خبر ضوء أحمر وضوء أخضر..هآرتس

الساعة 08:49 ص|14 أكتوبر 2010

بقلم: أمير أورن

في الثالث من تشرين الثاني، مع مرور انتخابات منتصف الولاية، سيفرغ براك اوباما للتنديد بالمسؤولين من وجهة نظره عن خفوت المسيرة السياسية في المنطقة. اذا ألقى التهمة على بنيامين نتنياهو، فسيصعب على اهود باراك أن يُبيّن لماذا لا يستقيل؛ لكن تعيين وزير دفاع جديد ايضا لا يتوقع أن يُغيّر وظيفة الزوجين الرفيعي المستوى في الجيش، رئيس هيئة الاركان التالي يوآف غالنت ونائبه يئير نفيه. سيُحتاج الى تطور مدوٍ على نحو خاص لجعل مسار التعيينات قابلا للانعكاس.

        إن غالنت ونفيه، اللذين كانا في الماضي قائدي فرقة غزة، يواصلان تراث الجيش الاسرائيلي منذ عقد وأكثر بتعيين رئيس اركان ونائبه – تفضيل قادة فرق الأمن الجاري (منطقة يهودا والسامرة، وغزة، والفرقة 91 في الجليل ووحدة الارتباط في لبنان) على قادة الفرقتين المدرعتين النظاميتين 36 و162. يُعبّر هذا الأمر عن ضعف أهمية الخبرة باستعمال قوات نظامية، وينبغي أخذ ذلك في الحسبان في حساب الربح والخسارة في مواجهة الارهاب الفلسطيني في العقد الأخير. إن توجه التمدّح بالنصر في هذا الميدان يضائل من وزن الثمن المباشر من القتلى، والثمن غير المباشر – فساد قدرات اخرى للجيش الاسرائيلي. من يزعم أن الجيش الاسرائيلي انتصر في المناطق بين سنة 2000 – 2006 لكنه خسر في لبنان في 2006، مرغم على الاعتراف بالتأثير السلبي للجهد الأول في الثاني.

        بقي في هيئة القيادة العامة التي تتولى عملها، زيادة على غابي اشكنازي، ثلاثة جنرالات خدموا في الجيش الاسرائيلي في حرب يوم الغفران وهم: عاموس يدلين، وغرشون هكوهين وعامي شفران. يعرف الجيل التالي، الذي يشتمل على غالنت ونفيه حرب 1973 من التراث الحربي فقط. إن طوفان المنشورات عن الحرب في الاسابيع الأخيرة استعاد مادة معروفة أكثر مما أسهم في إدراكات جديدة. لم يرد هناك، لكنه حيوي لفهم التسلسل المعوج للحرب، كم رفضت القيادة السياسية – عشية انتخابات أيد فيها برنامج عمل الحزب الحاكم وضع عدم السلام وعدم الحرب – الاعتراف بامكانية أن يستطيع قادة مصر وسوريا استغلال هذا الخرق.

        كانت ايضا فرص عسكرية ساحقة. تحدث عن واحدة منها مؤخرا العميد احتياط اوري نعمان، الذي كان سكرتير "لجنة الانذار" المشتركة لتجميع المعلومات والبحث في السنتين 1971 و1972، إذ كان ضابطا شابا في قسم تجميع المعلومات في "أمان". جرى إعداد "كتاب دلائل شاهدة" للحرب، وفيه 150 دليلا كهذا في الميدان المصري ونحو من 100 في الميدان السوري. وجّه قائد نعمان، يوآل بن بورات الضباط الى أن يلونوا الدلائل الخفاقة باللون الأحمر. وكانت الحمرة بنسبة الثلثين توجب إنذارا بالحرب، مع تجاهل نوايا قادة العدو المخمنة. في 1973، بعد استقالة رئيس "أمان" اهارون ياريف من منصبه، فسد هذا التوجه لسبب ما.

        كانت القيادة الاسرائيلية قُبيل حرب يوم الغفران متسرعة في الحوادث ومترددة في الحروب. وهكذا خُزنت الخطة العملياتية الأكثر جرأة "الضوء الاخضر"، لنقل دبابات على حاملات الى الضفة المصرية من خليج السويس وتطويق الجبهة من مؤخرتها. في الثالث عشر من آب 1973 قبل الحرب بأقل من شهرين، تأثرت هيئة القيادة العامة كلها، وفيها ايضا قائد سلاح البحرية بني تيلم، بعرض قدرة الإنزال عند الشعاب المرجانية في شرم الشيخ. لو أن الفكرة حُققّت بحسب نظام الإنزال المباغت للجنرال ماك آرثر في إنشون في الحرب الكورية، لوفّر مئات من ضحايا الحرب في عبور القناة الى الغرب بعد عشرة ايام قتال.

        من أجل ألا تُغرق القوة المدرعة في إبحارها القصير، نحو من 30 كيلومتر، كان يُحتاج الى تفوق بحري وجوي. إن هوادة القيادة، التي لم تتوقع حربا قبل 1975، سبّبت ألا تُحقّق مبكرا نيّة نقل سفن صواريخ حول افريقيا ووضعها في ميدان البحر الاحمر. زمن الحرب، وبرغم عملية ناجحة للكوماندو البحري وسفن "دبور" أحجمت القيادة. لم تُجدِ توسلات نائب رئيس هيئة الاركان، اسرائيل تال، وقائد الميدان زئيف الموغ الذي أصبح في المستقبل قائد سلاح البحرية.

        يجب على قيادة الجيش الاسرائيلي الجديدة أن تعرف متى يخفق بازائها ضوء أحمر ومتى يجب عليها استغلال عمليات مثل "الضوء الاخضر". وعليها ايضا أن تعلم أن القيادة السياسية في الأزمات تُخليها لنفسها. لا يتبدل سوى الحروب والشخصيات.