خبر البصمات التركية في غزة إقبال على تعلم اللغة ورفع الأعلام

الساعة 06:43 ص|08 أكتوبر 2010

البصمات التركية في غزة إقبال على تعلم اللغة ورفع الأعلام

فلسطين اليوم: غزة:

عبثا حاول أشقاء نبيل أبو سمحة (35 عاما) من مدينة دير البلح ثنيه عن قرار السفر إلى تركيا بعد أن يحصل على إجازة من دون راتب لمدة عام من المؤسسة الحكومية التي يعمل فيها. فقد قرر أبو سمحة التوقف عن روتين عمله، الذي يقول إنه ضاق ذرعا به، وقرر تجريب حظه بالعمل في مجال استيراد المواد الغذائية من تركيا، وتحديدا البسكويت والحلويات التركية التي تلقى رواجا في القطاع.

 

وقال أبو سمحة لـ«الشرق الأوسط»: إنه اختار التوجه إلى تركيا ليس فقط للطاقة الكامنة في مجال الاستيراد منها، بل أيضا بفعل شعور عاطفي ووجداني وإحساسه بأنه سيجد في تلك البلاد بيئة حاضنة، مشيرا إلى أنه في حال نجاحه في مشروعه الجديد فلن يعود لعمله الحكومي. وأشار أبو سمحة إلى أنه استعان ببعض معارفه لتوفير رأس المال الذي سيرتكز عليه في مشروعه الجديد.

 

ويوضح أبو سمحة أن الذي دفعه لهذه الفكرة هو اكتشافه أن الكثير من الفلسطينيين استغلوا فتح معبر رفح وتوجهوا إلى تركيا للتجارة وحتى للعمل. ويؤكد أن دخول البضائع سيتم في النهاية عبر الأنفاق، ما لم يحدث تطور سياسي يسمح بحركة حرة للاستيراد والتصدير.

 

وقبل أن ينطلق في مشروعه سيلتحق أبو سمحة بمؤسسة الفضيلة والديمقراطية التركية في غزة لتعلم اللغة التركية.

 

وتشهد هذه المؤسسة، وهي الوحيدة التي تعلم اللغة التركية، إقبالا كبيرا. ويبدو محمد علوان (25 عاما) الذي يشارك حاليا في دورة لتعلم اللغة التركية مرتاحا جدا لالتحاقه بالدورة، إذ بات بوسعه تصفح المواقع التركية على الإنترنت والتواصل مع أصدقاء في تركيا.

 

والتدريس في هذه المؤسسة مجانا، ولكن قدرتها على استيعاب الطلاب محدودة إذا لا يزيد العدد في كل دورة على 40 طالبا.

 

ويطمح علوان في أن تمكنه لغته التركية من الحصول على منحة لاستكمال دراسته الجامعية في إحدى جامعات أنقرة. وهناك من يرغب في دراسة اللغة التركية ليتمكن من الحصول على مهنة مترجم للوفود التضامنية التركية الكثيرة التي تزور قطاع غزة. ويقول محمود ياسين مدير مؤسسة الفضيلة، إن الذي يدفع الغزيين لتعلم اللغة التركية هو الرغبة في تكريس روابط الصداقة مع الشعب التركي، لا سيما بعض التضحيات التي قدمها الأتراك والتي وجد تعبيرها الأبرز في أحداث أسطول الحرية التي راح ضحيتها 9 من الأتراك، بالإضافة إلى الرغبة في العمل كمترجمين لدى الوفود التركية التي تزور القطاع، حيث إن الكثير من الأتراك الذين يفدون لغزة لا يجيدون اللغة العربية أو الإنجليزية، مما يجعل مهمة التواصل معهم عسيرة. وأشار ياسين إلى أنه فوجئ بحجم الإقبال من كبار السن على تعلم اللغة التركية، رغم أن الإعلان عن دورات تعلم اللغة، اقتصر على من تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاما فقط. وإن كان هناك من يتجه لتركيا بغية العمل في مجال التجارة، فإن بعض الموسرين وذوي الدخول المرتفعة استغلوا إعادة فتح معبر رفح بشكل جزئي لكي يتجهوا لتركيا للسياحة.

 

ويقول طاهر الحايك، أحد رجال الأعمال الفلسطينيين، إنه قرر بعد إعادة فتح معبر رفح بشكل جزئي التوجه لتركيا هو وعائلته المكونة من 8 أفراد، مشيرا إلى أنه حاول منذ سنوات تنظيم مثل هذه الرحلة، لكن ظروف الحصار جعلت الأمر صعبا للغاية. ويرى الحايك أن واقع الحياة في غزة يجعل المرء يحتاج للترفيه عن نفسه وعائلته.

 

لكن بالنسبة للكثيرين في غزة كما هو الحال في العالم الإسلامي، فإن تركيا مرتبطة بشخص رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، الذي تباع صوره وتعلق في كثير من المناطق. أحد محال بيع الأدوات الرياضية في قلب مدينة غزة بات يحمل اسم أردوغان، وهناك الكثير من المحال التي باتت تحمل نفس الاسم. وهناك من أطلق اسم أردوغان على مواليدهم، ولعل الحالة الأبرز هي قيام رئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية بإطلاق اسم أردوغان على حفيده الـ15 قبل عدة أشهر.