خبر هذا ليس للبروتوكول- يديعوت

الساعة 10:12 ص|17 أكتوبر 2010

 هذا ليس للبروتوكول- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

عن ونستون تشرتشل، الرجل والاسطورة الذي أنقذ الانسانية من خراب الحرب العالمية الثانية، يروى أن ذات مرة قال: "أنا أعرف ماذا بالضبط سيُكتب عني في كتب التاريخ". كيف تعرف، سألوه. "بسيط جدا: أنا سأكتب كتب التاريخ".

        لقد انكفأت بل وربما نسيت ايضا عاصفة بروتوكولات حرب يوم الغفران التي لم تجدد شيئا ولكنها نجحت في أن تكشف مرة اخرى، حتى نزف الدم، عن جروح كان يخيل أنها التأمت، ومن المهم القول: المؤرخون يميلون الى ايلاء أهمية عليا وحصرية للاوراق، الوثائق في بحوثهم كمصدر لماء الحياة. بدونها ليس لديهم شيء. وثائق، شهادات وبالاساس بروتوكولات (وبروتوكولات حكماء صهيون في العصر الحديث، ايام حروب اليهود، هي ايضا مصدر اهتمام وفضيحة للجمهور الغفير. الدليل: ما حصل قبل اسبوعين عندنا. ليس هناك مثلي من يحب النبش في الجراح القديمة).

        الى أن حصل للموقع أعلاه ان خدم في وظيفة رسمية، فهو ايضا اعتقد بان لا قيمة تقدر للبروتوكولات – في العمل الصحفي ايضا، وليس الاكاديمي وحده. ومثل كثيرين آخرين، كان أسيرا للوثائق.

        وفي الحقيقة، هراء. البروتوكولات ليست دليلا تقريبا على أي شيء، وبالتأكيد ليست اكثر من شهادات الناس وباقي سبل الاقتباس والكتابة. من تجربتي المتواضعة ما كنت لاعتمد – لا على ما هو مكتوب ولا على الكتاب. وكيف يعرف الموقع أعلاه؟ فقد كتب، بيده، ما يكفي من البروتوكولات.

        من حضر ذات مرة مداولات في الحكومة، في الجيش، في مجالس ادارة الشركات التجارية، يعرف ان البروتوكولات في حالات عديدة، لا تعكس، مثلا، الاجواء، التي هي جزء هام من النقاش. كل واحد يعرف أيضا بان في كثير من المرات يقول وزير، لواء أو مدير: "هذا ليس للبروتوكول، لو سمحتم"، والاصبع يرتفع عن القلم او عن لوحة المفاتيح.

        من كتب بروتوكولات يعرف كم مرة سجل او طبع "وهو قال لا"، عندما كان هذا بالاجمال "وهو قال له". وباسم زملاء كثيرين يمكنني أن أعلن – وبالتأكيد عندما لا يكون هناك تسجيل بان كتاب البروتوكولات، وبالاساس تلك التي تسجل باليد (ولا تلتقط تسجيلا)، يميلون الى الاختصار، والقرار ما هو المهم للتاريخ وكيف سيجد هذا تعبيره في البروتوكول – في سطر واحد؟ في تشديد؟ في خفاء تقريبا؟ في شطب للسجلات؟

        فضلا عن العصبة التي درجت على الحديث "ليس للبروتوكولات، لو سمحتم"، تعيش وتتنفس اليوم زعامة سياسية وعسكرية درجت على طلب "شطب" او "تغيير الصيغة" بعد نهاية الجلسة انطلاقا من الفهم بان الاقوال المطبوعة ستصبح جزءا من التاريخ الذي سيصدر الى النور في يوم من الايام. إذن لماذا الندم في يوم النشر، اذا كان ممكنا حل هذا بفعل قبل عدة سنوات.

        سبب آخر لتقلص القيمة الذي طرأ على مكانة البروتوكول: في السنوات الاخيرة تجذرت، ليس فقط عندنا، ثقافة اشخاص وزعماء يتحدثون بالذات كثيرا ويريدون الحديث. اناس "يتحدثون للبروتوكول، بل واحيانا بناءا على بطاقات اعدوها مسبقا. وعندها، بعد أن يكونوا قالوا ما قالوه للبروتوكول، يطلبون لقاءا ثنائيا مع صاحب القرار، ويقولون له رأيهم الحقيقي (وعلى سبيل النزاهة: الكثيرون يفعلون هذا ايضا تخوفا من التسريب المزيف لاقوالهم).

وكعقبى هاكم القصة التالية: ذات يوم، في بداية الانتفاضة الاولى وبعد عملية قتل مثيرة للصدمة، تحمس أحد ألوية الجيش الاسرائيلي في نقاش لدى وزير الدفاع، واقترح الفتك بالعرب. اسحق رابين، الوزير، استمع بانصات شديد لذاك اللواء، وهمهم بسخرية: يجب قتل العرب... يجب قتل العرب، ها؟

        احدى المختزلات الرائعات والقدامى والاسطوريات في وزارة الدفاع (ميتكا؟، عليزا؟ غيلا؟ من كانت في حينه؟) سجلت في البروتوكول: "ي. رابين: يجب قتل العرب". ونسيت الـ "ها؟"، نسيت علامة الاستفهام، لم يتم التوسع في وصف السخرية التي ملأت غرفة الجلسات.

        البروتوكول وصل اليّ، قرأته وفتكت به: شطبت الجملة عن قتل العرب، ولم يعرف أحد بذلك.

        والان وفرت بكلتي يديّ مادة اشعال للفضيحة التالية: قصور البروتوكولات. فظيع حقا، ها؟