خبر الأموات الأحياء- يديعوت

الساعة 09:50 ص|11 أكتوبر 2010

الأموات الأحياء- يديعوت

بقلم: رونين بيرغمان

كان هناك في اسرائيل من وصف المنشورات الاخيرة عن تصفية المبحوح بانها قصة "الميت الحي في مربع".

الميت الحي الاول هو يهودا لوستيغ رحمه الله، شهيد حرب يوم الغفران، الذي انبعث حيا في 1994 في بريطانيا وأصبح مرة اخرى مواطنا في المملكة المتحدة باسم كريستوفر لوكوود. الميتي الحي الثاني هو المبحوح نفسه. "محمود المبحوح ينتقم منا من قبره"، قال مصدر كبير. "ابن الزانية ببساطة يرفض الجلوس هادئا ويواصل مقاتلتنا من العالم الاخر".

عندما تتضح كامل التفاصيل عن الضرر الذي الحقت به قضية المبحوح بالموساد، واذا ما كانت المنشورات صحيحة بالفعل فسيكون هناك من سيدعي بان أبدا، ولا حتى ما يعتبر الاخفاقات الاكبر (للهامر، مشعل، سويسرا، قبرص)، لم يكن كشفا عميقا بهذا القدر لاساليب عمل الموساد. اذا كان هكذا هو الحال، فان هذه هي مصيبة كبرى للموساد، بل وأكبر لدولة اسرائيل، التي الان بالذات تحتاج حاجة ماسة الى خدمات استخبارية ناجعة. موساد قوية وناجعة  كانت كفيلة بان تمنع، مثلا، قضية الاسطول التركي.

لماذا لم تذكر سلطات دبي اسم لوستيغ – لوكوود في المنشورات العديدة وفي الظهور الفضائحي لقائد الشرطة الممتاز ضاحي خلفان؟ السبب كان هو أن الحديث يدور، على ما يبدو، عن واحد من أصل قائمة طويلة من المشبوهين الذين دخلوا وخرجوا من والى دبي في تواريخ زار فيها المبحوح حتى اغتياله، وانه خلافا لـ 27 اسما المنشور، فان سلطات دبي لم تكن واثقة من انهم رجال الموساد. خلفان لم يرغب في أن يظهر كمن ينشر معلوماته مغلوطة. رجاله اجروا فحوصات عديدة مع الحكومات التي استخدم المشبوهون جوازاتها وفي معظم الحالات تبين بالفعل بان الاسماء الاضافية غير مرتبطة. في حالة لوكوود من اللحظة التي تبين فيها بان الحديث يدور عن اسرائيلي في الاصل وانه ليس بين الاحياء منذ نحو أربعة عقود، فهموا في دبي وفي بريطانيا على الفور بانهم "اصابوا".

اذا كان النشر صحيحا، فان هذا هو كشف لاسلوب عمل آخر تستخدمه الموساد في طريقها الى الحصول على جوازات سفر أجنبية "نظيفة" كي تستخدمها. عميل بريطاني، الماني او امريكي يمكنه ان يستخدم جوازات سفر مزيفة زودته بها بلاده. بالمقابل، عميل اسرائيلي يستخدم جواز سفر اسرائيلي سيعتقل فورا في دولة مقصده بمجرد كونه اسرائيلي. وعليه، فمنذ قيام الموساد جاءت الحاجة الى استخدام جوازات سفر اجنبية. في كل مرة انكشف فيها الامر ثارت فضيحة دبلوماسية عسيرة، واسرائيل وعدت بالا يحصل هذا مرة اخرى.

في الماضي سارت الامور على نحو مغاير. رافي ايتان قال منذ وقت غير بعيد في حديث مغلق: "ذات مرة كان لنا سهلا جدا التظاهر في صورة اخرى وخلق قصص للتغطية. لم تكن هناك انترنت، ولا حواسيب، ولم تكن امكانية حقيقية لفحص من انت وما انت. درجنا على القول انه يمكن تزييف جواز سفر دولة ليست قائمة!".

غير أنه منذ عمليات 11 ايلول ثارت مشكلة اخرى. بالذات الوسائل التكنولوجية التي طورت ضد الجريمة والارهاب من شأنها أن تعرقل من يحاول مكافحة الارهاب بطرق عدوانية: المزيد فالمزيد من الكاميرات، المزيد من جمع المعلومات عن شبكات الائتمان والخلوي وبالاساس – المزيد جدا من الوسائل المحوسبة والقياسات البيولوجية في معابر الحدود لفحص تزييف جوازات السفر.

منظمات أجهزة الاستخبارات ايضا وليس فقط المجرمون والمخربون، اصطدموا بالمشكلة. الوسائل الابسط للتغلب على حاجز المقاييس البيولوجية هي التقاط الصور الذاتية لجواز السفر المزيف مع نظارات او مع ابتسامة (صور المغتالين للمبحوح تتحدث عن تلقاء نفسها). وسائل اخرى، اكثر اتقانا، هي اصدار جواز سفر جديد تماما، أصيل، لشخص جديد، جواز سفر يحمل معطيات المقاييس البيولوجية لذات الشخص. كيف يمكن اقناع دولة باصدار جواز سفر جديد لشخص جديد بشكل قانوني تماما دون ان يكون مثل هذا الشخص موجود على الاطلاق؟ حسب المنشورات في "وول ستريت جورنال"، فان كريستوفر لوكوود هو مثال على مثل هذا الشخص.