خبر غزة: برنامج « حكي صغار » تجربة إذاعية جديدة وفريدة

الساعة 01:01 م|16 أكتوبر 2010

غزة: برنامج "حكي صغار" تجربة إذاعية جديدة وفريدة

فلسطين اليوم- غزة

تبث محطات اذاعية في قطاع غزة حالياً برنامجاً فريداً من نوعه مخصصاً للأطفال، في أول تجربة اذاعية من نوعها يرعاها صندوق التنمية التابع لـ"بي بي سي" العالمية، " بتمويل من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا".

وتقدم برنامج "حكي صغار" (حديث الأطفال) 16 عاما نور لبابيدي ويبث اسبوعياً، وتستغرق الحلقة الواحدة مدة 15 دقيقة.

وستبث عند الثانية والنصف من ظهر اليوم السبت 16-10-2010 حلقة جديدة من البرنامج حول العنف بين الأطفال.

ويتيح البرنامج، الذي يُبث عبر خمس محطات اذاعية محلية، هي: الإيمان، وألوان، وصوت الشعب، وفرسان الإرادة، وغزة اف ام، الفرصة لاطفال غزة للتحدث والتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يفضلونها.

ويستهدف البرنامج الفئة العمرية بين 6-12 عاماً، ويتحدث عن طموح الأطفال للمستقبل وأمالهم وألامهم، إضافة الى رغباتهم ومخاوفهم العميقة، سواء كانت من شكل الجنود أو من الحيوانات المفترسة.

كما يناقش الأطفال أنفسهم، قضايا أو مواقف أو مشكلات تخصهم، فضلاً عن المرح واللعب والفكاهة للتخفيف من أثار الحرب والاعتداءات الاسرائيلية الدائمة.

وتمول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" برنامج "حكي صغار" الذي أطلقه صندوق التنمية التابع لـ"بي بي سي" العالمية، ضمن مشروع "شمة هواء " لتطوير الاعلام الفلسطيني.

وتلقى الصحافيون والصحافيات المحليون الذين يعدون البرنامج وينتجونه تدريباً خاصاً على كيفية اعداد برامج الأطفال من قبل الخبيرة المصرية في إعلام الطفل زينب مبارك.

واستضاف المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية في مقره في مدينة غزة اللقاءات التدريبية واجتماعات أسرة تحرير واعداد البرنامج.

وكان بحث أجرته "بي بي سي ترست" و"مجموعة التعلم" أظهر أن أطفال غزة مثل باقي أطفال العالم يستمتعون باللعب مع الاصدقاء، أو قضاء وقت مع الأسرة، كما يشعرون بالخوف مثل كثيرين من أقرانهم في أي مكان في العالم من الأسود والنمور.

لكن في غزة هناك ظروف أخرى، حيث العنف وانعدام الأمن وانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه، والفقر، كما أن معظم الأطفال يعانون إلى درجة معينة من الضغط النفسي، والكوابيس، والقلق، والسلوك غير السوي بنسب عالية، إضافة إلى التسرب من المدرسة، أو اللجوء إلى الجريمة من أجل كسب العيش، ومع ذلك فالاباء غير مُهيأين للتعامل مع مثل هذه الحالات في شكل كافٍ.

وخلال البرنامج هناك لقاءات مباشرة مع الأطفال ولقاءات عبر الهاتف، وخبراء يعطون النصائح حول كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الصدمات النفسية، وكيفية تحسين النظافة الأساسية، والعيش في بيئة أمنة في الشوارع أو المنازل، إضافة إلى تشجيع التفكير النقدي والتعلم النشط.

وتُعتبر الإذاعة أداة فعالة تساعد في التعافي من الأزمات الإنسانية، من خلال رسائل البث الإعلامية وتغيير السلوك، بخاصة لدى الأطفال الفئة الأكثر عرضة للخطر.

وباستخدام وسائل مبتكرة تساعد الآباء والأمهات وكذلك الأطفال على التعامل مع الخبرات التي عاشوا خلالها، أثبتت الاذاعة فعاليتها في حالات الصراع الاخرى مثل أفغانستان والسودان.

ونظراً لأن وسائل الإعلام ليست مجهزة دائما لإنتاج هذا النوع من البرامج، فإن المشروع جاء ليس فقط من أجل انتاج سلسلة "حكي صغار"، بل لتطوير قدرات الصحافيين المحليين والمنتجين في الاذاعات الخمس المحلية، لتمكينها من مواصلة هذا النوع من الإنتاج في المستقبل.