خبر تجار الملابس بغزة في انتظار الأمطار أكثر من المزارعين

الساعة 06:31 ص|17 أكتوبر 2010

تجار الملابس بغزة في انتظار الأمطار أكثر من المزارعين

فلسطين اليوم-وكالات

ليس وحدهم المزارعون الذين ينتظرون هطول الأمطار وبرودة الأجواء، إذ هناك شريحة أخرى أكثر احتياجاً للأمطار هي تجار الملابس.

وينتظر هؤلاء التجار بفارغ الصبر برودة الأجواء لإحياء موسم الشراء بعد أكثر من شهر على حالة ركود شديدة يتعرضون لها.

وكدس غالبية التجار كميات كبيرة من الملابس الشتوية اشتروها بعد دخولها من المعابر الحدودية.

وأصابت الأجواء الحارة المستمرة والمتصاعدة التجار بإحباط شديد في ضوء تأخر موسم الشتاء، كما يقول البائع ناصر ربحي صاحب محل في الشارع الأول بحي الشيخ رضوان.

وأوضح ربحي أنه تكبد خسائر جسيمة خلال الشهر الماضي الذي لم يشهد أية حركة تذكر على شراء الملابس بسبب استمرار الأجواء الحارة.

وبيّن ربحي أنه منذ أكثر من ستة أعوام لم يواجه مثل هذا الموسم، مشيراً إلى أنه اشترى ملابس شتوية بعشرات آلاف الشواكل ولا يعرف متى سيبيعها.

واشتكى ربحي، في الثلاثينيات من عمره، من ارتفاع حجم النفقات الثابتة في ظل ارتفاع إيجارات المحل ومصاريف أخرى ما يشكل خسارة كبرى.

ولم يختلف حال الشاب زهير يونس، صاحب محل ملابس، عن حال ربحي، إذ اشترى كميات كبيرة من الملابس الشتوية لمختلف الفئات منذ عدة أسابيع.

وعبّر يونس عن مخاوفه الشديدة من استمرار انعدام الرغبة الشرائية للمواطنين خلال الأسابيع القادمة.

وبيّن أن التاجر الذي ورّد له البضاعة يطالبه بالمبالغ المستحقة عليه، والتي تزيد عن عشرة آلاف شيكل.

وأبدى يونس (29 عاماً) إحباطه الشديد من موجة الحر الأخيرة التي ضربت المنطقة، ودفعت المواطنين للإحجام عن شراء الملابس الشتوية.

أما صاحب بسطة الملابس سامي ظاهر، فيستغل وقته في تصفيف الملابس الشتوية، خصوصا "البيجامات"، بشكل ملفت للنظر، ورغم ذلك لم يفلح في استقطاب الزبائن.

وقال بضحكة تخفي وراءها ضيقاً شديداً إن أوضاعه ساءت كثيراً لضعف الطلب على الشراء بل وانعدامه.

وأكد ظاهر أنه كصاحب بسطة يعتمد على أنواع محدودة في البيع تعينه على مصاريف عائلته المتزايدة، وفي هذه الفترة يعاني من قلة الموارد والدخل بسبب الركود.

وأشار ظاهر، في الثلاثينيات من عمره، إلى أنه لم يبع طوال الشهر الماضي بالحد الأدنى الذي يمكنه من الإنفاق على عائلته.

وأصيب صاحب البسطة رفعت شحادة بخيبة أمل بعد أن علّق آمالاً كبيرة على هذا الموسم نظراً لتدني أسعار الملابس الشتوية الشعبية ومناسبتها للفئات الفقيرة والمتوسطة.

واشترى شحادة كميات كبيرة من "البيجامات والجلابيات" الأكثر رواجا وبيعا في المناطق الشعبية لكن الظروف لم تكن مناسبة.

وبيّن أنه يتبقى أمام البائعين فقط فترة عيد الأضحى القادم حتى لو تغيرت الأحوال الجوية، وذلك لرغبة المواطنين بعدم الشراء مرتين.

وأوضح أن الزبائن لا يكلفون أنفسهم السؤال عن أسعار الملابس أو حتى الوقوف أمام البسطة، مضيفاً إنه اختصر فترة دوامه إلى النصف.

وقال إنه يغادر المحل فور رفع آذان الظهر بعدما كان يبقى فيه حتى فترة ما بعد صلاة المغرب.

وحتى باعة الملابس المتجولون فاستبدلوا حمل وبيع الملابس الشتوية بملابس داخلية لتعويض نقص الطلب عليها.