خبر القيادي النخالة يدعو لحل السلطة..ويؤكد:« أمن الضفة تجاوز الخطوط الحمراء »

الساعة 08:04 م|09 أكتوبر 2010

القيادي النخالة يدعو لحل السلطة.. ويؤكد:"أجهزة أمن الضفة تجاوزت الخطوط الحمراء"

-       السلطة تسلم الاحتلال معلومات عن المقاومة

-       لا يستطيع أحد حظر حركة الجهاد الإسلامي

-       المصالحة موضوع معقد ولا يمكن الاتفاق على الصيغ الأمنية

غزة- فلسطين اليوم- قسم المتابعة

جدد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأستاذ زياد النخالة اليوم السبت، تأكيده على أن أجهزة أمن السلطة تجاوزت الخطوط الحمراء وكافة الاعتبارات باستهدافها عناصر المقاومة، مشككاً في ذات الوقت من إمكانية التوصل لمصالحة وطنية على اعتبار أن الورقة المصرية تحمل ألغاماًَ كبيرة.

وأوضح القيادي النخالة في مقابلة متلفزة عبر شاشة المنار اللبنانية مساء السبت، أن أجهزة أمن السلطة بالضفة تُرغم عناصر الجهاد الإسلامي على توقيع نماذج تحظر فيها الحركة كتنظيم موجود على الساحة، الأمر الذي اعتبره النخالة مشابه لما تعتبره قوانين إسرائيل حظر فصائل المقاومة.

حركة محظورة

وكشف القيادي النخالة، أن أجهزة أمن السلطة تقوم باعتقال العشرات من المنتسبين للحركة و أنصارها ومؤيديها، وتحت التهديد تمارس عليهم ضغوطاً وتقوم بابتزازهم، معتبراً الأمر غير مستغرب على أجهزة أمن السلطة، خاصةً أنها تمارس ذلك على كل من تشك في ولائه للمقاومة ومعارضته للاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي، من قطاعات الطلبة، والجمعيات الخيرية وأصحاب النشاطات السياسية، وأصحاب الرأي العام.

وتساءل:"لا أعرف الدافع هل هو رغبة جديدة من قبل السلطة بتصعيد الصدام الفلسطيني الفلسطيني أو ضرب إسفين في المصالحة الفلسطينية التي خيمت على الأجواء حتى يخرج الوضع الفلسطيني بصورة جيدة".

وشدد على أنه لا يستطيع أحد أن يحظر حركة الجهاد الإسلامي لأنها جزء من الشعب الفلسطيني وفاعل ومقاوم وله موقفه الواضح في المقاومة وفي مساهمته الكبرى في العملية النضالية الفلسطينية.

خط أحمر

وفي تعقيبه عن موقف الأجنحة العسكرية الفلسطينية في غزة، اعتبر النخالة أن موقف فصائل المقاومة إنما يعبر عن ضيق كبير من ممارسات السلطة في الضفة ورسالة واضحة أن ماتمارسه أجهزة أمن السلطة أكثر من خط أحمر وتجاوز كل الاعتبارات باعتقال المجاهدين من بيوتهم، الذين لا يمارسون أي عمل عسكري يتم تهديدهم واعتقالهم.

وكانت فصائل مسلحة في غزة هدَدت باستهداف رموز السلطة إذا فشلت جهود المصالحة في وقف ملاحقة المقاومين.

وكشف النخالة، أن أجهزة أمن السلطة تُسلم معلومات واضحة لأجهزة الحرب الإسرائيلية، حيث تقع الضفة تحت الاحتلال المباشر، فيما تعمل السلطة تحت هذا السقف، ومن لا تطوله أيدي الاحتلال الإسرائيلي بالقتل والاغتيال والاعتقال تطوله أيدي أمن السلطة.

وبين، أن إسرائيل تقوم وتدخل المدن القرى وتقتل وتعتقل، وأيضاً تمارس أجهزة أمن السلطة نفس الدور، حيث تحولت السلطة إلى بديل آخر لأجهزة الحرب وتقوم بتنظيف ما تتركه أجهزة الحرب الإسرائيلية خلفها.

عقبات وتعارض كبير

وعن التفاؤل الكبير في إمكانية تحقيق المصالحة أوضح نائب الأمين العام، أن أجواء التفاؤل التي أشيعت خلال الفترة القصيرة الماضية مبالغ فيها جداً وأمامها عقبات طويلة حتى الوصول إلى مصالحة حقيقية، معللاً ذلك بوجود تعارض كبير في البرامج والرؤى لذلك "يجب ألا نعول إذا بقيت الأوضاع كما هي عليه الآن وإذا بقيت المواقف السياسية كما هي وخاصة أن الخلاف هو ذا جذر سياسي واضح"- كما قال.

ونوه إلى وجود السلطة الفلسطينية التي وقَعت على اتفاقية أوسلوا والتزمت واعترفت بإسرائيل وتقوم أجهزتها الأمنية الملزمة بالتنسيق مع العدو الإسرائيلي، فيما أن قوى المقاومة لديها موقف واضح من العدو الإسرائيلي من استمرار المقاومة، ووقف المفاوضات.

