خبر مركز حقوقي: تعذيب شرطة غزة لمواطن أفقده كليتيه

الساعة 02:14 م|17 أكتوبر 2010

مركز حقوقي: تعذيب شرطة غزة لمواطن أفقده كليتيه

فلسطين اليوم: غزة

طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان النيابة العامة بالتحقيق الجدي في ظروف تعرض المواطن نعيم خماش، من سكان مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، للضرب والتعذيب من قبل أفراد الشرطة خلال التحقيق معه، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية ويخشى المركز من أن توقف كليتيه عن العمل ناتجة عن التعذيب.

 

وذكر المركز في بيان له أن مسلحون يرتدون زياً مدنياً أجبروا المواطن نعيم سليمان خماش، 21 عاماً، مساء الأربعاء الماضي، من سكان مدينة دير البلح، على مرافقتهم في سيارة كانوا يستقلونها بالقرب من منطقة أبو هولي جنوب المدينة، وتوقفوا في مقر الشرطة الفلسطينية القريب من مستشفى شهداء الأقصى، واعتدوا على خماش بالضرب قبل أن يقتادوه مرة أخرى بالسيارة إلى مقر شرطة مكافحة المخدرات الواقع بالقرب من بلدية دير البلح، وسط المدينة، حيث استمر اعتقاله حتى مساء اليوم التالي. وقد تعرض خماش للضرب والتعذيب خلال التحقيق معه حول علاقته بأحد أقربائه من المطلوبين للشرطة.

وأفاد خماش للمركز بأن أحد أفراد الشرطة قام بربطه في عامود، وشرع اثنان منهم بشد قدميه باتجاهين معاكسين، ومن ثم قاموا بشبحه من خلال ربط يد إلى الخلف ورفعها إلى أعلى، واعتدوا عليه خلال الشبح بالضرب باستخدام هراوات.

وأضاف أنه شعر بالتعب بعد 6 ساعات من التعذيب، الأمر الذي حذا بأحد أفراد الشرطة بنقله إلى مستشفى شهداء الأقصى، وبعد اجراء الفحوصات الطبية اعادوه الى مركز الشرطة، وأجروا اتصالاً مع والده لاستلامه."

وقد أفاد المواطن سليمان حمدان خماش، 65 عاماً، وهو والد نعيم، "في حوالي الساعة 12:00 من منتصف ليل الخميس/ الجمعة تلقينا اتصالاً هاتفياً من شخص عرف عن نفسه بأنه من شرطة مكافحة المخدرات، وطالبنا بالحضور لاستلام نجلي نعيم. وقد توجهت لمركز الشرطة فوجدت ابني نعيم ملقى على الأرض فقام اثنان من أفراد الشرطة بحمله ووضعه في سيارتي وقمت بالعودة إلى المنزل، وهناك شاهدت تورماً ظاهراً على قدمي ابني ويديه وآثار قيود، وكان يشكو من آلام حادة في أنحاء جسمه. وفي حوالي الساعة 11:00 من صباح يوم السبت الموافق 9 أكتوبر 2010، قمت بنقل نعيم إلى مستشفى شهداء الأقصى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة إلا أن الأطباء قد طلبوا مني العودة في اليوم التالي، فعُدت إلى المنزل. وفي حوالي الساعة 12:00 من منتصف ليل السبت/ الأحد الموافق 10 أكتوبر 2010، تدهورت حالة نعيم الصحية فنقلناه مرة أخرى للمستشفى، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تبين أن كليتي نعيم قد توقفتا عن العمل بسبب تهتك عضلاتهما، فأجروا له غسيل دم ونقلوه إلى قسم العناية المكثفة."

ووفقاً لمتابعة المركز الميدانية فما زال المواطن نعيم خماش يمكث في مستشفى شهداء الأقصى ويقوم الأطباء بإجراء غسيل دم له بين الحين والآخر.

وبحسب مشاهدة باحث المركز فإن علامات قيود وتعذيب ظاهرة على جسد المواطن نعيم خماش.

هذا وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تعرض المواطن نعيم خماش للضرب والتعذيب على أيدي أفراد الشرطة، مطالباً النيابة العامة بفتح تحقيق جدي في هذه الجريمة وملاحقة مقترفيها وتقديمهم للعدالة.

وأشار إلى أن التعذيب محظور بموجب القانون الفلسطيني وأنه يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان التي تكفلها المعايير والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984. ويؤكد المركز أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، وأن مقترفيها لن يفلتوا من العدالة.

ودعا إلى الوقف الفوري لممارسة التعذيب من قبل أفراد الأمن في مراكز التوقيف والاعتقال التابعة للسلطة الفلسطينية.