خبر الهيئة الإسلامية المسيحية: القدس تتعرض لأكبر عملية تزوير لهويتها الدينية

الساعة 02:50 م|07 أكتوبر 2010

الهيئة الإسلامية المسيحية: القدس تتعرض لأكبر عملية تزوير لهويتها الدينية

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

أجمعت عشرات الشخصيات المقدسية، اليوم الخميس، أن مدينة القدس تتعرض لأكبر عملية تزوير لتاريخها وهويتها الدنية، وذلك أثناء مؤتمر صحفي سبق عقد الورشة، التي انعقدت بعنوان 'نحو رؤية إستراتيجية لخدمة المدينة المقدسة'.

وهدفت الورشة إلى بحث التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القدس الدولي المنوي عقده في دولة قطر مطلع العام القادم 2011.

وأكد عدنان الحسيني محافظ القدس، بالمؤتمر الصحفي، أن الاجتماع بمقر الهيئة الإسلامية المسيحية مع ممثلين مؤسسات مدينة القدس المحتلة يهدف إلى خلق عصف فكري يقدم لمؤتمر الدوحة، الذي يعتبر أاحد قرارات مؤتمر قمة سرت، من أجل دراسة أوضاع المدينة المقدسة، وهذا ما تم إعلانه في اجتماع اللجنة الاستشارية في القاهرة.

كما أكد محافظ القدس أن اجتماع اليوم يأتي لترتيب بعض الأمور الميدانية التي تحتاج إليها المدينة بعيدا عن كل الكلام.

وشدد على ضرورة دعم المؤسسات المقدسية المختلفة في المدينة، وقال: 'نحن قدمنا في الاجتماع الماضي في جامعة الدول العربية تصور لأوضاع واحتياجات المدينة المقدسة لمدة ثلاث سنوات، وهذه الأوراق قدمت بأرقام دقيقة وطريقة مفصلة، من اجل أن تكون أمام الإخوة العرب ومن لديه الرغبة بدعم القدس، ونحن نأمل أن يكون لدينا ورقة عمل مشتركة يوقع عليها جميع المشاركين هنا اليوم  لتوضع بالاجتماع القادم للهيئة الاستشارية لأخذها للمؤتمر بالدوحة مطلع العام القادم'.

وفيما يتعلق بمشاريع دعم صمود المقدسيين، قال الحسيني: إن الاجتماع اليوم يندرج ضمن مطالب الهدف منها الوصول إلى عمل وليس إلى كلام على الورق، فنحن نحتاج إلى تغيير آليات الدعم القديمة، حيث أن المنظمات التي تدعم القدس تدعمها بطريقة وأسس عديمة وعقيمة، وهذه الأسس يجب أن تتغير فهي تطلب شروطا لا نستطيع بها التقدم، ناهيك عن مجموعة من الشروط والإجراءات من أجل التراخيص التي تضعها إسرائيل والتي تعرقل على الفلسطيني التقدم للأمام.

وأشار الحسيني إلى أن الخبراء المجتمعين في ورشة العمل اليوم بالقدس، سيحاولون الخروج بورقة عمل تؤكد أنه يجب دعم العمل الميداني في القدس المحتلة، ودعم صمود المقدسيين هناك.

وقال الحسيني: إن عملية التزوير الجارية في البلدة القديمة هي مشاريع يجب أن يتم التصدي لها إسلاميا ومسيحيا ودوليا، ويجب على كافة المؤسسات المختصة أن تتحرك للدفاع عن المقدسات ويجب عليها محاربة المستوطنين والاستيطان، فالقدس تتعرض إلى خطر كبير ويجب علينا أن نواجهه.

وأوضح م. الحسيني أن هناك ساحة أمام ساحة البراق ويتم الوصول إليها من مداخل البلدة القديمة، وهناك أيضا مساحة واسعة من الجهة الجنوبية تسمى سلوان، وبلدية الاحتلال الإسرائيلي هنا تسعى لدمج المساحتين مع بعضهما البعض وأن تبتعد عن المداخل القديمة التاريخية، وهذا الذي يشكل الخطر الأكبر، فالقضية هنا باتت قضية تدميرية وقضية تزوير وتلاعب بكل المقدسات.

