقافة. بيد أنه يوجد في الوسط العربي استعداد للعمل والاتجاه معاكس في الوسط الحريدي، فثمة طلب يزداد للميزانيات من اجل تعزيز التطفل، مع معارضة كل خطوة حقيقية تُغير الاتجاه.

يجب أن نضيف المفهوم من تلقاء نفسه وهو أن ليس الحديث عن جميع الرجال الحريديين. فكثير منهم، 35 في المائة، يعملون ويُبدعون ويُسهمون. وهم يبرهنون على أنه يمكن أن تكون حريديا وأن تكون مشاركا ومبدعا ايضا. وهكذا الحال ايضا في فرنسا والولايات المتحدة. فثمة التوراة والعمل ايضا لكن لا في اسرائيل، حيث الاتجاه معاكس. والتطرف يسود الواقع. حتى لو زادت نسبة الحريديين الذين يشاركون في دائرة العمل في العقد الأخير، فانها ستُبتلع تماما في وجه المعطيات عن زيادة نسب الحريديين.

لن يساعد أي دواء تسكين من التأهيل المهني للنساء الحريديات أو مسار أكاديمي للحريديين في أحد المعاهد. فهذه المشروعات لا تدغدغ الاتجاه. من اجل تغيير الاتجاه، توجد حاجة الى تغيير سياسي وهو الكف عن الخضوع للقيادة الحريدية. اذا أعطوا فسيأخذون واذا لم يعطوا فلن يأخذوا. وألا توجد بعد ميزانيات زائدة ولا إعفاء من التعليم الجوهري. ولا مخصصات اخرى لتشجيع التطفل. ولا إعفاء من الخدمة العسكرية والمدنية والجماهيرية والوطنية بعد.

توجد اليوم أكثرية رسمية سياسية من اجل تحقيق المصلحة الوطنية. غير أن اسرائيل ليست ديمقراطية. اسرائيل هي حكم الأقلية. فالأقلية تحكم وتُملي على الأكثرية. ومن طبيعة المسارات الزاحفة أنها لا تثير الاحتجاج الجماهيري المطلوب من اجل التغيير. اذا لم يقف هذا المسار فان الجهاز السياسي سيدهور اسرائيل الى كارثة وطنية، على علم.