خبر مزارعو التوت الأرضي يواصلون عملهم وسط أجواء من التفاؤل بنجاح الموسم

الساعة 06:46 ص|19 أكتوبر 2010

مزارعو التوت الأرضي يواصلون عملهم وسط أجواء من التفاؤل بنجاح الموسم

فلسطين اليوم-غزة

يشعر المزارع جميل أبو حميدة (48 عاماً) بنوع من الراحة النفسية وهو يعتني بأشتال التوت الأرضي في مزرعته القريبة من الحدود شمال بيت لاهيا، فحالة الهدوء التام تسود تلك المناطق في هذه الأيام مكنته وعشرات من المزارعين من متابعة مزروعاتهم المنتشرة في مساحات واسعة من الأراضي، وسط أجواء من التفاؤل بنجاح الموسم.

ويأمل هؤلاء المزارعون بنجاح موسم التصدير للأسواق الأوروبية في ظل وعود قدمتها شركة جريسكو الإسرائيلية بفتح المعابر أمام منتجات التوت الأرضي.

يقول أبو حميدة إن المنطقة هادئة تماماً، ولا يمكن الحديث سوى عن العمل والزراعة، مشيراً إلى أنه يتوجه إلى مزرعته منذ ساعات الصباح ويعود إلى منزله بعد غياب الشمس.

وأضاف أنه يمتلك أرضاً تبلغ مساحتها عشرة دونمات، زرعها بمحصول التوت الأرضي، ويقضي ساعات طويلة في الاعتناء بمزروعاته أملاً بقرب حصاد ثمارها وبيعها.

ويساعد المواطن أبو حميدة في العمل عدد من أبنائه الفتيان وبعض المزارعين، ما يعزز شعوره بالارتياح، بالإضافة إلى حالة الهدوء التي تسود المناطق الزراعية في بيت لاهيا، بعكس ما واجهه في السنوات السابقة التي كانت تشهد اعتداءات إسرائيلية متواصلة، لاسيما مع بدء زراعة المحصول، لكنه لم يخف تخوفه وقلقه من المستقبل وما تحمله التطورات السياسية القادمة.

وأضاف وهو يشير إلى مزرعته التي شهدت في الأعوام السابقة حملات تجريف وتخريب إسرائيلية أنه في حال تغير الأوضاع الحالية إلى الأسوأ فسوف تدمر المزرعة، خاصة أنها تقع في طريق مرور الدبابات والجرافات.

وقال “بعد نحو شهر ونصف سنبدأ قطف الثمار وجمعها تمهيداً لتصديرها إلى أوروبا، عبر التنسيق مع جمعية غزة التعاونية الزراعية”، متمنياً بقاء حالة الهدوء والسماح بفتح المعابر للتصدير.

ويعلق أبو حميدة آمالا كبيرة على الوعود الإسرائيلية، خاصة أن الجانب الإسرائيلي سمح بإدخال أشتال التوت الأراضي لقطاع غزة هذا العام.

ويُعد المزارع أبو حميدة واحدا من مئات المزارعين الذي يعملون في أراضيهم في ظل ظروف مشابهة، وكذلك المزارع أبو تحسين غبن في الخمسينات من عمره، الذي فضل عدم زراعة كل أرضه بالتوت الأرضي خلافاً للأعوام السابقة، واستبدل زراعة نصفها بأصناف متعددة من الخضروات، قائلا إن زراعة التوت الأرضي تحمل مخاطر كبيرة في ظل الظروف السياسية المتغيرة.

وأقر بأن حالة الهدوء الحالية في العمل ساعدتهم في العمل بحرية واستقرار، لكن المخاوف من تغير الظروف تلازمهم، ولا تغيب احتمالات إغلاق المعابر عنهم، مشيرا إلى أنه فضل زراعة نصف أرضه البالغة ثمانية دونمات بمحصول التوت الأرضي نتيجة تخوفه من إغلاق المعابر ومنع التصدير وبالتالي تكبده خسائر مادية كبيرة.

وقال غبن إنه زرع محاصيل متعددة من الخضروات المستهلكة محلياً، معتبراً أن ذلك أقل ربحاً لكنه أكثر ضماناً في التسويق.

وأجمع مزارعون آخرون على أن الهدوء الذي يعم المناطق الزراعية في بيت لاهيا لم تشهده هذه المناطق منذ عدة سنوات، حيث كانت تتعرض للاجتياح والتوغل.

ويعول هؤلاء المزارعون على سقوط الأمطار في فصل الشتاء لتفادي تكلفة الري، فيما يجتهد آخرون في الحصول على أصناف نادرة من المبيدات الحشرية بأثمان قليلة.