وأعرب عن أمله أن يوفق بما يصبون إليه من خلال هذه الورشة، مؤكدا أن المقدسيين على مفترق طرقن ويحتاجون أن يكون لديهم القدرة على الصمود والصبر وذلك لأن القدس تتعرض للعديد من المشاريع الخطيرة، لذلك على المقدسيين التصدي لكل الأمور التي تقف أمامهم، وان يدافعون عن القدس ومقدساتها أمام هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها.

من جانبه، أشار الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية د. حسن خاطر، إلى ما يجري اليوم في المدينة المقدسة من عمليات تهويد وتغيير لمعالم المدينة ومقدساتها على كل المستويات والصعد، قائلا: 'تتعرض المدينة إلى مرحلة ما بعد الاستيطان، فما يجري اليوم هو محاولة لتغيير الهوية الدينية لهذه المدينة، فالقدس مدينة ذات طابع ديني إسلامي مسيحي منذ أن وجدت إلى أن تقوم الساعة، واليوم هناك استهداف لهذه الهوية بشكل لم يسبق له مثيل'.

وأضح خاطر أن هذه الأوضاع والتطورات الخطيرة للمدينة تأتي بين قمة سرت ومؤتمر الدوحة الدولي، فقمة سرت التي علقت عليها آمال كبيرة، والتي بالفعل اتخذت مجموعة قرارات هامة، وخاصة القرار الخاص بمدينة القدس والمكون من 16 بندا هاما، ولو طبق بندا واحدا منها لأثر ذلك إيجابا في حاضر ومستقبل المدينة المقدسة.

وبين خاطر أن مشكلة القدس ليست بالقرارات وإنما بتطبيق القرارات. فعلى كل المستويات القدس لديها رصيد كبير من القرارات سواء على المستوى العربي والإسلامي أو الدولي، لكن المشكلة تكمن في تطبيق القرارات وليس في اتخاذها، وهذه هي مأساة المدينة المقدسة.

وأضاف: قمة سرت اتخذت قرارا يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، وهو أن العرب لا يريدون وحدهم تحمل مسؤولية القدس، فأوصوا بضرورة عقد مؤتمر دولي للقدس في الدوحة ليوسعوا دائرة الاهتمام بالمدينة من الدائرة العربية إلى الدائرة الإسلامية والمجتمع الدولي، حيث ستكون نسبة العرب المشاركة تقارب الـ20%، فهو مؤتمر عربي إسلامي دولي كبير جدا، من الممكن أن يكون المؤتمر الأكبر للمدينة المقدسة.

وقال خاطر إنه والمحافظ الحسيني أكدا خلال مشاركتهما في اجتماعات اللجنة الاستشارية واللجنة التحضيرية التي عقدت في مقر الجامعة العربية في القاهرة، وجود رغبة حقيقية لدى الدول العربية باتخاذ خطوات فاعلة تجاه القدس لإنقاذها من نير الاحتلال.

وأضاف:إننا ومن خلال العاملين والمختصين في شؤون القدس والمهتمين من الشخصيات والمؤسسات، أردنا من خلال هذه الورشة ومن خلال الاستعانة بما يقارب 20 من شخصيات القدس المختصة أن نضع النقاط على الحروف، لنقول للمؤتمر ماذا تريد القدس من مؤتمر الدوحة.

واختتم: 'نحن من خلال مشاركتنا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ضغطنا باتجاه الجوانب التنفيذية للمؤتمر، بحيث يكون له أدوات ووسائل اتصال مع القدس، فنحن لا نريد أن نحلق في المستويات الأكاديمية رغم أهميتها، وإنما نحرص على إقامة جسور بين المؤتمر وما تحتاجه القدس، وهذا هو هدف الورشة ليضع ملخص أوراق عمل بأسماء كل المشاركين أمام كل أصحاب القرار حول احتياجات القدس'.