خبر كوشنير: لا يمكن استبعاد خيار اللجوء إلى مجلس الأمن إذا ما بقيت المفاوضات معلقة

الساعة 06:33 ص|10 أكتوبر 2010

كوشنير: لا يمكن استبعاد خيار اللجوء إلى مجلس الأمن إذا ما بقيت المفاوضات معلقة

فلسطين اليوم-وكالات

أكد برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي في حديث لـ "الأيام" إنه "لا يمكننا أن نستبعد مبدئياً خيار مجلس الأمن، ولكن يجب أن يكون هذا الخيار بمثابة ملاذ أخير إذا ما بقيت العملية السلمية معلقةً لزمن طويل وهو شيء لا يرجوه أحد".

وقال عشية زيارته ووزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس الى المنطقة اليوم "نرجو أن يكون باستطاعتنا أن نستقبل قريباً دولة فلسطين في الأمم المتحدة. هذا هو أمل ورغبة المجتمع الدولي، ومن المفضل أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن".

وأعرب كوشنير، الذي سيلتقي الرئيس محمود عباس غداً في العاصمة الاردنية عمان، عن أمله بالتوصل لحل يسمح ببدء المفاوضات في الأيام القليلة المقبلة وخصوصاً بفضل الجهود الأميركية، وقال "إن إعادة إطلاق الاستيطان يضع العملية السياسية، التي بدأت في شهر أيلول والتي لا تزال ضعيفة، في خطر" واضاف "نأسف أن الدعوات بالإجماع لتمديد وقف الاستيطان الإسرائيلي لم تُلبَّ ومن ضمنها الدعوة الأميركية ونواصل المطالبة بأن يكون هناك تحرك في هذا الاتجاه".

ورأى وزير الخارجية الفرنسي أن "الاتحاد الأوروبي وهو شريك سياسي مهم للطرفين وأكبر ممول لفلسطين عليه أيضاً لعب دور مهم لدعم العملية السلمية" منوهاً الى عدة مبادرات فرنسية تهدف لتعزيز التزام الأطراف الدولية الرئيسية في الوقت المناسب إلى جانب الولايات المتحدة وإلى جانب الطرفين، وقال "الولايات المتحدة قامت بدعم من اللجنة الرباعية الدولية بإعادة إطلاق المحادثات المباشرة في واشنطن وتستمر بلعب دور لا يمكن استبداله في دعم المفاوضات".

وأعلن أنه "نرغب العمل بتعاون قريب مع جميع الأطراف المعنية وأولها الولايات المتحدة وتركيا وهي التي حاولت في عام 2008 تحقيق شروط استئناف المفاوضات المباشرة" على المسار السوري ــ الاسرائيلي، وقال "فرنسا متمسكة بعمق بسلام شامل في المنطقة ونأمل التعامل مع المسار السوري بنفس العزم الذي نتعامل به مع المسار الفلسطيني لعملية السلام، وذلك لأننا واثقون بأن هذين المسارين مكملان لبعضهما البعض".

ومن المقرر ان يستهل كوشنير وموراتينوس زيارتهما للمنطقة اليوم بلقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين فضلا عن لقاء مع رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض.

وفيما يلي إجابات الوزير الفرنسي على أسئلة وجهتها له "الأيام" قبيل وصوله الى المنطقة اليوم:

"الأيام": ما زال موضوع الاستيطان يشكل عقبة كبيرة امام عملية السلام، فالرئيس ساركوزي قال اثناء لقائه مع الرئيس عباس انه يجب تمديد وقف الاستيطان وكذلك فعل قادة كثيرون في العالم، ولكن الحكومة الاسرائيلية ما زالت ترفض هذا المطلب حتى في ظل ضمانات كبيرة وعدتها الولايات المتحدة باتخاذها في حال الموافقة على هذا الطلب. هل ترى أفقاً لهذه العملية في ظل استمرار الاستيطان وما الذي تعتقد انه يمكن للمجتمع الدولي القيام به من اجل انقاذ العملية السلمية؟

كوشنير: كما قال رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي بوضوح شديد عندما استقبل الرئيس محمود عباس في باريس يوم 27 أيلول، يجب وقف الاستيطان. نأسف أن الدعوات بالإجماع لتمديد وقف الاستيطان الإسرائيلي لم تُلب ومن ضمنها الدعوة الأميركية ونواصل المطالبة بأن يكون هناك تحرك في هذا الاتجاه. إن إعادة إطلاق الاستيطان يضع العملية السياسية التي بدأت في شهر أيلول والتي لا تزال ضعيفة في خطر. أعتقد أن المسؤولين الإسرائيليين مدركون ذلك، ولا أفقد الأمل بأن يتم التوصل لحل في الأيام القليلة المقبلة وخصوصاً بفضل الجهود الأميركية. يجب على المجتمع الدولي أن يقوم بكل ما بوسعه وفي كل الحالات لأجل ضمان مواصلة المفاوضات في سبيل إحراز تقدم نحو حل الدولتين.

