خبر انتصار مؤقت لأبو مازن -يديعوت

الساعة 10:12 ص|10 أكتوبر 2010

انتصار مؤقت لأبو مازن -يديعوت

بقلم: روني شكيد

قرار الجامعة العربية منح أبو مازن انتصارا مؤقتا: فقد تلقى إسنادا لموقفه القاضي بتجميد المحادثات اذا استمر البناء في المستوطنات؛ أنقذ نفسه من ضغط امريكي لتغيير مواقفه؛ أثبت لأبناء شعبه ولقيادته بأنه زعيم مصداق لا يتذبذب؛ حشر نتنياهو في موقف دفاعي؛ دحرج الكرة الى البيت الابيض ويُجبر الرئيس اوباما، المبادر الى المحادثات المباشرة، على ايجاد حل.

قرار الجامعة العربية حوّله من لاعب فاعل في الملعب الى لاعب احتياط، ينظر من الجانب الى الصراع بين اوباما ونتنياهو حسب قواعد اللعب التي يمليها: التجميد التام للبناء كشرط لاستئناف المحادثات، وهذه المرة مع إسناد عربي.

أبو مازن سارع الى أن يقترح على الجامعة العربية بديلا لحالة فشل امريكي في تحقيق حل وسط في الشهر القريب القادم – ألا وهو التوجه الى مجلس الأمن لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود العام 1967. صحيح، أبو مازن وليس فقط اعضاء الجامعة العربية يعرفون بأن هذا الاقتراح غير عملي، إلا أن فيه مع ذلك منفعة: فهو يشكل تهديدا بتجاوز الامريكيين، ولكنه بالأساس من ناحية أبو مازن اعلان بأن ليس في رأيه أن يغير في الشهر القريب القادم طلب تجميد البناء كشرط لاجراء المحادثات.

الواقع السياسي الاسرائيلي والفلسطيني، الظروف السياسية والمصاعب الداخلية للرئيس اوباما لا تترك الكثير من التفاؤل للشهر القريب القادم. ولا ينبغي أن تكون هناك أوهام: حتى لو وُجدت صيغة حل وسط في اثناء هذا الشهر، فانها ستكون مجرد مهلة. الازمة التالية التي تهدد بتفجير المحادثات هي مسألة وقت فقط.

فارق المواقف بين الطرفين عميق وواسع، الثقة في أسفل الدرك، والشك المتبادل يناطح السحاب. المحادثات التي تنتظر صيغة التجميد المخلّصة يفترض أن تبحث في مسائل يُعد الخلاف حول البناء في المستوطنات أقل صعوبة منها بكثير، مثل القدس، اللاجئين، حدود 1967، مستقبل المستوطنات ومسألة الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي. من الصعب أن نتخيل نتنياهو وحكومته اليمينية يتنازلان في هذه المسائل.

وفي هذه البوتقة ينبغي تناول تهديد آخر على المحادثات: الوضع القابل للانفجار في المناطق. فالمواجهة التي بين اليهود والفلسطينيين تحتدم وتصبح مواجهة دينية أكثر منها مواجهة وطنية. إحراق مسجد أو مس خطير بالفلسطينيين من شأنه أن يؤدي الى نتائج محملة بالمصائب، وليس فقط على المفاوضات العرجاء.