وتساءل:"لا أعرف ما هي الطريقة التي يمكن أن يكون فيها مقاربة بين الموقفين حتى نستطيع الوصول لمصالحة حقيقية، فالأجهزة الأمنية بالضفة الغربية تقوم بعملها وفقاً لشروط اتفاقية أوسلو من تنسيق أمني مع العدو، وملاحقة المقاومة، فيما يوجد وضع مختلف في الطرف الآخر".

كما تساءل عن الصيغة التي يمكن أن تعالج الوضع وتجعل الجميع في مربع آمن خارج السيطرة الإسرائيلية.

وحذر القيادي النخالة، من حجم التفاؤل المشاع الآن، على اعتبار أن الأمر يحتاج إلى حديث أكثر وضوحاً لا مصالحة شكلية.

وأردف قائلاً:"نحن عارضنا الورقة المصرية لما تتضمنه من صيغة عائمة غير محددة، وتضع كل أجهزة أمن السلطة وقطاع غزة تحت سلطة أبي مازن الذي وقَع على اتفاق أوسلو.

ألغام كبيرة

وأكد نائب الأمين العام للحركة، وجود صيغة في ورقة المصالحة تقوم بموجبها الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع كل دول الجوار وهذا يعني من ضمنها إسرائيل بما يخدم المصلحة المتبادلة بين هذه الدول، ألغام كبيرة في ورقة المصالحة.

وأشار نائب الأمين العام لحركة الجهاد "جلسات الحوار دائماً تكون متفائلة وبهذه الصيغ، وأن الجميع يبدي نوعاً من المرونة اللغوية واللفظية، بينما الجوهر يواجه العديد من العقبات الكبرى وكل طرف لديه فهمه الخاص بما تحدث فيه".

وأكد مجدداً، أن المصالحة موضوع معقد وشائك وكبير ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق على الصيغ الأمنية خاصة أن إسرائيل لديها شروط واضحة ومحددة وأن أجهزة الأمن لها دور في ملاحقة ومطاردة المجاهدين.

وأشار إلى ما يجري في الضفة من مطاردة حقيقة واعتقالات لكل المجاهدين، مستغرباً وجود  

أجواء مصالحة في ظل اعتقال أجهزة أمن الضفة لأشخاص ليس لهم علاقة مباشرة بالمقاومة أو لديهم أسلحة وآخرهم الشيخ خضر عدنان الذي أفرجت عنه قوات الاحتلال، واعتقلته أجهزة أمن السلطة ظلماً وعدواناً، واعتبر أن اعتقالات السلطة تكون بشكل كيدي وأهدافه حزبية وانتقامية من المجاهدين.

كرة لهب

وفيما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية وقمة سرت الليبية قال النخالة: "أبو مازن قام برمي كرة اللهب على القمة والعرب جميعاً الذين بدورهم رموها في الاتجاه الأمريكي فهم يقومون بنفض أيديهم من القضية الفلسطينية".

وأوضح نائب الأمين العام، أن عباس هو الذي وقع على أوسلوا وتم الاتفاق على أن الأراضي المحتلة عام 48 هي أرض لإسرائيل, ولا يتم التفاوض عليها بينما الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 67 هي المتنازع عليها والمفاوضات يجب أن تجري حولها".

واعتبر النخالة أن ما تقوم بها السلطة الفلسطينية هو دورها الوظيفي في خدمة أمن دولة الاحتلال فالسلطة لم تحقق أي انجاز لأن واقع الحال يقول لا انسحاب من أراضي الضفة الغربية", مشيراً إلى أنه لا ضرورة لوجود السلطة فالأمل والأحلام بطريقة المفاوضات مع الاحتلال سنفقد الأراضي الفلسطينية كافة وسنرى ألاف المستوطنين يعيشون في الأراضي التي يتفاوضون عليها.

وعن كيفية إنقاذ الوضع الراهن، رأى النخالة أن ذلك يتم باتفاق عربي واضح حول ما هي القضية الفلسطينية وكيفية تحرير الأرض ووضع خيارات بديلة من المفاوضات العبثية, لافتاً إلى أن إسرائيل لا تريد أي سلام فهي تتصرف بموقف المنتصر وتفرض يومياً واقعاً مريراً في الضفة الغربية ويجب حل السلطة نهائياً, فوجود السلطة يعني استكمال مصادرة الأراضي واستمرار الاستيطان وتدفق المستوطنين.

وحمَل النخالة جميع الدول العربية والسلطة الفلسطينية المسؤولية عما يجري في القدس من اعتداءات مستمرة ضد المقدسيين", لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني على أتم الجهوزية للدفاع عن فلسطين كاملة ولن يتنازل عن حقوقه فهو قدم فلذة أكباده, وأي اتفاقات غير ملزمة للشعب الفلسطيني وما هو ملزم للشعب مطالبته بالعودة وتحرير الوطن.