خبر ذريعة واسمها أحمدي نجاد -هآرتس

الساعة 10:11 ص|17 أكتوبر 2010

 

ذريعة واسمها أحمدي نجاد -هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: اسرائيل تفضل احصاء الصواريخ التي لدى حزب الله واقتباس احمدي نجاد الذي يعد بأن نهاية الكيان الصهيوني قريبة. نوافذ الفرص عرفت اسرائيل دوما كيف تغلقها بالاشرطة اللاصقة، كي لا تتشقق لا سمح الله - المصدر).

        "كيف تشعر عندما يكون احمدي نجاد موجودا على هذا القرب منك؟" سُئل المزارع من أفيفيم، وكأن القنبلة النووية الايرانية بذاتها وضعت بجوار الحدود اللبنانية. ولكن ليس قُرب احمدي نجاد هو الذي ينبغي أن يقلق المزارع أو من تابع المسرحية. إذ لم يكن في هذه الزيارة أي تهديد جديد، تصريح لم يسبق أن أُطلق من قبل أو ثورة جديدة تهدد بتحطيم لبنان. بنت جبيل، مثل معظم جنوب لبنان، يسيطر عليها منذ سنين حزب الله؛ صور الخميني وخامنئي هي جزء لا يتجزأ من المشهد اللبناني ليس من اليوم؛ المساعدة الايرانية لحزب الله لا تحتاج الى أي "اعتراف" جديد من احمدي نجاد، والحكومة اللبنانية التي لا تهم بالضبط الرئيس الايراني – لا يمكنها أن ترفض زيارته بعد أن استُقبل الرئيس اللبناني ميشيل سليمان باحترام شديد في طهران.

        في ظل غياب تهديدات جديدة كان ينبغي اختراعها من خلال تصنيف الرسائل التي قبعت ظاهرا في المسرحية الهائلة التي نظمها حزب الله للرئيس الايراني: رسالة الى واشنطن لتعرف من يسيطر في لبنان، رسالة مزدوجة لاسرائيل لتفهم بأن ايران تسند حزب الله وحزب الله "سيدافع" عن ايران في حالة تعرضها لهجوم من اسرائيل، رسالة للبنانيين بأن يحذروا من اتهام حزب الله باغتيال رفيق الحريري، رسالة للسنّة، رسالة للشيعة. وباختصار لبنان، الدولة الصغيرة، التي بحد ذاتها عديمة الأهمية الاستراتيجية – لعبت جيدا دور ساحة الملاكمة الاقليمية. ساحة على ظهرها تُدار صراعات استراتيجية شديدة القوة على السيطرة والهيمنة، وبالأساس حرب باردة بين قسم من الدول العربية وبين ايران وحلفائها، بين محور يتمتع بلقب "مؤيد للغرب" ومحور يعتبر مناهض لامريكا – دون أن تشهد هذه التوصيفات بالضرورة على الحقيقة المطلقة.

        ليس للبنان حصرية على ادارة ساحات جس النبض. العراق، فلسطين، اليمن، السودان تعرض خدمات مشابهة على خصوم شديدي القوة، يتنافسون على السيطرة في المنطقة. احمدي نجاد هو الآخر قصد تلك الدول العربية التي تجتهد لصد النفوذ الايراني. في مصر، مثلا، توجت الصحيفة الرسمية "روز اليوسف" زيارته بعنوان "اليوم الذي أصبحت فيه بيروت إمارة شيعية"، أما وزير الخارجية السعودي فقال بحذر "علينا أن ندرس أولا كل نتائج هذه الزيارة".

        وحتى سوريا، التي زارها احمدي نجاد في ايلول، لم تخرج عن طورها لمشاهدة الاستقبال اللبناني. اقوال احمدي نجاد اقتُبست بانتقائية في الصحف السورية، والعناوين الرئيسة يوم الخميس احتلها بالذات النبأ الهام عن زيارة رئيس الوزراء العراقي المنصرف نوري المالكي الى دمشق، بعد نحو سنة من المقاطعة. لبنان لا يزال مجال السيطرة السورية وهي لا تعتزم نقله الى ايران. كما أن هذا "سر النجاح" للحلف بين ايران وسوريا – الفهم بألا تغزو واحدة مجال السيطرة للاخرى.

        في لعبة القوى الهائلة هذه كان يمكن لاسرائيل أن يكون دور أساس. استئناف المفاوضات مع سوريا، بالذات على خلفية زيارة احمدي نجاد، وفي أعقاب تصريح بشار الأسد بأن ايران تؤيد مثل هذه المفاوضات، كفيل بأن يضع ايران أمام معضلة شديدة بالنسبة لعلاقاتها مع سوريا، وأن يضع حزب الله في وضع محرج، حين تُدير الدولة التي يتعلق بها في تواصل وجوده مفاوضات مع ألد أعدائه.

        مفاوضات كهذه لا تضمن بالضرورة قطع العلاقات بين ايران وسوريا، وذلك لأن مصالحهما المشتركة لا ترتبط بعلاقات كل واحدة منهما مع دول اخرى، ولا يعني الأمر أن حزب الله سيضع سلاحه. ولكن اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا سيقلص بقدر كبير التهديد من الحدود الشمالية، ويُحدث معادلة استراتيجية اقليمية جديدة، قد تكون أهم من السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

        ولكن كي يتم تحريك مثل هذه المفاوضات على اسرائيل أن تصرح بأنها تفهم ثمن السلام، أو أي تصريح يقنع الأسد بأنه لن يصبح محمود عباس الثاني. هذا لن يحصل، اسرائيل تفضل احصاء الصواريخ التي لدى حزب الله واقتباس احمدي نجاد الذي يعد بأن نهاية الكيان الصهيوني قريبة. نوافذ الفرص عرفت اسرائيل دوما كيف تغلقها بالاشرطة اللاصقة، كي لا تتشقق لا سمح الله.