خبر قمة سرت... فرصة لاستعادة التوازن العربي ..علي الطعيمات

الساعة 11:07 ص|09 أكتوبر 2010

قمة سرت... فرصة لاستعادة التوازن العربي ..علي الطعيمات

يلتقي قادة دول الأمة العربية اليوم السبت في ليبيا في قمة استثنائية هي في الأساس لمناقشة الإصلاحات الملحة لتطوير منظومة العربي المشترك وأسس سياسة الجوار العربي ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية وآليات عملها إلا أن الملف الفلسطيني الشائك، وبخاصة المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية التي تتكشف عنصريتها ساعة بعد أخرى وتهربها من استحقاقات السلام الذي يبحث عنه العرب جميعاً والقائم على استرجاع الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية والعربية وعلى رأسها إقامة الشعب الفلسطيني لدولته المتصلة المستقلة فوق أرضه المحتلة في الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، أن يطغى على هذه النقاط الإصلاحية الهامة.

 

وليس من خيار أمام دول الأمة العربية لاستعادة زمام المبادرة وامتلاك الإرادة والقرار المستقل وتطيير رسالة قوية ذات معنى ومغزى، إلى من يهمه الأمر في العالم الغربي الموالي والمنحاز إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وإلى الولايات المتحدة الأميركية تحديداً العاجزة عن تجميد الاستيطان لشهرين، من اتخاذ موقف جريء ومنطقي، وهو رفع الغطاء عن أي شكل من أشكال المفاوضات لتداعياته الخطيرة على الحقوق والثوابت الفلسطينية والتي تتجلى في المواقف الإسرائيلية المتحجرة التي تتخذ من المفاوضات العبثية غطاء للتهويد بكافة أبعاده وأشكاله، وغطاء لمطاردة المقاومة وإضعافها، وخداع الرأي العام العالمي، والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني عبر الاعتقالات والاقتحامات والاغلاقات في الضفة الغربية وعبر الحصار الظالم لأكثر من مليون ونصف المليون إنسان في قطاع غزة الأمر يتعارض مع كل الأعراف والأديان والقوانين الإنسانية والأخلاقية الدولية.

 

وحتى تكتمل الصورة والحراك العربي الحقيقي نحو النهوض ومحاولة الإمساك بناصية الأحداث وإدارتها بصورة منطقية وموضوعية بحيث ترتقي المصالح العربية العليا فوق أي مصالح أخرى أياً كانت مبرراتها وذرائعها لا بد من إيجاد حاضنة عربية لمشروع المصالحة بين حركة فتح التي تهيمن على منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في رام الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر من الدولة العبرية وللأسف الشديد بمساعدة ثمينة من النظام المصري وبأشكال مختلفة.

 

التعامل مع هاتين النقطتين في الملف الفلسطيني مع الأخذ بعين الاعتبار التصلب الإسرائيلي الذي استند في الكثير من هذا التصلب والعنجهية بل والاستهتار بالعرب وحقوقهم من التساهل الذي وصل إلى حدود التفريط الناجم عن التفكك والتباعد ما بين الدول العربية وانكفاء كل دولة من دول هذه الأمة إلى ذاتها وإلى تدهور المعايير في العلاقات مع الشقيق والصديق والعدو، بل وإلى الاختلاف على من هو العدو الحقيقي لهذه الأمة لإضاعة البوصلة بفعل هذا الوضع الشاذ عن المشهد العالمي الذي تتوحد فيه الأمم وتتشكل في تكتلات من كل نوع إلا امتنا التي تزداد تمزقا وتشتتا، لو تم التعامل مع هذين الملفين بعيدا عن الإملاءات والمصالح الإسرائيلية برؤية صادقة وباستشراف للمستقبل الذي يحمل في خباياه ضربات موجعة وقاسية وربما قاضية لـ قضية العرب الأولى، وللمستقبل الذي لا مكان فيه لغير القوي الأمين ولا مكان للضعيف المرتجف.

 

فالقمة تعقد وسط ضغوطات أميركية وربما إسرائيلية للإبقاء على الغطاء العربي بالرغم من استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة وبالرغم من عمليات التهويد المسعورة للمسجد الأقصى المبارك أمام أعين وأسماع العرب والمسلمين.. انه منطق مقلوب يمشى على رأسه ويحتاج من العرب جرأة وشجاعة لإعادته إلى طبيعته قبل الغرق في أوحال يهودية الدولة ودولة اليهود.