"الأيام" : عبرت عن غضب شديد بعد استثناء الولايات المتحدة الاميركية للاتحاد الاوروبي من لقاء واشنطن الذي اطلق المفاوضات المباشرة، والآن ثمة حديث عن ثلاث مبادرات فرنسية: الأولى عقد لقاء في باريس قبل نهاية الشهر بمشاركة الرئيس عباس ونتنياهو والرئيس مبارك، وهناك مبادرة لتوسيع نطاق الرعاية للعملية بحيث لا تقتصر على الولايات المتحدة ومبادرة ثالثة لمؤتمر للمانحين للدولة الفلسطينية (باريس2). بداية ما هي تفاصيل هذه المبادرات وهل من أفق لها؟

كوشنير: قامت الولايات المتحدة بدعم من اللجنة الرباعية الدولية بإعادة إطلاق المحادثات المباشرة في واشنطن وتستمر بلعب دور لا يمكن استبداله في دعم المفاوضات. أنا أعرف أن الرئيس أوباما يتابع شخصياً هذا الملف. من ناحيتنا، نعتقد أن الاتحاد الأوروبي وهو شريك سياسي مهم للطرفين وأكبر ممول لفلسطين عليه أيضاً لعب دور مهم لدعم العملية السلمية. المبادرات الفرنسية التي تذكرونها تهدف لتعزيز التزام الأطراف الدولية الرئيسية في الوقت المناسب إلى جانب الولايات المتحدة وإلى جانب الطرفين. بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا كرؤساء للاتحاد من أجل المتوسط أن نحرص على تحضير القمة المقبلة، وهذا يتطلب طبعاً عملاً يسبق القمة وخصوصاً بالنسبة لبعض المواضيع السياسية المهمة في المنطقة ومنها عملية السلام. أما بالنسبة لخطة الإصلاح والتنمية الفلسطينية، فلقد وصلنا إلى نهاية مدة الثلاث سنوات التي قام مؤتمر باريس بتغطيتها في كانون الأول 2007. فرنسا مستعدة مع الرؤساء الثلاثة الآخرين (الاتحاد الأوروبي، النرويج، ممثل اللجنة الرباعية)، وكما قلنا للرئيس محمود عباس ولرئيس الوزراء سلام فياض في شهر تموز الماضي، لاستقبال مؤتمر مانحين جديد في فرنسا يهدف، كما كان الحال في المؤتمر الأول، إلى تعزيز قواعد الدولة الفلسطينية المستقبلية. ومن المهم أن ينخرط هذا المؤتمر في ديناميكية سياسية كما نوجه حالياً جهودنا في هذا الاتجاه. وسيعتمد هذا المؤتمر على خطة إصلاح وتنمية فلسطينية جديدة، ونعلم أن هذه الخطة قيد الإعداد حالياً.

"الأيام" : بادرت ووزير الخارجية الاسباني قبل عدة اشهر لفكرة بشأن الدولة الفلسطينية، الآن يقول انه في ظل المأزق الحالي في العملية فانه ربما يجدر التفكير بالتوجه الى مجلس الأمن للحصول على اعتراف بدولة في حدود الرابع من حزيران 1967، هل ترى ذلك ممكناً حالياً، وهل اوروبا مستعدة لهكذا خطوة أم أنها ستنضم الى "فيتو" أميركي محتمل على أي خطوة من هذا القبيل؟

كوشنير: نرجو أن يكون باستطاعتنا أن نستقبل قريباً دولة فلسطين في الأمم المتحدة. هذا هو أمل ورغبة المجتمع الدولي ومن المفضل أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن. إن إقامة الدولة الفلسطينية يجب أن يأتي نتيجة مسار سلمي وأن يكون ثمرة مفاوضات ثنائية. ولن يكون بمقدور المجتمع الدولي أن يكتفي بأن تبقى العملية في حالة مأزق لفترة طويلة. لذلك، أعتقد أنه لا يمكننا أن نستبعد مبدئياً خيار مجلس الأمن، ولكن يجب أن يكون هذا الخيار بمثابة ملاذ أخير إذا ما بقيت العملية السلمية معلقة لزمن طويل وهو شيء لا يرجوه أحد. الأولوية اليوم، بالنسبة للاتحاد الأوروبي، هي مواصلة المفاوضات في سبيل إيجاد تسوية لمجمل قضايا الوضع النهائي.

"الأيام" : كانت هناك فكرة لتوجه وفد من وزراء الخارجية الاوروبيين الى غزة، إثر التطورات في المفاوضات فقد تم ربما تأجيل هذه الزيارة ثم رفضت اسرائيل زيارة وفد من وزراء الخارجية الاوروبيين خشية التطرق الى موضوع الاستيطان، هل ما زالت فكرة زيارة غزة قائمة، بالمقابل هناك دعوات فرنسية لرفع الحصار اكثر عن غزة وتمكين الصادرات من هناك وليس فقط الواردات، هل يوحي ذلك بأنكم غير راضين تماماً عن الخطوات الاسرائيلية في غزة؟

كوشنير: نعم، لقد كان لدينا مع بعض الزملاء الأوروبيين هذا المشروع وبالنهاية لم يُقدّر لهذه الزيارة أن تحصل، وذلك أولاً بسبب التزامات مختلف الأشخاص ثم هنالك الجدول الزمني للمفاوضات المباشرة التي انطلقت حينها. وهذا هو أحد أسباب قرارنا بالقيام بهذه الزيارة، أنا وصديقي ميغويل أنجيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية الإسباني معاً. آسف عميقاً أننا لن نتمكن من التوجه لغزة خلال هذه الزيارة، وذلك لأننا سنلتقي بالرئيس محمود عباس وبالملك عبد الله الثاني في عمان يوم الاثنين. وتبقى غزة التي هي جزء لا يتجزأ من فلسطين في قلب اهتماماتنا. كما تعلمون، فرنسا متواجدة في غزة بشكل دائم من خلال المركز الثقافي الفرنسي ونقوم بتمويل العديد من المشاريع هناك مثل إعادة تأهيل مستشفى القدس وبناء محطة تنقية للمياه في بيت لاهيا وأيضاً مشاريع دعم للقطاع الإنتاجي في غزة سواء لقطاع صيد الأسماك أو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.