خبر الخروج من صدمة المعركة..هآرتس

الساعة 08:48 ص|14 أكتوبر 2010

بقلم: يسرائيل هرئيل

"ليست لدولة اسرائيل، والجيش الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي القدرة على تحمل يوم غفران آخر"، كتب رئيس هيئة الاركان، غابي اشكنازي في مقالة نشرت في صحيفة "معاريف" يوم الجمعة الأخير. هذا القول كأقوال اخرى في مقالته ايضا مخطوء على الاطلاق. ينبغي تأميل أن يكون شخص آخر كتبها وأن لا يكون رئيس الاركان تعمق في الفحص عنها قبل اجازتها للنشر، وإلا فانه يجب علينا جميعا أن نكون قلقين من أن الجندي في المحل الاول، الذي يفترض أن يكون قائد الجيش الاسرائيلي حتى لو وقع والعياذ بالله "يوم غفران آخر"، لا يؤمن حقا بهذه القدرة.

        من الواجب أن نقول كلام توبيخ: الحديث عن مقولة غير صحيحة في الغاية، تغرس أملا في قلوب المتآمرين وهم غير قليلين، كي يوقعوا بنا يوم غفران آخر، وأشد من ذلك أنها توحي بعدم الثقة بمنعة الشعب وقدرة الجيش.

        إن القائد الأعلى، الذي يفترض أن يبث في الجيش الباعث والايمان بقدرته، يقول له انه لا يستطيع في وضعه اليوم أن يعود الى تحمل نحو من 2800 قتيل ونحو من 8000 جريح، كما تحمل في تلك الحرب. فالويل لنا اذا كان يوجد ولو شيء من الحقيقة في هذه المقولة.

        لا يجوز أن نُمكّن العدو من أن يُعاود مباغتتنا وأن يؤدينا الى وضع تحمل كهذا بل أقل منه؛ لكنه في الوضع الروحي غير المشجع الذي نوجد فيه ايضا (وتشهد حرب لبنان الثانية أن جُل الاخفاق فيها لم ينبع من مضاءلة التدريب ولا حتى من قيادة مخفقة وتصور مخطوء)، نستطيع ونستطيع تحمل يوم غفران آخر واسوأ منه ايضا.

        عرف الشعب اليهودي نوائب فظيعة ورهيبة وبقي. قال له قادته وضباطه في ايام حرب الاستقلال انه برغم انه فقد منذ قريب ستة ملايين، فعليه أن يُبعث من الرماد وأن ينتصر حتى لو كان ذلك بأيدٍ فارغة احيانا. وها هو ذا ضابط يأتي من جيل القادة الحالي ويعلن بأن الشعب الذي نهض مثل أسد من اجل أن يُحارب لاستقلاله بعد أفظع كوارثه – المحرقة – لم يعد يستطيع، ولا سيما وقد بلغ منتهى الراحة والرفاهة، أن يدفع الثمن المطلوب لضمان وجوده وسيادته. أي عدم ايمان!.

        صحيح، تُسمع اقوال مشابهة من أفواه رؤساء احزاب، ومفكرين روّاد وعلماء في الاكاديميا. لكن دور القائد – مثل يوشع والكلب في زمانهما – أن يرفع الروح المعنوية للجيش والشعب وأن يغرس ايمانا بأننا قادرون – ويجب علينا – أن نتغلب ايضا على اوضاع غير ممكنة؛ وأنه لا يجوز في القاموس الوطني ولا سيما العسكري أن يرسخ مصطلح "لن نستطيع تحمل حرب كهذه اخرى". برهنت حرب يوم الغفران على العكس خاصة: وهو أننا نستطيع ونستطيع. فمن الحقائق أن نصرنا فيها ربما كان أكبر انتصاراتنا منذ أصبحنا شعبا.

        كلام اشكنازي تعبير عن صدمة المعركة المتصلة التي أصابتنا – وفينا كبار قادتنا – منذ تلك الحرب. علينا أن نكف عن جلد أنفسنا بلا انقطاع وأن نستدخل أن دروس النصر المذهل هي أننا اذا اضطررنا فاننا نستطيع أن ندفع الثمن المطلوب لاستمرار استقلالنا. ونحن مستعدون لذلك، ومن جملة اسباب ذلك أنه اذا لم توجد هنا دولة يهودية فلن توجد في أي مكان آخر في العالم. واذا لم توجد دولة يهودية فلن يوجد في المستقبل ايضا شعب يهودي (أنظروا كيف يذوب شعبنا في الشعوب – عن اختيار – في الجاليات).

        وهذه هي الغاية العليا لدولة اليهود.